فاز الصحافيان السوريان "علي الابراهيم" وخليفة الخضر" بجائزة "Fetisov Journalism Award" عن فئة التحقيقات الاستقصائية للعام 2021، وهي أكبر جائزة في العالم تمنح للصحفيين عن تحقيق لهما بعنوان "سوريا: سوق للجثث وسمسرة مربحة على الرفات".
ويوثق التحقيق الذي أُنجز بإشراف "الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية" (سراج) انتشار أسواق الإتجار بالجثث في سوريا، حيث يتم تسليم هذه الجثث لذويها مقابل مبالغ مالية مرتفعة، ويتضمن التقرير شهادات واقعية وقصصاً حية لذوي الضحايا والسماسرة على حد سواء.
وروى الصحفي "خليفة الخضر" لـ"زمان الوصل" أن فكرة تقريره المشترك بدأت عندما سمع من أحد الأشخاص في جلسة خاصة عن شخص قتل آخر وباع جثته وهذا ما جعله يتساءل هل وصل الإجرام في سوريا إلى هذا المستوى لدرجة بيع الجثة التي أكرمها الخالق؟
وحاول "الخضر" مع زميله "الإبراهيم" -كما يقول- استقصاء وتتبع هذا الموضوع والإجابة عن سؤال افتراضي: هل هذه الحالات موجودة فعلاً أم لا، وهل هي موجودة عند جهة واحدة أو أكثر.
وكشف "الخضر" أنه وثق مع شريكه في التحقيق أكثر من 120 حالة ليكتشفا أن الموضوع ليست مجرد حالات فردية بل أشبه بالظاهرة وأن هناك تورطاً لجهات وفصائل عسكرية إلى جانب النظام وتنظيم "الدولة".
وأكد أن رحلة إنجاز التحقيق استمرت أكثر من سنتين، عازيا التأخير إلى عدم تجاوب كل الأطراف ما بين عائلات اشترت جثث أبنائها وسمسارة وتجار موتى، وبعضهم –حكما قال- حاول نكران القصة أو تمويهها، ولكنهما تمكنا من التواصل مع مصادر مثل "ياسر نجار" و"أبو جعفر" مسؤول الطبابة الشرعية إضافة إلى مدنيين وسماسرة وجهات عسكرية، وكل الأطراف العسكرية للأسف تشاركت في هذه الجريمة.
ولفت "الخضر" إلى أن من أهم الصعوبات التي واجهته مع زميله "علي الابراهيم" هو حالات الكذب والتدليس من بعض الجهات العسكرية وتحاشي الأسئلة أو عدم الرد عليها.
وأردف أن "عصب تجارة الموتى هم السماسرة أكثر من الجهات العسكرية والسمسار هو شخص متلون وبعض السماسرة اعتبروا أن الإتجار بالجثث جريمة حرب، ولكنهم لا يعتبرون أنفسهم مجرمين، وبعض السماسرة تجاوب مع معدي التحقيق وزودوهما بمعلومات وافية عن كيفية إجراء عمليات تبادل الجثث وأخذ خزعة من قريب الجثة للتأكد من صلة القرابة، وبخاصة إذا مضى زمن طويل على وفاة الشخص.
وتم تأسيس جائزة (فيتيسوف للصحافة) من قبل رجل الأعمال وعضو الأكاديمية الروسية للعلوم "غليب فيتيسوف"، وتهدف الجائزة إلى الترويج للصحافة كمهنة تساهم فى تغيير حياة الأفراد والمجتمعات والارتقاء بمستواها، بالإضافة إلى تقديم فرصة للصحفيين لرفع مستوى خبراتهم من خلال نشر موضوعاتهم وموادهم الصحفية على نطاق واسع.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية