أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أسماء الناطور.. صورة بمليون كلمة توضح حجم الخطر الذي يحيط بآلاف السوريين في الدنمارك

أسماء الناطور تودع جارتها في الدنمارك

كانت الدنمارك وما زالت من أقسى دول الغرب تعاملا مع اللاجئين السوريين، ومن أول الدول التي ارتضت أن تلعب بهذا الملف كورقة لاستدرار عطف اليمين المتصاعد في هذا البلد، وفي عموم القارة العجوز.

كل الصور الوردية (المسبقة الصنع) عن بلد يعوم فوق بحر من الرخاء واحترام حقوق الإنسان، لم تستطع أن تحجب صورة الأم السورية أسماء الناطور، التي سيقت مع أسرتها إلى معسكرات الترحيل، كما سيق يوما آلاف الضحايا إلى معسكرات النازية.

وقفت الأم السورية تحت شرفة جارتها، غالبت دموعها، فصادفت هذه اللحظة عدسة مصور التقط المشهد بذكاء، استطاع أن يفجر تعاطف وحزن واستياء كثيرين ممن شاهدوا الصورة، ولكنه للأسف قد لايغير شيئا مع تعامل حكومة الدنمارك مع ملف اللاجئين السوريين.. فاليوم "أسماء" وغدا البقية إن لم يكن هناك موقف قاطع يأمر بوقف مسلسل ترحيل اللاجئين إلى بلد هي المحرقة بعينها، وإلى حضن نظام يقف هتلر في حضرته تلميذا.

قصة "أسماء الناطور" ليست جديدة، لكن الصورة المشحونة بكم كبير من القهر جاءت لتلقي حجرا في بركة السياسة الآسنة، حيث اللاجئ المسكون بكوابيس الملاحقة والقصف والتعذيب، ورقة رابحة لا تدانيها ورقة في أيدي الحزبيين الطامحين لزيادة عدد القطيع التابع لهم، ليزايد كل منهما على الآخر في لعبة لا يعلم أحد متى تكون نهايتها، ولكنه قد يعلم أو يجب أن يعلم أن ضحيتها الأولى هو حتما هو ذلك "الغريب المختلف".

لقد صرنا صوراً يا بشر.. واحدة للتدمير، وأخرى للتعذيب، وثالثة للتهجير، ورابعة للقهر، وخامسة وسادسة و.. إلى أن تنتهي صور الكوارث قبل أن تنتهي محنتنا.. صرنا صورا تثير التعاطف الساخن مع قضية باتت وجبة باردة وباهتة على موائد سياسيي العالم، إذ فات موعد الاستثمار في دعم واستقبال الضحية وجاء موعد الاستثمار في رفضها والتنكر لها.

إيثار عبد الحق - زمان الوصل
(170)    هل أعجبتك المقالة (91)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي