رجح المتحدث باسم "اليسوعيين الهولنديين" مقتل "الاب فرانس" الهولندي، مشيرا إلى أنه لم يُطوّب، وذلك بعد أن أبلغت صحيفة "كاثوليك نيوزبلاد" بالخبر وتحدثت عن كون "الأب فان دير لوجت" قلل من أهمية الاعتداء الجنسي الذي حصل داخل الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا الغربية.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "دي ستينتور" الهولندية فإن المتحدث سمع "من جهات عديدة" شائعات مفادها أن التطويب قد أُلغي ولن يحدث بالفعل، وأن "فان دير لوغت" أدلى بتصريحات في 2009، عندما كانت معه مجموعة من زوار أوروبا الغربية في مدينة "حمص" السورية، قال فيها إنه يجد أن الاهتمام بالإساءة مبالغ فيه وشكك في تأثير ومصداقية الضحايا. وأبلغ الزوار عن هذه التصريحات، لكن بكل الأحول فإن "فان دير لوجت" انتهى به المطاف في المستشفى بعد ذلك بوقت قصير، وحتى لا يكون هناك توبيخ مطلقًا بعدم التطويب، وجاء الملف أثناء التحقيق الأولي في" إمكانية" تطويب الأب، بحسب التقرير.
وتابعت الصحيفة إن "فان دير لوغت- 75 عامًا" قتل في 7 نيسان ابريل/ 2014 في حديقة "ديره" في مدينة "حمص" السورية، على يد متمردي "جبهة النصرة"، مرجحة أنه دفن هناك أيضا، حيث إن مجمع الدير لم يكن منزله فحسب، بل كان أيضًا مكانًا للقاء الناس من مختلف الأديان.
ونفت "جبهة النصرة" مسؤليتها عن مقتل الأب "فرانس"، من خلال بيان قالت فيه "لم نقم به ولم نؤمر بذلك، وإن أردنا ذلك حاكمناه عن طريق محكمة شرعية هي التي تقوم بإصدار الحكم فيه علناً ولا نخشى في الله لومة لائم".
وأضاف البيان الذي لم يتسنَّ لـ"زمان الوصل" التأكد منه حينها أن المستفيد الأكبر من قتل الأب فرانس هو "العدو النصيري".
وسبق أن نقلت "زمان الوصل" عن "الشيخ أبو الحارث الخالدي" الذي ربطته علاقة صداقة بالأب الراحل "فرانس" فقال إن ملثما دخل دير الآباء اليسوعيين الواقع في حمص القديمة في تمام الساعة العاشرة صباحا بتاريخ 7-4-2014، وقام بتوجيه السلاح باتجاه الأب فرانسيس فندر لاخت ومن ثم أطلق النار عليه، ففارق الحياة على الفور، وتم بعدها إعداد مراسم الدفن داخل دير الآباء اليسوعيين من أجل دفن جثمانه داخل الدير، الأمر الذي تم في اليوم نفسه.
وتداول ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي شريط فيديو قالوا إنه السبب في مقتل الأب "فرانس" الذي أحب الحياة وآثر البقاء بين الثوار في حمص المحاصرة.
وفي الشريط المذكور يناشد الأب الشهيد العالمَ بفك الحصارعن حمص قائلاً: أنا الأب فرنسيس أتكلم معكم من حمص المحاصرة وأمثل مجموعة مسيحية لا تقل عن 66 مسيحيا، بالإضافة لإخوتنا المسلمين المدنيين.
ويضيف: "نجتمع هنا في الكنيسة على كاسة شاي بلا سكر لأنه لا يوجد سكر، نحنا المسيحيين والمسلمين في حمص نعاني من الجوع لأننا لا نجد طعاماً".
ويردف الأب فرانس: "ليس أصعب من أن نرى الإنسان يبحث عن لقمة العيش لأولاده، بدنا حل لمشاكلنا بعد سنة ونصف شهر ونصف من الحصار نحن نحب الحياة وما منحب نموت من الألم".
تقرير الصحيفة الهولندية يؤكد ما قاله ثوار حمص لجهة عدم رغبة الأب "فرانس" بمغادرة "حمص" خلال الحرب السورية، فأثناء قصف المدينة وتجويع السكان ساعد غير القادرين على الفرار.
كما أنشأ مركزًا للأطفال المعوقين، وقدم العلاج النفسي وألهم آلاف الشباب، من المسيحيين والمسلمين، وبحسب "دي ستينتور" التي نقلت عن المتحدث باسم "اليسوعيين الهولنديين"، فإن الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011 هي السبب في أن الأسقف المحلي لم يبدأ أبدًا العملية الرسمية لتطويب "فان دير لوغت" في الكنيسة المحلية، حيث كتبت صحيفة "كاثوليك نيوزبلاد" إن هذا لم يحصل لأن "هؤلاء الناس هناك لديهم أشياء أخرى في أذهانهم". وأشارت إلى تصريحات "فان دير لوخت" بخصوص ملف الإساءة.
وتؤكد الصحيفة الهولندية اتخاذ الخطوات الأولى من هولندا من خلال بدء البحث الأولي في عام 2019، ولكن ذلك لم يحدث.
تفيد الصحيفة بأن نحو 250 طالب لجوء سوري من جميع أنحاء أوروبا إلى هولندا للإشادة بالأب "فان دير لوغت" بعد موته، ساروا من مركز "هيلفورت" إلى مدينة "نيميغن".
وتابعت أن معظم المشاركين نفذوا ذات مرة مثل هذا المسير (الكلمة العربية للمشي لمسافات طويلة) مع الأب "فرانس" عندما كان وطنهم لا يزال آمنًا.
وأكدوا أنه " إذا كان الأب فرانس مات ولكن روحه تحيا"، لذلك بحسب الصحيفة دعمت منظمة "السلام الهولندية" (PAX) أول مسير هولندي في مدينة "نيميغن"، المدينة التي درس فيها الأب "فرانس" الفلسفة.
حسن قدور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية