أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة أبرز ناشطي مخيم "الركبان"

الناشط "شكري الشهاب"

نعى أهالي الركبان أحد وجوه المخيم الناشط "شكري الشهاب" مدير نقطة تدمر الطبية الذي توفي أول أمس الأربعاء، متأثراً بجلطة قلبية، بعد رحلة طويلة من العطاء الإنساني ظل خلالها مخلصاً لمهمته التي نذر نفسه لها، وظل شعلة من النشاط إلى ما قبل وفاته بساعات قليلة.

وعُرف بنشاطه المدني منذ الأيام الأولى للثورة السورية، ومشاركته في مظاهرات مدينته تدمر، وكما كان مصدراً هاماً لنقل الأوضاع المأساوية في مخيم "الركبان"، وأحد المشاركين في تنظيم الاعتصام المدني المفتوح، كما جاء في رثاء لشبكة  "Rukban Network" التي تعاون معها الراحل كما كان أحد مصادر "زمان الوصل" لسنوات في تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهالي المخيم.

 وأفاد الناشط "عماد غالي" لـ"زمان الوصل" بأن "الشهاب" عمل قبل الثورة كممرض في المشفى الوطني بتدمر، وشارك في المظاهرات السلمية في مدينته، وتعرض لملاحقات أمنية قبل دخول تنظيم "الدولة" إلى المدينة ولهذا السبب تم فصله من عمله في التمريض، فبقي بلا عمل إلى حين دخول تنظيم "الدولة" إلى تدمر، وحينها اضطر للنزوح إلى منطقة "الركبان" آملاً بالدخول إلى الأردن، ولكنه لم يتمكن من الدخول شأنه شأن الآلاف من القاطنين فيه، ما أثر على حياته ونفسيته.

 وأضاف المصدر أن الراحل لمس قلة وجود كوادر طبية من أطباء أو ممرضين أو وجود أدنى مستوى من الرعاية الصحية لأهالي المخيم مما أشعره بالمسؤولية لكونه ممرضاً سابقاً.

وأردف محدثنا أن أبا محمود "كان من أوائل الناس الذين بادروا إلى تخديم قاطني المخيم ووقفوا إلى جانب المرضى إضافة إلى نشاطه الإعلامي البارز ومشاركته في تنظيم المظاهرات والاعتصامات والمطالبة بتحسين ظروف المخيم.

وكشف "غالي" أن الناشط الراحل كان موجوداً في اعتصام أمام المكتب الإعلامي لمطالبة قوات التحالف بتحسين ظروف المخيم قبل ساعتين من وفاته، وقام مع زملائه ببث مباشر وصاغ بيان الاعتصام.

وتابع محدثنا أن "الشهاب" كان أيضاً مديراً لنقطة طبية في المخيم، ولم تكن هذه النقطة تتلقى أي دعم من أي جهة من خارج المخيم، وكانت المعاينات فيها مجانية، وكذلك تصوير الإيكو باستثناء الأدوية التي كان يبيعها للمرضى في الصيدلية ويعطي الأدوية مجانا أحياناً لمن لا يملكون ثمنها رغم أنه دفع ثمنها من جيبه –حسب غالي- الذي كشف أن "الشهاب" أوصى قبل وفاته بعشرة أيام أن لا يدفن ما بين الساترين الترابيين -وهي المنطقة المحرمة دولياً- بل أن يدفن خارج المخيم ضمن الأراضي السورية، معرباً عن خشيته بأن لا يتمكن أولاده من زيارة قبره إذا تغير الوضع من الناحية الجغرافية والسياسية.

وأردف محدثنا أن الراحل -وهو أب لأربعة شباب وفتاة- عاش مشواراً طويلاً من التضحية في المخيم الذي ارتبط بذاكرته ووجدانه، لم يكسل ولم يمل من العطاء إلى جانب زوجته القابلة القانونية "أم محمود" وهي من النساء المكافحات اللواتي أعطين الكثير لمخيم "الركبان" من خلال مساعدتها للنساء المشرفات على الولادة وإنقاذها لعشرات النساء الحوامل من الموت المحتم في ظروف المخيم الصعوبة والافتقار إلى أدنى مستويات الرعاية الصحية المفترضة.

 ورثى ناشطون "الشهاب" بكلمات مؤثرة داخل وخارج مخيم "الركبان"، حيث رأى "أحمد عليان" أن الراحل "بُح صوته من قراءة البيانات، حفظ أسماء الفاعلين بالأمم المتحدة، خاطبهم بالصوت واللافتات والصور، لكن أحدا لم يجب. وأضاف "ربما لأن شكري شهاب ومن معه ليسوا شقرا بما يكفي، ولا يرغون باللكنة المحببة للعصبة الدولية..".

وتابع "عليان" أن "الشهاب" ترك أخيراً منصته العالية، وخطفه الموت، ليدفن في رمال "مثلث الموت" (مخيم الركبان) هذا المثلث الذي شكلته أضلاع بزوايا حادة، يفتك بأرواح من رفضوا العودة لحضن الأسد.

واعتبر الناشط "Noor Alkhateb" أن خسارة "الشهاب" محزنة وهو الرجل المبادر والمتعاون الذي كان مثابراً على إيصال كل معاناة مخيم "الركبان" ومن الفاعلين في تتبع مصير العائلات والأفراد التي خرجت من مخيم "الركبان" والوصول إلى أسرها.

وكشف "الخطيب" أن أبا محمود الممرض المتمرس أجرى العام الماضي عملية قيصرية لإحدى النساء في مخيم "الركبان" بأقل الإمكانات بصحبة قابلتين بسبب افتقار المخيم للأطباء، وأنشأ نقطة طبية لتخفيف معاناة الأهالي في المخيم ومساعدتهم صحياً.

أما "عهد الصليبي" فكتب أن "الشهاب" لطالما كان مصدراً لوسائل الإعلام فيما يخص المخيم ومات غريباً فيه بعد أن أدى أمانته اليوم بأن اعتصم قبل ساعات من موته، مطالبًا بحقوق المشردين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(247)    هل أعجبتك المقالة (170)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي