أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد الموت الغامض لـ"دبلوماسي" روسي.. صحيفة تذكر بموت ضابط مخابرات رفيع إبان لقائه الأسد

"الدبلوماسي" كان يعمل في موقع "السكرتير الثاني" في السفارة الروسية ببرلين

رغم أنها حصلت وسط العاصمة الألمانية، وفي موقع أشهر من نار على علم، وبطريقة يفترض أن تثير الانتباه الشديد، فقد استطاع الروس التغطية على واقعة موت أحد "دبلوماسييهم" لمدة تقارب أسبوعين، وكان من المفترض أن يبقى هذا التكتم ساريا لمدة أطول لولا تدخل الصحافة الألمانية التي كشفت الأمر ولاحقته.

هذا الموت "الغامض" حرك كثيرا من مشاعر الاستقصاء والفضول لدى الصحافيين المهتمين بكواليس موسكو، والمطلعين على طريقة "تعاطيها" مع ملفات من هذا الوزن، ليسقط التعتيم الروسي مرة أخرى مترنحا أمام روح التقصي.

فوفقا لتقرير نشرته جريدة "إل جورنال" الإيطالية، وتولت "زمان الوصل" ترجمته لقرائها، فإن "الدبلوماسي" الروسي الذي تم الكشف عن موته مؤخرا، ما هو إلا رجل تفوح من تاريخه رائحة "كريهة" لجهاز كان وما زال مرتبطا بأسوأ سمعة.

"الدبلوماسي" المزعوم، الذي كان يعمل في موقع "السكرتير الثاني" في السفارة الروسية ببرلين، لم يكن سوى "كيريل زالو" العميل السري لجهاز المخابرات الروسية، وابن أحد أهم جنرالات المخابرات الروسية.

موسكو ومع انكشاف قصة الموت، أرجعت الحادثة إلى سقوط هذا "الدبلوماسي" من مكان مرتفع ضمن مجمع السفارة الروسية في برلين، لكن هذه الرواية تبقى مشوبة بقدر من التضليل وفيها ما يكفي من النقاط المعتمة، سواء عندما نعرف أن روسيا رفضت قطعيا تشريح جثة "المتوفى" من قبل الطب الشرعي الألماني، وأسرعت بنقل الجثة إلى موسكو، أو عندما نحاول ربط هذا "الموت" بحوادث ومعطيات سابقة ومريبة.

أول المعطيات أن "زالو" لم يكن يخدم موقعه "الدبلوماسي" باسمه الحقيقي، بل إنه مدرج على قوائم الدبلوماسيين التي بحوزة الخارجية الألمانية، بوصفه "ديمتري مالتسيف"، أما المعطى الثاني فهو أن "زالو" هو ابن الجنرال "ألكسي زالو"، الرجل المرعب في جهاز المخابرات الروسي، ورئيس ما يسمى "مديرية حماية النظام الدستوري"، فضلا عن توليه إدارة "المكتب الثاني" لأجهزة الأمن السرية الروسية.

وقد ارتبط اسم الجهاز التي يديره "إليكسي زالو" بعملية اغتيال شهدتها "برلين" صيف العام 2019، حيث تم اغتيال "سليم خان خانغوشفيلي"، وهو جورجي قاتل في صفوف المقاومين الشيشان ضد الاحتلال الروسي.

تحقيقات الأمن الألماني أكدت لاحقا أن قاتل "سليم خان" هو شخص روسي يدعى "فاديم كراسيكوف"، وأنه لم يكن ليقدم على هذا الاغتيال ووسط العاصمة الألمانية التي وصلها قبل ساعات فقط من الاغتيال.. لم يكن ليقدم على ذلك دون أن يكون قد حصل على غطاء ودعم من "المكتب الثاني" في المخابرات الروسية، ومما يعزز هذا الافتراض، ويشير بأصابع اتهام قوية نحو "كيريل زالوا" هو أن موسكو نقل الأخير من سفارتها في فيينا إلى برلين، قبل اغتيال "سليم خان" بشهرين!

وتبقى حقيقة أخرى، تخص المديرية التي يقودها والد "الدبلوماسي الميت" في برلين، وهي أن هذه المديرية متورطة بتسميم خصم "بوتين" الأعند، أي "أليكسي نافالني"، المعتقل حاليا في روسيا.

وتختم "إل جورنال" تقريرها باستعراض سريع لحوادث "الموت الغامض" التي وقعت لمسؤولين كبار، وشابتها ظروف مريبة، فضلت موسكو حجبها بستار كثيف من التعتيم، وهي تناهز 10 حوادث، من أشهرها قضية رئيس المخابرات العسكرية "إيغور سيرغون"، الذي توفي في ظروف غامضة في سوريا أوائل عام 2016، إبان إرساله إلى "لقاء مهم" مع بشار الأسد، وقضية السفير الروسي لدى تركيا "أندريه كارلوف" الذي لقي مصرعه بإطلاق نار في أنقرة أواخر نفس العام، فضلا عن حادثة تعود للعام 2003 وتخص مصرع "دبلوماسي" روسي في سفارة بلاده ببرلين، بنفس السيناريو الذي لف موت "زالو" عام 2021!

*تعليق من "زمان الوصل" حول مصرع "إيغور سيرغون" رئيس المخابرات العسكرية الروسية:
كشأنها المعهود في مثل هذه الحالات، فضلت "موسكو" مطلع عام 2016 نعي "سيرغون" دون أن تشير بالتفصيل إلى ظروف موته وملابساتها، باعتبارها "سرا قوميا" ينبغي الحفاظ عليه.

لكن رحلة "سيرغون" إلى دمشق مبعوثا من بوتين للقاء بشار الأسد، لم تكن لتخفى على أعين الصحافة الغربية، التي قالت حينها إن مهمة "سيرغون" كانت تتمثل في نقل رسالة صريحة من "بوتين" إلى بشار تأمر الأخير بالتنحي، وهو ما رفضه بشار بكل حدة.

وقد تصدى الإعلام الروسي الحكومي يومها لنقل تصريح مقتضب عن المتحدث باسم الكرملين يقول فيه: "لا، ليس هذا هو الحال"، دون أن يزيد المتحدث على ذلك.

وبعد نحو 3 سنوات من الإعلان عن مصرعه، ظهر اسم "سيرغون" مجددا ضمن تقرير أشرف عليه المحقق الأمريكي الخاص "روبرت مولر" بمشاركة مستشار الأمن القومي السابق "مايكل فيلن" حول ارتباطات روسيا بالرئيس الأمريكي "ترامب" وتأثير موسكو على وصوله على البيت الأبيض.

وفي هذا التقرير أشار "فيلن" صراحة إلى علاقته الوثيقة مع "سيرغون" وإلى أن الأخير توفي في "لبنان"، كما يوضح التقرير الأمريكي المنشور في حينها، والذي تم طمس العبارات اللاحقة منه، ما أثار في الأذهان رواية تم ترويجها سابقا عن موت "سيرغون"، تقول إنه جرح في سوريا بإطلاق نار، وتم نقله للعلاج في مشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، لكنه لفظ أنفاسه هناك، قبل أن تنعيه موسكو.

ولم تنتظر موسكو طويلا بعد نشر تقرير "مولر-فيلن"، حيث ردت ببيان لوزارة الدفاع الروسية وصف ما ورد في التقرير بأنه "أوهام تآمرية".

زمان الوصل - ترجمة
(74)    هل أعجبتك المقالة (81)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي