احتفلت جامعة حلب الحرة في مدينة مارع بتخريج 114 طالباً وطالبة من طلاب كلية الطب البشري بعد 6 سنوات من تأسيسها في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى جامعات المناطق المحررة وفي ظل انعدام أدنى مقومات النجاح والإنجاز ووطأة القصف والتهجير.
وأشار عميد كلية الطّبّ في جامعة حلب الحرة الدكتور "جواد أو حطب" لـ"زمان الوصل" إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد عمل شاق على الصعيد الأمني واللوجستي وتأمين الكوادر وتجاوز الكثير من المخاطر والصعوبات ومنها القصف الذي تعرضت له الكلية ومحاولة تدمير قاعاتها ومخابرها من قبل قوات النظام حيث قُصفت-كما يقول- أكثر من 5 مرات، ومع ذلك استمرت الجامعة إلى العام 2017 ومع بداية العام 2018 اضطر الجميع للإنتقال إلى مارع حيث تم تأسيس كلية الطب فيها وضمت الكلية الكوادر والطلاب الذين كانوا في الغوطة الشرقية وحمص وتم استكمال السنوات الست –كما يقول- مضيفا أن كلية الطب تدرس نفس المنهاج والخطة الدرسية المتبعة في جامعة دمشق بمعنى أن السنوات الأولى والثانية والثالثة تعتمد القسمين النظري والمخبري، وتنقسم السنتان الرابعة الخامسة إلى قسمين: قسم نظري وقسم في المشافي، وتُخصّص السنة السادسة للتدريب السريري.
وروى رئيس الحكومة المؤقتة السابق أن كلية الطب البشري في مارع دربت طلابها في حوالي 11 مشفى مابين إدلب وحلب وتم استكمال القصة الدرسية عبر النت حيث شارك في المحاضرة 11 طبيباً وبروفسور من أمريكا وأوروبا، وخضع الطلاب في النهاية إلى الفحص الوطني المؤلف من قسمين: نظري وسريري حتى استحق التخرج منهم 114 طبيباً وطبية مناصفة بين الإناث والذكور ومن بينهم 3 طلاب نالوا مرتبة الامتياز مع الشرف، وأردف المصدر أن مستوى الطلاب المتخرجين لم يقل عن مستوى طلاب باقي الجامعات داخل وخارج سوريا رغم كل الصعوبات والعراقيل.
وأثنى د. أبو حطب على صمود الأهالي والطلاب والمدرسين ودعم المنظمات وعلى رأسها "مداد" و"رحمة بلا حدود" و"سامز" و"سيما" و"الأوسو" و المشافي التي دربت الطلاب المتخرجين ومنها مشفى الشفاء في عفرين ومشفى معبر باب الهوى والمشفى التركي السوري في مارع والمشفى العسكري في عفرين، ومشفى الشهيد بسيم معاز ومشفى العيادات والمشفى الوطني في إدلب ونوّه محدثنا إلى أن الجامعة لم تنقص من الخطة الدرسية التي تدرس عادة في كل الجامعات السورية والعالمية أي 71 مقرراً، وتم تطبيق معايير الفحوص المعتمدة، وأشار المصدر إلى أن الجامعة خرّجت العام الماضي 32 طالباً وطالبة وكلهم يعملون الآن في مشافي المحرر وفي المنظمات الطبية والإنسانية، و7 منهم دخلوا الاختصاص بعد تأسيس هيئة الإختصاص في ظل الثورة في الشمال السوري التي خرجت عشرات الأطباء في اختصاصات طبية عدة لتعويض النقص الكبير الذي حصل نتيجة الحرب وقصف المشافي والاعتداء على الأطباء أو تهجيرهم أو اعتقالهم.
وكشف د. أبو حطب أن عدد طلاب جامعة حلب الحرة بلغ هذا العام 1100 طالب وطالبة في كافة السنوات، ومن المقرر أن يكون عدد المتخرجين في نهاية العام القادم 60 طالباً وطالبة بعد الإنتهاء من تدريبهم السريري وخضوعهم للامتحانات، وأشار عميد كلية الطب إلى أن هناك مشروعاً سيتم الإنتهاء من تنفيذه وهو مشروع المشفى الجامعي الذي سيكون على مساحة 11 ألف م 2 ويتكون من 16 قسماً وسيستوعب تدريب كل طلاب الطب في جامعة حلب الحرة والممرضين والفنيين ومتابعة الأطباء العاملين في الإختصاصات كاملة، ويقوم بتوفير الاختصاصات ضمن أقسامه، وسيتم التركيز على بعض الفروع في الطب العام والداخلي وتغطية علاج الأمراض الموسمية والمزمنة أو طب الأسرة بالنسبة للتجمعات من مخيمات وغيرها ورعاية الأمومة والطفولة وإمكانية إجراء العمليات الكبيرة والمعقدة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية