الإعلان عن إطلاق أول بوابة إلكترونية عربية

تشهد العاصمة البحرينية المنامة فى 23 مارس/آذار الجاري ولمدة يومين فعاليات الاجتماع الخامس لمشروع "ذاكرة العالم العربي".

وقال د. فتحي صالح مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر والمشارك في اجتماع المنامة ان الاجتماع سوف يناقش ما تم انجازه من اعداد محتوى البوابة الالكترونية واستعراض ومراجعة قواعد البيانات الخاصة التي تم تجميعها للمحاور المختلفة للتراث العربي وعرض التصور للموقع الالكتروني للمشروع، وذلك تمهيدا لاطلاق البوابة الالكترونية باللغة العربية في منتصف العام القادم.

ويشارك في الاجتماع ممثلون عن 19 دولة عربية وبحضور مندوبين عن منظمات اليونسكو والاليسكو ومنظمة المدن العربية وجمعية صيانة مدينة تونس ومعهد المخطوطات العربية واعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية ووكلاء وزارات الثقافة العربية.

ومن المتوقع ان يعرض الموقع الالكتروني خريطة العالم العربي والخطوط الزمنية المشتركة التي تربط بين العصور التاريخية المختلفة للأقطار العربية، وتعد حاليا البوابة بشكل يسمح بأن تتولى كل دولة إدخال بياناتها ومراجعتها وإعتمادها قبل النشر على الإنترنت.

واوضح صالح ان مشروع ذاكرة العالم العربي هو احدى توصيات مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات الذى عقد في الدوحة عام 2006 وتم ادراجه ضمن مشروعات الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات وان يتولى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي تنفيذه.

وهو مشروع إقليمي عربي لتوثيق التراث العربي بشتى جوانبه المختلفة باستخدام احدث تقنيات الاتصالات والمعلومات وربط الذاكرة التراثية المشتركة للدول العربية. ونشره على شبكة الانترنت بهدف الحفاظ على الذاكرة التراثية للعالم العربي وتعريف الاجيال الجديدة بها.

من جانبها، قالت اجلال بهجت نائبة مدير مركز توثيق التراث ومديرة المشروع ان موقع ذاكرة العالم العربي تبرز اهميته بانه وسيلة للحفاظ على التراث العربي عبر وسيط تكنولوجي هام هو الانترنت كأبرز وسيلة معرفية فى العالم.

ولا يتجاوز حجم المحتوى العربي على الانترنت نسبة 0.5% من المحتوى العالمي كما لا تتجاوز نسبة التراث العربي والإسلامي المسجل سوى 16.5% مما تم تسجيله على قائمة التراث العالمي.

وهو ما يتناقض بصورة كبيرة مع حجم الإسهامات التي قدمتها الثقافة والحضارة العربية على امتداد تاريخ الإنسانية.

وأكدت بهجت على ان المشروع يتطلب دعم الدول العربية والمنظمات الدولية والهيئات العاملة فى مجال التراث لكي تنمو وتزدهر هذه البوابة باللغتين العربية والانجليزية حتى يتم تعريف العالم كله بإسهامات الحضارة العربية والإسلامية فى تطور البشرية .

واضافت بهجت ان المشروع يتطلع الى اصدار عدة مخرجات تؤكد على وجود ذاكرة مشتركة للتراث العربي وعلى إخراجها بشتى الطرق فالذاكرة التراثية للأمة العربية توحد الامة وتدعم صلات التآخي بين الشعوب العربية فيبرز المشروع في مخرجات الخطوط الزمنية للعصور المختلفة مثل العصر العباسي والمملوكي والعثماني فتظهر النماذج المعمارية والعناصر الزخرفية والاشكال الهندسية صلة الربط بين التراث المتواجد في البلاد العربية وتعطي بعدا اخر للتراث وتظهره بمضمون اعمق وأوضح.

كما يتطلع المشروع الى اصدار كتيبات لنماذج من مقتنيات المتاحف وسير العلماء العرب وأهم المدن العربية والتراث الشعبي.

واشارت الى ان مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر يقوم بتنسيق آليات العمل بالمشروع بالتعاون مع مجموعة كبيرة من المنظمات والهيئات والجهات المتخصصة فى البلدان العربية بالاضافة الى عدد من المنظمات الاقليمية والدولية الذين يقدمون المحتوى التراثي في كافة المحاور تم تشكيلها في الاجتماع الاول عام 2007 كشركاء في المشروع وقدموا خلالها قواعد بيانات لتراث جميع الدول العربية والتصور لكل محور من محاور التراث والتنسيق العربي لنشر التراث على بوابة ذاكرة العالم العربي وتفعيل دور التراث الموثق رقميا على مستوى العالم.

يذكر ان المشروع قد عقد اربع لقاءات في الشارقة بالامارات العربية المتحدة في اكتوبر/تشرين الأول 2007 والثاني في دمشق في مايو/أيار 2008 والثالث فى القاهرة فى يناير/كانون الثاني 2009 والرابع فى مدينة فاس المغربية فى يوليو 2009 كما ستشهد المرحلة المقبلة بلورة ما تم انجازه في الاعوام الماضية من اعمال.

وسيعقد الاجتماع القادم بالدوحة في نهاية عام 2010، ثم يليه الاجتماع الذى سيتم خلاله تدشين موقع ذاكرة العالم العربي فى القاهرة في منتصف العام المقبل.

وينعقد الاجتماع تحت رعاية الشيخة مي آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الاسكندرية ومدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تقوم بدعم وتمويل مشروع ذاكرة العالم العربي تحت مظلة جامعة الدول العربية.