بعد إعلانها تأجيل توقيع الاتفاق و"التريث" أول من أمس، وقعت حكومة الأسد مع لبنان والأردن أمس الأربعاء، اتفاقية الربط الكهربائي العربي، من الأردن عبر سورية إلى لبنان، لتثار أسئلة حول سبب إعلان وزير الكهرباء بحكومة بشار الأسد، غسان الزامل أول من أمس الثلاثاء "تم التريث" رغم جهوزية الجانب السوري فنياً.
ويؤكد مصدر سوري رفيع، أن أسبابا عدة كانت وراء إعلان الوزير تأجيل التوقيع، أهمها أن النظام السوري اشترط التوقيع بدمشق، بعد أن كانت المملكة الأردنية معلنة عن التوقيع في العاصمة عمّان، ما خلق ارتباكاً وخلافاً بين البلدين، تمت تسويته لاحقاً باختيار منطقة وسطى، وهي بيروت، رغم أن لبنان كانت مستبعدة عن الإعلان الأردني.
وحول ما قيل عن دور إيراني ضاغط وأن الغاز المستخدم بتوليد الكهرباء الأردنية، سيأتي من "إسرائيل" وليس من مصر، يضيف المسؤول السوري لـ"زمان الوصل" قائلا "تم طرح هذه الأسباب، والأرجح أنها السبب الحقيقي غير المعلن، الذي دفع دمشق لطلب تغيير مكان التوقيع، لظنها أن الأردن لن توافق بعد الإعلان والتحضير بالعاصمة عمان، وإن وافقت، يكون النظام قد حقق (انتصاراً سياسياً) وهذا حرفياً ما تم قوله. لكن اتصالات مكثفة أول من أمس الثلاثاء، تمخضت عن تسوية واتفاق بأن يكون التوقيع ببيروت".
وحاول وزير الكهرباء بحكومة بشار الأسد، استثمار التوقيع كانتصار سياسي واقتصادي خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا التوقيع أمس، بقوله: إن الهدف الأول يتمثل بتعزيز التعاون العربي، ومحاولة كسر العقوبات المفروضة على النظام بموجب قانون "قيصر" الأمريكي. وإن توقيع الاتفاقية إنجاز مميز، ونحن في سورية من أولى الدول التي تسعى إلى التعاون العربي/العربي في جميع المجالات، مشيراً إلى أن الحكومة السورية كانت تصر على إنجاح هذا الملف بأسرع ما يمكن، وكان هناك إشراف مباشر من رئاسة الحكومة، على متابعة تنفيذ الأعمال التي أنجزت في وقت قياسي ومدروس من قبل وزارة الكهرباء ومؤسسة نقل الطاقة.
وهو برأي مراقبين، متناقض مع تصريحه قبل يومين، لصحيفة "الوطن" التي أشار خلاله للأضرار التي لحقت بخط نقل الكهرباء، بدءا من الحدود الأردنية -السورية، حتى منطقة دير علي جنوبي العاصمة دمشق، مبيناً أن الأضرار طاولت 80 برجًا وتدمير وتخريب وسرقة نحو 195 كيلومترًا من الأمراس وهو ما يعادل 410 أطنان، وكانت هناك حاجة لنحو عشرة آلاف صحن لإصلاح التخريب الذي لحق بالعوازل، مشيراً إلى أن وزارته تتابع كل التطورات الفنية لخط الربط الكهربائي بالتوازي مع مخرجات الاجتماعات التي عُقدت بين المعنيين في كل من سورية ولبنان والأردن، واتفق خلالها على متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فرق فنية مشتركة لمتابعة عمليات تأهيل وصيانة هذا الخط الكهربائي ودخوله في الخدمة وتشغيله. ليخلص للقول حول توقيع الاتفاق "تم التريث".
وكان وزير الكهرباء "الزامل"، قد حدد حصة سورية من الطاقة العابرة إلى لبنان من الأردن، بنحو 8% في حين تبلغ التدفقات للطاقة الكهربائية عبر هذا الخط من الأردن باتجاه لبنان، وسطياً بحدود 225 ميغا واطاً على أن تكون بحدود 150 ميغا واطاً بين الساعة 12 ليلاً حتى 6 صباحاً ونحو 250 ميغا واطاً على مدار 18 ساعة المتبقية.
ويذكر أن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، قد أعلن الأسبوع الماضي، أن مسؤولين أمريكيين أبلغوه باستثناء بلاده من عقوبات استجرار الطاقة عبر سورية، وذلك عن طريق مسؤولين مصريين.
وأضاف الوزير بو حبيب خلال لقائه الرئيس اللبناني، ميشيل عون، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية "المسؤولون الأمريكيون جددوا التأكيد على دعمهم استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان من مصر والأردن، عبر سورية، لتعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية واستثناء لبنان من القيود التي يضعها قانون قيصر على النظام السوري".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية