ناشدتكم الله أجيبوني
ولو بكلماتٍ قليلةٍ شافية
أين دين الله عندكمُ
أين آيات الله لكلِّ الريَب لاغية؟
أين الشورى التي أوصى بها اللهُ؟
كيف أصبحتم عبيدا ً لكلِّ طاغية؟
ناشدتكم الله أجيبوني
فأنتم قد أعميتم عيوني
ونأيتم بالنوم عن جفوني
وأبعدتم عني العافية
ناشدتكم الله أجيبوني
كيف أصبحتم أمَّة ً باغية؟.
قد كنتم ذات يوم ٍ
خير أمَّةٍ لله جاثية
قد كنتم ملوك الدنيا
وأمراء الجنة العالية
قد كنتم رجالا ً تزلزلون الأرض تحتكمُ
والمرأة قد كانتْ في حضن القرآن غافية
أصبح اليوم رجالكم كالنساء ِ
وامرأتكم فاجرة ٌ باغية
خير رجالكم اليوم عبدٌ
وخير نسائكم اليوم جارية
ما بالكم
كيف وصلتم إلى ما أنتم فيه اليومَ
كيف عكَّرتم مياه زمزم الصافية؟
كيف تركتم بيت اللهِ
وتحجون لدار ٍ ما كانتْ يوما ً سامية؟
يا أمَّة العربِ
قد كنتم تسهرون جياعا ً
إنْ كانتْ معدة جاركم خاوية
قد كنتم تخلعون ثيابكم
وتلبسونها لأجساد الفقر العارية
أنتم لم تكونوا يوما ً خير أمَّةٍ أخرجت للناس ِ
بل أنتم كنتم للخير ينبوعا ً وساقية
قد كنتم للسموِّ أعلاما ً
ولكلِّ فلكٍ سارية
أفواهكم الفصيحة لا تحكي
إلا الحبَّ ، ولآيات الربِّ راوية
قد كنتم أوابد للمجدِ
واليوم لم يبقَ من مجدكم ما يملأ آنية
اليومَ
جاركم يموت جوعا ً
وتدمى بفضلكم الأرجل الحافية
اليومَ تقتتلون على المال ِ
وغيركم يبكي على الأطفال الدامية
اليومَ يا عربُ
تضحكون إذ جاءكم العيدُ
وغيركم إنْ فرحَ
لا يجد إلا العيون الباكية
يا عربُ
ما بالكم نسيتم اللهَ
وضعتم في دين ٍ لا إله لهُ
مرَّة ً عليٌّ
وأخرى معاوية؟
ما بالكم
أفيقوا
قد وصلتم الهاوية
فما عاد دينكم دينا ً
بات بسعيكم دينا ً خاويا
ما عاد حبُّكم حبَّا ً
قد ضاع في قلوبكم الجافية
أنتم اليوم سكارى
عهَّرتم العذارى
وما عادتْ لياليكم كافية
وغيركم لا يعرف للنوم طعما ً
يسهر النهار واللياليَ
أنتم يا عرب ما عدتم عربا ً
أنتم نتاج الأمم البالية
فحتى شعركم ما عاد شعرا ً
وما عادت القافية قافية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية