أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"جود" الشابة التي حصلت على شهادتها الجامعية بعد أن عانقت السماء

جود

"لا أدري أَفَرَحٌ هذا أم حزن ! تحقق حلمك ياحبيبتي جود بالتخرج"، بهذه الكلمات المؤثرة علق والد الشهيدة الشابة "جود محمد ياسر شريط" على صدور شهادة تخرجها من كلية التربية قسم علم النفس بجامعة الشمال الخاصة بمرتبة جيد جداً ومعدل (76،25%)، ولكن لم تشأ الإرادة الإلهية أن تهنأ "جود" بنجاحها الذي طالما منت نفسها به، إذ باغتتها قذيفة عشوائية غادرة بتاريخ 7 أيلول سبتمبر/2021 وهي تقف على سطح منزلها لتنهي حلمها بالحياة والمستقل بعد نحو ساعة من منشور نشرته على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" كتبت فيه قائلة:"‎"اللهُم خيرًا في كلّ اختيار، ونورًا في كل عتمة وتيسيرًا لِكل عسير، وواقعًا لِكل ما نتمنى، اللهم بحجم جمال جنتك أرني جمال القادم فى حياتي وحقق لي ما أتمنى، واشرح لى صدري.. اللهم الرضا الذي يجعل قلوبنا هادئة وهمومنا عابرة ومصائبنا هيّنة".

ونشأت جود 21 عاماً وسط أسرة محافظة، وكانت الوحيدة على 5 اخوة -كما يروى والدها لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أن ابنته درست الابتدائية والإعداية والثانوية في مدينة إدلب، وكانت تحت رعاية والدتها (المهندسة أسماء غزال) وبعد حصولها على الشهادة الثانوية اختارت فرع دراسة علم النفس الذي كان حلمها منذ البداية.

وتابع محدثنا أن "جود" استلمت أثناء دراستها إدارة مدرسة وروضة "السراج المنير" وأثبتت جدارتها بتفوق.

وكشف محدثنا أن المدرسة سنة استلامها لإدارتها تم نقلها إلى مقر جديد فأشرفت "جود" بنفسها على تصميم الرسومات والصفوف ونوع المقاعد والنوافذ وكل اللوازم لتكون المدرسة نموذجية، وإضافة إلى عملها هذا تابعت دراستها وبعد أن أنهت آخر مادة في الجامعة بأسبوع اختارها الله إلى جواره.

وكانت –حسب المصدر- قد أنهت مسودة مشروع التخرج وقامت والدتها بالتواصل مع الدكتور المشرف على المشروع وأرسلته له فقامت جامعة الشمال بإصدار شهادة تخرجها الذي لم تسمح الأقدار لها بمعانقتها.

ولفت مدير صفحة "وفيات مدينة إدلب الخضراء" إلى أن ابنته الراحلة كانت متفوقة في دراستها لأن قسم علم النفس كان اختيارها وحلمها في الأساس، وكانت من شغفها بالعلم تحضر محاضرات أساتذتها في غير كليتها، مشيراً إلى أن مشروع تخرجها عن الصلابة النفسية في ظروف الأزمات وكانت هي بذاتها تظهر رباطة جأش نادرة ولم تبدي يوماً أي مظهر للخوف أو التردد.

وكشف والد الشابة الشهيدة أن أحد دكاترها الذي تربطه به معرفة شخصية أرسل له صورة شهادتها عن طريق النت بداية وبعد أيام وصلتهم نسخة ورقية من الشهادة عن طريق أحد المدرسين في الجامعة ليتم تعليقها في غرفتها التي تركتها خالية.

وتابع أن أساتذة "جود" في الجامعة كانوا يصفونها على الدوام بالمهذبة والمجدة وكان أحد أساتذتها يرشحها للتدريس في كلية التربية بعد تخرجها ولكن مشيئة الله أرادت أن ترحل قبل أن تتخرج.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (161)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي