توفيت امرأة خمسينية نازحة من ريف حماة في أحد المشافي الخاصة بمدينة "الدانا" في ريف إدلب الشمالي جراء خطأ طبي، وهي الظاهرة التي باتت منتشرة في ظل الإهمال الطبي الذي يسود مناطق الشمال السوري المحرر.
وروى "مؤيد أحمد" لـ"زمان الوصل" أن والدته "صباح محمود الأحمد" مواليد "كفر زيتا" بريف حماة 1966، وهي أم لـ 5 أبناء أحدهم قتل في ظروف غامضة قبل سنوات و3 بنات بدأت تشتكي منذ أشهر من ألم في ظهرها وقدمها اليسرى، وتمت مراجعة أحد الأطباء فطلب منها صورة طبق محوري وبعد إجراء الصورة المطلوبة اتضح إصابتها بانحراف في الفقرات (ديسك)، فقام الطبيب المذكور بتحويلها إلى مشفى "الرازي" في "الدانا" لإجراء صور وتحاليل إضافية ففوجئوا –حسب قوله- بالطبيب (ن. ش) يقول لهم إن لدى المريضة شرياناً مغلقاً في القلب وهي بحاجة إلى قسطرة قلبية، وبعد تركيب القسطرة بفترة بحاجة لعملية ومثل هذه العملية الدقيقة والخطيرة لا ينصح بها الأطباء، بل ينصحون بالمعالجة الفيزيائية، واستطرد محدثنا سارداً تفاصيل ما حصل لوالدته الراحلة أن الطبيب المذكور كتب لها دواء مسكناً عبارة عن إبر التراميدول، ووفق أطباء آخرين فإن هذا الدواء إذا أعطي بكمية كبيرة قد يؤدي إلى وفاة المريض لأنه يحتوي على نسبة مخدر كبيرة وبالفعل–كما يقول المصدر- لم تكمل والدته الشهر إلا وبدأت تشعر بأوجاع لا تطاق، وكانت هذه الأوجاع تزداد عند تناولها الدواء المذكور رغم أن صحتها كانت–حسب قوله- أفضل.
وأضاف ابن المتوفاة أنهم قاموا بإسعافها لتخضع للعملية التي أوصى بها الطبيب وبقيت تحت العملية 8 ساعات حتى استفاقت من البنج.
وتابع "مؤيد" أن والدته تحسنت قليلاً في اليوم التالي واستمرت على تناول الإبر، ولكن لأوجاع عادت لها بعد يومين دون معرفة الأسباب فتم إسعافها مجدداً إلى المشفى.
وقال الطبيب –حسب ما يروي المصدر- إن الجرح ملتهب وهذا يعني إعادة فتح مكان العملية وإجراء عملية ثانية، وبعد فتح الجرح أصيبت بنزيف وباتت بحاجة لدم، ولكن أحداً من المشافي والمراكز الصحية لم يعطهم أي وحدة دم إلى أن تبرع أهل الخير بـ 5 أكياس، وتم إدخالها إلى غرفة العناية المشددة وأثناء إجراء العمل الجراحي من قبل الطبيب المشرف على علاجها وهو طبيب عظمية توقف قلبها ولم تقم إدارة المشفى باستدعاء طبيب قلبية فبدأ السكري الذي تعاني منه من قبل بالارتفاع الشديد، رغم أنه كان مستقراً قبل العملية، وتوقف القلب والكليتان عن العمل، ما أدى إلى وفاتها.
وتم أخذ الجثة إلى المشفى الوطني بإدلب لعرضها على لجنة الطبابة الشرعية، وكالعادة لم تحمل اللجنة سبب الوفاة للطبيب والمشفى بل ادعت -بحسب المصدر- أن سبب الوفاة هو تفاقم السكري ومرض القلب والرئتين ورفضوا تحميل المشفى أو الطبيب المسؤلية عن وفاتها.
واطلعت"زمان الوصل" على تقرير اللجنة المذكورة الذي يشير إلى أنه كان لدى المريضة المتوفاة سوابق مرض سكري ونقص تروية قلبية ولديها ارتفاع في مشعر دي دايمر مع وجود أعراض نقص أكسجة وهذا يتجانس مع صحة رؤية، وبالتالي حدوث هبط وعائي دوراني وتوقف قلب وتنفس، ما أدى للوفاة وعليه ومضى التقرير أن سبب الوفاة هو غالباً نقص الأكسجة الناجم عن ضمة رؤية وأن الضمة الرؤية تحدث بعد العمليات الجراحية الكبرى والرضوض العظمية الشديدة والهرس العظلي وقد تحدث بشكل عفوي وعليه، فانه لا يوجد أي خطأ طبي أو إهمال ولا يتحمل الطبيب الجراح أو المخدر أي مسؤولية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية