قال الدفاع المدني السوري، في تقرير له اليوم الإثنين، إنّ عدد حوادث السير التي استجابت لها فرقه هذا العام في شمال غربي سوريا، ارتفع بشكلٍ ملحوظ عن الأعوام السابقة، حيث بلغت منذ بداية العام حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت نحو 1250 حادثا، أدّت لوفاة 40 شخصاً من بينهم 9 أطفال و6 نساء، فيما تمّ إنقاذ وإسعاف أكثر من 1200 شخص من بينهم 188 طفلاً.
وأضاف أنّ "حوادث السير تشكل خطراً كبيراً يلاحق المدنيين في جميع العالم وتزهق مئات الأرواح بشكل يومي، حيث شهدت مناطق شمال غربي سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية ارتفاعاً كبيراً في إحصائية الحوادث وضحاياها من المدنيين".
وأردف: "دمرت الحرب التي شنتها قوات النظام وروسيا على الشعب السوري منذ عشر سنوات حتى الآن، البنية التحتية ومن بينها الطرقات، وجعلتها غير صالحة لقيادة العربات والآليات، في حين أدّى الاكتظاظ السكاني الكبير في مناطق شمال غربي سوريا بعد موجات التهجير والنزوح القسري للمدنيين من مدنهم وقراهم إلى ازدياد أعداد الحوادث المرورية بشكلٍ ملحوظ، خاصةً منذ عام 2019 وحتى الآن".
وأوضح الدفاع المدني في تقريره أنّه وفي العام 2020، بدأت ترتفع أعداد الحوادث نتيجة الكثافة السكانية الكبيرة وموجة التهجير الجديدة التي حدثت إلى الشمال السوري، وبأعداد كبيرة جداً بعد سيطرة قوات النظام وروسيا على أجزاء كبير من أرياف حماة الشمالي، وإدلب الجنوبي وريفي حلب الغربي والجنوبي، حيث سجلت فرقه 1076 حادث مروري، أدّى لمقتل 35 شخصاً (8 أطفال و5 سيدات)، وتمّ إنقاذ وإسعاف 845 مصاباً بينهم 149 طفلاً و121 امرأة.
في حين كانت فرق الدفاع المدني استجابت عام 2019 لـ 760 حادث سير في شمال غربي سوريا، انتشلت فيها جثامين 52 شخصاً، قضوا نتيجة تلك الحوادث، من بينهم 5 أطفال و7 نساء، وأسعفت 758 شخصاً، من بينهم 105 أطفال و 125 امرأة.
ولفت التقرير إلى أنّ جميع الإحصائيات المذكورة هي للحوادث التي استجابت لها فرق الدفاع المدني، فيما يبلغ عدد الحوادث الكلي أكثر من ذلك، وهنالك العديد من الحوادث المرورية الأخرى لم يتم توجيه نداء لفرقنا ولم تحصل لها استجابة.
وبحسب التقرير فإنّ ازدياد أعداد الحوادث المرورية في الشمال السوري يترافق مع ازدياد في أعداد الوفيات والإصابات الناجمة عن السرعة الزائدة أولاً، وتعرض معظم الطرقات الرئيسية والفرعية للدمار نتيجة القصف من قبل قوات النظام وروسيا، والاعتماد بشكلٍ كبير على الطرقات الفرعية والزراعية لاسيما بعد سيطرة النظام وروسيا على مناطق مختلفة وقطعهم لطرق رئيسية، وهي طرقات غير مجهزة لتخديم أعداد كبيرة من المدنيين الذين تجمعوا قسراً في منطقة جغرافية صغيرة، بالإضافة إلى غياب قوانين السير وقيادة الأطفال للمركبات ومنها الدراجات الناريّة التي تعتبر خطرة القيادة نتيجة الطرقات الضيقة والوعرة التي تكثر بها الحفريات.
وحول آلية الاستجابة لهذه الحوادث، بيّن التقرير أنّ فرق الدفاع المدني تعمل على عدّة مستويات تتعلق بالحدّ من الحوادث المرورية عبر التوعية المباشرة للمدنيين، والقيام بإجراءات على الأرض ضمن الإمكانات المتاحة من صيانة للطرقات وتخطيط وتوسعة بعضها الآخر، وإصلاح بعض اللوحات الطرقية والتي تعتبر حلول إسعافية فقط، كما تستجيب الفرق للحوادث وتسعف المصابين وتنقل القتلى وتسحب السيارات والآليات المتعطلة من الطرقات لمنع وقوع حوادث سير وفتحها أمام المدنيين.
وشدد التقرير على أنّ الحدّ من حوادث السير هو عملية متكاملة تبدأ بالدرجة الأولى من السائق والمدنيين والتزامهم بإجراءات السلامة وقوانين المرور من تخفيف للسرعة الزائدة وعدم قيادة الآليات والمركبات للأطفال، والتأكد من عمل المكابح والمصابيح خلال القيادة ليلاً، وتنتهي بجودة الطرقات الرئيسية والفرعية، وتخفيف الكثافة السكانية في المنطقة وعودة المدنيين إلى مدنهم وبلداتهم التي هجّروا منها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية