أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عمة شهيد حمص.. رحيل المعارضة السورية "سميرة شحادة" في منفاها القسري

الراحلة "سميرة"

توفيت في منفاها القسري بألمانيا المعارضة السورية "سميرة شحادة" إحدى قدامى الصحفيات السوريات عن عمر ناهز الثمانين عاماً بعد أن عانت من مرض السرطان لسنتين، وتم منعها من دخول سوريا لأكثر من 40 عاماً بسبب انتمائها لحزب البعث العراقي مع من منع من رموز وقامات سوريا الفكرية والسياسية.

وكانت الراحلة وهي عمة المخرج الشهيد "باسل شحادة" شوكة في حلق النظام ومعارضة عتيدة له منذ الأسد الأب كما يقول مصدر مقرب منها فضل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل"، مضيفاً أن المعارضة "سميرة فرحان شحادة" ولدت في قرية "الهيت" بريف السويداء 1939 وتنتمي لأسرة كبيرة ومعارضة في جبل الدروز، وكانت متزوجة من "جورج البدين" وطلقت ولديها ابنة منه، درست الأدب الفرنسي والأدب العربي في جامعة دمشق وعملت كصحفية في عدد من الصحف والمجلات، وتم ملاحقتها من قبل مخابرات النظام في الثمانينات على خلفية نشاطها السياسي واعتقلت عدة مرات فهربت إلى اليونان تهريباً لتتزوج هناك من مواطن يوناني ومنذ سنتين لجأت إلى ألمانيا حاملة مرض سرطان الدم الذي اشتد عليها  في السنتين الأخيرتين.

وتابع المصدر أن الراحلة "سميرة" كانت مثقفة وقوية الشخصية صاحبة فكر وقلم نيّر وموقف صلب من نظام الأسد، ولذلك ابتعد عنها أقاربها خشية الانتقام ولوتمكن النظام من الوصول إليها لأعدمها – حسب قوله.

وروى محدثنا أن الراحلة كانت أكبر داعم لابن شقيقها المخرج الشهيد "باسل شحادة" المهندس الذي كان يحضر الدكتوراه في جامعة "سيراكيوس" بالولايات المتحدة الأمريكية بالإخراج السينمائي وعندما اندلعت الثورة جاء إلى حمص لتدريب الناشطين على تصوير انتهاكات النظام السوري هناك.

وصور ووثق مشاهداته مع عدد من ناشطي المدينة قبل أن يقضي بقذيفة في حي "الصفصافة" الحمصي بتاريخ 28 أيار مايو/2011 ومنع دفنه أو إقامة قداس له في دمشق التي ينحدر منها.

وعاشت عمته في دول عدة وكأنها مقطوعة من شجرة رغم كبر عائلتها بسبب النظام الذي شتت شمل العائلة.

 وكانت الراحلة قد تعرضت لانتهاك حقها وسرقة أوراقها وثبوتياتها وأموالها أثناء مكوثها في مشفى  "ييزارلاند" في ألمانيا.

وروت في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أن ممرضة ألمانية جاءت إليها، وطلبت منها إعطاءها متعلقاتها الشخصية، فقامت بتسليمها إياها لكونها كانت في طور الدخول إلى عملية تنظير وتخدير عام.

وأضافت عمة الناشط "باسل شحادة" أنها أعطت الممرضة 500 يورو و300 دولار وكل الوثائق الموجودة معها، وهي وثائق هامة جداً، كما قالت. وأضافت بعد خروجها من المشفى طالبت الإدارة بهذه المتعلقات فقالوا إن الممرضة أضاعتها ولا يستطيعون معاقبة أو محاسبة أحد.

ورثى الراحلة "سميرة شحادة "عدد من أصدقائها ومعارفها وقالت المعارضة "نجوى أحمد ليلا" التي رافقتها في المشفى إن الأشهر الأخيرة كانت قاسية على "سميرة" قبل أن ترحل روحها إلى بارئها صباح الثلاثاء وحيدة غريبة معذبة في المنفى بعد صراع مرير مع مرض خبيث، ولكنها تغلبت على إرادتها وصبرها".

وأضافت: "كنت سعيدة جداً لمعرفتي بها وزياراتها في الأشهر الأخيرة وعرفت فيها إنسانة طيبة مثقفة وخلوقة".

 وبدوره علق الصحفي والشاعر "حسان عزت" مخاطباً روح الراحلة :"كنت أكثر من تابعك وعلق لك، واختلف بمحبة. وأصحح بمودة  وأرى فيك مرآة سورية من أجمل وأهم المرايا.. بل سفيرة للبيت والهوية السورية الأحلى".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(198)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي