أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معتقل سابق يتعرف على "طبيب تعذيب" في مستشفى 601 ويدلي بشهادته

طيلوني وفي الكادر السعدي - زمان الوصل

ملائكة وشياطين..شهادة جديدة لمعتقل سابق حول أهوال التعذيب في المشفى 601

على وقع محاكمة جلادي العصر أمام المحاكم الأوروبية روى المعتقل السوري السابق في سجون النظام "سمير السعدي" جوانب مما عاناه وشاهده من أهوال داخل أسوار مشفى 601 الذي كان أشبه بالمسلخ البشري رغم قصر المدة التي أمضاها في المعتقل التي لم تتجاوز الأربعة أشهر من أواخر العام 2011 إلى بداية 2012 وهي الفترة التي سبقت خروج صور سيزر (القيصر) للمعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب وتم تصويرهم في كراج المشفى ذاته.

وينحدر "السعدي" من مدينة درعا 1988 وتم اعتقاله بتاريخ 27 /2011/11 في مدينة "داريا" أثناء ذهابه إلى الجامعة، حيث كان يدرس السنة الرابعة في كلية الإعلام بسبب ورود اسمه إلى حاجز المخابرات الجوية آنذاك -كما يروي لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أن عناصر الحاجز أمروا سائق السيارة بالتحرك حينها وتم إبقاؤه  بعد "تفييش" اسمه ليتم اقتياده بعدها إلى مطار المزة -صالات الرياضة وتم وضعه في مهجع "أبو زيد" نسبة إلى السجين الذي كان يستلمه ويدعى "أحمد أبو زريق"، حيث أمضى حوالي 20 يوماً كان يخضع خلالها لتحقيق يومي، وفي الأسبوع الأول لمرتين صباحاً ومساء.


وأردف المصدر أنه نتيجة للتعذيب الذي تعرض له داخل أفرع أُصيب بالتهاب في النسيج الخلوي بقدمه حيث أصبح قطر قدمه أكثر من 7 إنش جراء الضرب والتعذيب، وداخل فرع الجوية التقى السعدي بطبيب معتقل يدعى "كنان طيلوني" كان في العشرينات من عمره اعتقله النظام من مشفى "المجتهد" مطلع تشرين الثاني نوفمبر/2011، وكان هذا الطبيب يحاول التخفيف عن الجميع، وينتظر عودة المعتقل من التعذيب ليبدأ بعمليات سريعة، وبدون أدوات علّه يخفف عنهم. حتى أنه كان يصنع من الجوارب وبعض الألبسة الداخلية كمادات لخفض الحرارة لدى المعتقلين وعلم فيما بعد أنه قضى تحت التعذيب.

بعد أسابيع تم نقل "السعدي" إلى المشفى 601  سيئ الصيت ليبدأ مرحلة جديدة من المعاناة والموت اليومي ومن أطباء المشفى الطائفيين آنذاك الطبيب العميد "غسان حداد" الذي تسلم إدارته فيما بعد.


وروى "السعدي" أن العميد المذكور كان يتردد على المشفى 601 كطبيب مناوب بداية وذات ليلة كان يسهر من حرس من الأمن العسكري والمخابرات الجوية في قسم العظمية وكانت هناك مظاهرات في الغوطة الشرقية ضد النظام فسمعه وهو يردد عبارة "السيد الرئيس قلبه كبير، هي الحيوانات لازم نواجهها بالطيران"، وكان حاقداً بشكل لا يوصف على أهالي الغوطة الشرقية ويطلق على المعتقلين اسم "خنازير الدرة"، ويستمتع بحفلات التعذيب ويوجهها.

وبحسب موقع "مع العدالة" يُعتبر العميد "غسان حداد" أحد أبرز المشاركين في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام والميلشيات الحليفة، حيث ساهم هو وكادره الطبي (الذي ينتمي أغلبهم للطائفة العلوية) في تحويل المشفى (601) العسكري إلى مسلخ بشري، وساعده في ذلك: العقيد الطبيب "طه الأسعد"، والعقيد "حسين ملوك"، والمساعد "محمد ديوب"، حيث أشرفوا على تعذيب وتصفية الجرحى من النشطاء والمتظاهرين السلميين الذين تم إسعافهم في المشفى المذكور.

*تعذيب  مزاجي
كان المعتقلون المرضى يجلبون إلى مشفى 601 معصوبي العينين ومقيدي الأيدي ويعطى كل معتقل منهم 3 شراشف أحدها مكتوب عليه المشفى 601 العسكري وغطاء أخضر وثالث أبيض بدون كتابة ويمنع المعتقل من إزاحة هذه الأغطية عن جسده -كما يقول السعدي- مضيفاً أن قدمه المصابة كانت طوال فترة مكوثه في المشفى مقيدة بجنزير إلى طرف السرير الحديدي ليلاً نهاراُ باستثناء فترة خروجه إلى الحمام المحددة بمرتين في الليل والنهار.


وروى المصدر أن ممرضاً يدعى "محمود سليمان" اعتاد على المجيء صباح كل يوم لأخذ درجة حرارة وضغط كل مريض بعد حفلة من الضرب والتعذيب وكانت عملية الضرب والإهانة مضاعفة بالنسبة له لأنه –أي السعدي- كان يعاني من انخفاض ضغط  أقل بدرجتين إلى ثلاث من المعدل الطبيعي وبالتالي يحتاج لسيروم ملحي، الأمر الذي كان يزعج الملازم سليمان ويبدأ بسب الذات الإلهية وإطلاق الشتائم، لدرجة أنه هدده في إحدى المرات بالقتل في حال كان الضغط أقل من المعدل الطبيعي في اليوم التالي.

وروى محدثنا أنه خلال فترة بقائه في المشفى من 16 كانون الأول /ديسمبر 2011 وحتى 2 كانون الثاني/ يناير 2012، كان يتوسل للطبيب المشرف على حالته إعادته إلى مطار المزة العسكري، فهناك على الأقل كان يتعرض للتعذيب خلال فترة التحقيق فقط بينما في مسلخ 601 كان التعذيب مزاجياً.

وكشف "السعدي" أن أحد المرضى المعتقلين معه في المشفى شخص من القابون يقارب عمره الستين كان لديه مرض في صمام القلب وكان يطلب من الجلادين باستمرار إخراجه من المشفى، وذات مرة تم إحضار امرأة كان لديها محل لبيع المنظفات لأنها زغردت أثناء مرور جنازة أحد شهداء الثورة أمام محلها، فتم اعتقالها مع ابنها الوحيد وكانت تعاني من مشكلة في كليتيها، وكان هناك شاب لديه كسر في الأضلاع نتيجة عمليات التعذيب التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله في أحد الأفرع، ولم يسلم بدوره من التعذيب والضرب على أماكن الإصابة داخل المشفى الجهنمي دون شفقة أو رحمة.

أسماء وصور عشرات الضباط والإطباء والأفراد الذين عذبوا وغلفوا جثث "صور قيصر"



فارس الرفاعي - زمان الوصل
(279)    هل أعجبتك المقالة (237)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي