أحصت "وحدة تنسيق الدعم ACU"، الضحايا النازحين في مخيمات شمال غرب سوريا جراء موجات الثلوج والصقيع والفيضانات واندلاع الحرائق منذ عام.
وقالت في تقرير لها أمس الخميس: "في مخيماتٍ نشأت على عجل يعيش أكثر من 1.6 مليون نازح في الشمال السوري، ويشكل الأطفال 57% من هؤلاء النازحين (قرابة مليون طفل نازح يعيشون ضمن المخيمات)، ولم ير هؤلاء الأطفال موطناً آخر لهم سوى هذه المخيمات التي ولدوا فيها والتي لا تتوفر فيها أدنى المقومات الأساسية للحياة، وسط غيابِ أي بصيصٍ للأمل في عودةٍ قريبةٍ لأوطانهم التي هجروا منها، وشُحٍّ للدعم الإنساني الذي لا يتجاوز إبقائهم على قيد الحياة لشتاءٍ آخر قد تكون فيه فرصتهم أكبر للنجاةِ من الموت برداً أو حرقاً أو اختناقاً".
وأضافت: "ففي كل شتاءٍ يمر يفقدُ عددٌ من النازحين حياتهم بسبب البرد، في عام 2015، ضربت العاصفة الثلجية (هدى) الشرق الأوسط مما أدى لموت 15 نازحاً ضمن المخيمات السورية متجمدين من البرد، وخلال عام 2016، سُجلت 3 حالات وفاة لأطفال حديثي الولادة ضمن مخيمات الشمال السوري متجمدين من البرد، كذلك في عام 2017، سُجلت 3 حالات وفاة نتيجة البرد في المخيمات السورية، وفي عام 2018، سُجلت 3 حالات وفاة نتيجة البرد في المخيمات أيضاً؛ وفي عام 2019؛ فارق الحياة 3 أطفال حرقاً نتيجة حرائق نشبت ضمن المخيمات؛ كما فارقت الحياة عائلة مكونة من 4 أفراد (أبوين وطفلهما) اختناقاً أثناء حرقهم بعض المواد التالفة لتأمين الدفء. ومنذ بداية شهر أيلول/ سبتمبر 2021".
وشدد التقرير على أنه وحتى هذا التاريخ وثق باحثو وحدة تنسيق الدعم ACU، 178 حادثاً أدت لاحتراق 244 خيمة نتيجة سوء استخدام وسائل التدفئة أو الطبخ، حيث يلجأ النازحون لحرق مواد غير مناسبة لتأمين الدفء (يلجؤون لحرق القمامة أو الملابس والأثاث التالف)، ونتّج عن هذه الحرائق مقتل 4 نازحين حرقاً وإصابة 16 نازح بحروق شديدة.
وتابع: "خلال هذا الشتاء أدت الرياح الشديدة والأمطار إلى دمار 7,354خيمة في شمال سوريا، ويعيش النازحون في المخيمات ليالٍ عصيبة بسبب موجةٍ البرد الشديدة التي تضرب شمال سوريا، يلقي البرد بظله الثقيل على النازحين، ويصعب على الأطفال وذوو الإعاقة وكبار السنّ مقاومته، حيث تتجمد أطراف الأطفال من الصقيع، وينخر البرد عظامهم الصغيرة، فهم لا يعرفون كيف يلعبون بالثلج كباقي الأطفال، لأن الثلج يقتل أطفال المخيمات".
وأردف: "خلال الأيام الماضية أدى هطول الأمطار في مخيمات شمال إدلب إلى غرق ودمار مئات الخيم، وتلف مواد المأوى والمواد الغذائية ضمنها، وتساقطت الثلوج في مخيمات شمال حلب مما أدى إلى انقطاع الطرقات ودمار مئات الخيم. لا يستطيع النازحون إسعاف المرضى في حال الحاجة للوصول للنقاط الطبية، ولا تستطيع فرق الإغاثة الإنسانية الوصول للمخيمات المتضررة للاستجابة، تحاول فرق الإنقاذ الوصول إلى المخيمات التي تضررت الليلة الماضية والتي يزيد عددها عن 150 مخيماً وفتح الطرقات والوصول للعالقين في الفيضانات وتحت الثلوج".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية