أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"رايتس ووتش": مصير مجهول لمئات الفتيان المحاصرين في سجن "غويران"

طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بضمان المعاملة الإنسانية لجميع الرجال والفتيان الذين تم إجلاؤهم أو استردادهم من السجن الذي هاجمه تنظيم الدولة وسيطر عليه لبضعة أيام.

وأكدت في تقرير لها أمس الجمعة، أن على المقاتلين الإقليميين هناك والقوات الأمريكية والبريطانية الداعمة لهم تقييم مدى امتثال قواتهم لقوانين الحرب أثناء عمليات استعادة السجن واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين أثناء عمليات البحث عن أعضاء التنظيم والمحتجزين الفارين.

وقالت "ليتا تايلر"، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في المنظمة: "بدأت قسد في إجلاء الرجال والصبية من السجن المحاصر منذ أيام، لكن لا يزال العالم غير قادر على معرفة عدد القتلى أو الأحياء منهم. على سلطات الاحتجاز في شمال شرق سوريا الخروج عن صمتها حيال مصير هؤلاء المحتجزين، بمن فيهم مئات الأطفال ممن كانوا لضحايا تنظيم الدولة".

وشددت أنه "على قسد السماح فورا للمنظمات الإنسانية الدولية بزيارة المحتجزين الذين تم إجلاؤهم أو استردادهم من سجن الصناعة وتقديم الرعاية الأساسية لهم. عليها الإعلان عن عدد المحتجزين القتلى والجرحى ومن تم إجلاؤهم خلال معركة استعادة السجن، بمن فيهم الأطفال".

* تقارير عن مقتل أطفال
في منتصف معركة السجن، قال محتجزان أجنبيان لا يزالان داخل السجن لـ "هيومن رايتس ووتش" إن محتجزين عديدين قُتلوا في الاشتباكات، بينهم أطفال. قال معتقل كندي إنه يعتقد أن "عشرات" الأطفال قُتلوا، واصفا طفلا ينزف حتى الموت بين ذراعيه.

وذكر صبي أسترالي (17 عاما)، قال إنه أصيب في رأسه ويده في غارة لمروحية من طراز "أباتشي"، إنه يقدّر مقتل بين 15 إلى 20 طفلا على الأقل، بينهم صديقان في سن المراهقة قُتلا أمام عينيه، على حد قوله.

وقال الفتى الأسترالي في رسالة مذعورة في منتصف فترة الحصار طالبا عدم ذكر اسمه (لكن تحققت هيومن رايتس ووتش من هويته): "كنت جالسا في زنزانتي، وحدث انفجار. كان ثمة إطلاق نار على مبنانا [الزنازين]. هربت مع صديقاي، 14 و15 عاما، لكنهما قُتلا أمامي في الطريق...".

وأضاف الصبي الأسترالي "ظللت أركض، لكنني أصبت في رأسي ويدي، وفقدت الكثير من الدماء". قال الصبي إنه شاهد "جثثا كثيرة، جثث أموات، والكثير من الجرحى يصرخون من الألم. لا يوجد أطباء هنا، ولا أحد يمكنه مساعدتي. أنا خائف جدا، وأحتاج إلى مساعدة. أرجوكم".

قال رجل كندي محتجز وصف نفسه بأنه مواطن أمريكي (18 عاما) لـ هيومن رايتس ووتش إن الطعام ومياه الشرب والأدوية نفدت من الرجال والصبية داخل السجن أثناء الحصار.

وقال أيضا: "نتضور جوعا وعطشا. لا يوجد طعام ولا ماء ولا إمدادات طبية على الإطلاق. نحن خائفون، وبحاجة فقط إلى شخص ما يساعدنا على الخروج من هنا والوصول إلى بر الأمان".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على قسد العمل مع مجموعات الإغاثة لاطلاع أفراد العائلات عما إذا كان أقاربهم في سجن الصناعة أحياء أم موتى أم مصابين. لم تسمع عائلات كثيرة عن أقاربها المسجونين منذ سنوات.

*الاعتقالات غير القانونية
أكدت المنظمة أنه بدعم من التحالف بقيادة الولايات المتحدة، اعتقلت قسد عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال السوريين والأجانب، بما في ذلك معظم الرجال والصبية الذين احتجزتهم بعد ذلك في الصناعة، خلال انهيار المعقل الأخير الذي كان يسيطر عليه داعش في شمال شرق سوريا في فبراير/شباط ومارس/آذار 2019. لم يمثل أي من المحتجزين الأجانب أمام قاض لتحديد ضرورة أو قانونية اعتقاله، مما يجعل احتجازهم لأجل غير مسمى تعسفيا وغير قانوني.

وقالت إن ظروف المحتجزين في الصناعة كانت في أحيانٍ كثيرة غير إنسانية ومهددة لحياتهم، واتسمت بالاكتظاظ الشديد، وندرة الوصول إلى الأماكن الخارجية وأشعة الشمس، وعدم كفاية الأدوية والطعام. كان من المقرر أن تقدم منظمة غير حكومية في أوائل 2022 التعليم للأطفال، لكن الهجوم على السجن وضع هذا الجدول الزمني موضع شك، حسبما قاله أحد المنظمين لـ هيومن رايتس ووتش.

زمان الوصل - رصد
(109)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي