أمر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمس الاثنين، بفتح تحقيق جديد رفيع المستوى في غارة جوية أميركية في سوريا عام 2019، أسفرت عن مقتل عشرات النساء والأطفال، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
الصحيفة نقلت عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع، قوله إن التحقيق الذي يجريه الجنرال، مايكل إكس غاريت، رئيس قيادة قوات الجيش، سيبحث الضربة التي نفذتها وحدة عمليات خاصة سرية تسمى قوة المهام 9، مشيرة إلى أنه سيكون لدى الجنرال غاريت 90 يوما لمراجعة التحقيقات التي أجريت في الحادث، ومواصلة التحقيق في الأنباء عن سقوط ضحايا مدنيين، وما إذا كانت قد وقعت أي انتهاكات لقوانين الحرب أو أخطاء في حفظ السجلات، أو ما إذا كان يجب محاسبة أي شخص.
ومن المتوقع أن يعلن البنتاغون التحقيق الجديد بعد إبلاغ الكونغرس. وقالت لجنتا القوات المسلحة بمجلسي النواب والشيوخ إنهما تحققان في الحادث.
قرار وزير الدفاع الأميركي، يأتي في أعقاب تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا الشهر، أورد ادعاءات بأن كبار الضباط والمسؤولين المدنيين سعوا إلى إخفاء الخسائر.
وفي مؤتمر صحفي عقد قبل أسبوعين، تعهد أوستن بإصلاح الإجراءات العسكرية ومحاسبة كبار الضباط على إلحاق الأذى بالمدنيين، لكنه لم يحدد أي مشاكل هيكلية في النظام سمحت باستمرار الخسائر في صفوف المدنيين في ساحات القتال في سوريا وأفغانستان.
الصحيفة أشارت إلى أن الغارة الجوية كانت التي وقعت بالقرب من بلدة باغوز في 18 مارس 2019، جزءا من المعركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة، والتي انتهت بدحر التنظيم، كما أنها كانت من بين أكبر الحوادث التي ألحقت خسائر في صفوف المدنيين في الحرب التي استمرت سنوات ضد التنظيم، لكن الجيش الأميركي لم يعترف بالضربة علنا.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، أرسلت فرقة العمل استنتاجاتها إلى مقر القيادة المركزية في تامبا، فلوريدا.
وتلقى أوستن، الذي أصبح وزيرا للدفاع هذا العام، إحاطة سرية في وقت سابق من هذا الشهر حول الضربة، وتعامل الجيش معها من الجنرال كينيث ف. ماكنزي جونيور، رئيس القيادة المركزية للجيش، التي أشرفت على الحرب الجوية في سوريا.
وأظهر تحقيق التايمز أن عدد القتلى في الغارة بلغ نحو 80 شخصا، فيما أشار مسؤول قانوني إلى التفجير على أنه "جريمة حرب محتملة" تتطلب إجراء تحقيق.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ هذا الربيع، حذر المسؤول القانوني – بحسب نيويورك تايمز - من أن "كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين تحايلوا عمدا وبشكل منهجي"، وأن هناك فرصة جيدة لأن تكون "أعلى مستويات الحكومة لا تزال غير مدركة لما يحدث على الأرض".
وقال المتحدث باسم لجنة القوات المسلحة، تشيب إنروه، إن اللجنة "مازالت تعمل بنشاط وتواصل بحث الأمر".
وكان النائب، آدم سميث، وهو ديمقراطي من ولاية واشنطن، ويرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر أن لجنته ستحقق أيضا في الضربة وتعامل الجيش معها.
وبدأت الضربة عندما ألقت طائرة هجومية من طراز F-15 قنبلة تزن 500 رطل على مكان الحادث، وبعد خمس دقائق، ألقت طائرة أخرى قنبلتين تزنان 2000 رطل على المكان ذاته.
وقد اعترفت القيادة المركزية الأميركية مؤخرا بأن 80 شخصا، من بينهم مدنيون، قتلوا في الغارة الجوية. وعلى الرغم من أن عدد القتلى كان واضحا على الفور تقريبا للمسؤولين العسكريين، إلا أنه لم يتم اتباع لوائح التحقيق في "الجريمة المحتملة"، كما تقول نيويورك تايمز. وقالت الصحيفة إن "قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة جرفت موقع الانفجار بالجرافات".
وقالت القيادة المركزية للصحيفة إن الغارة شملت ثلاث قنابل موجهة، قنبلة تزن 500 رطل أصابت المجموعة الأولية وقنبلتين تزنان 2000 رطل استهدفتا أشخاصا فارين من الانفجار الأول.
وصححت القيادة بيانها فيما بعد قائلة إن القنابل الثلاث كلها تزن 500 رطل (للقنبلة الواحدة).
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية