أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

برميل متفجر أفقده عائلته وأطرافه.. "هشام البشاش" قصة ثائر معجونة بالألم والفقدان

البشاش

توفي منذ أيام في أحد مراكز إيواء الجرحى والمسنين بمدينة "الريحانية" التركية الثائر "هشام البشاش" المهجر من مدينة "سقبا" بعد سنوات من فقدانه زوجته وأطفاله الستة جراء سقوط برميل على المنزل الذي يقطنه، ليطوي رحلة معاناة صحية وإنسانية بعد بتر ساقه اليمنى وتفتت في ساقه اليسرى وتفتت في مفاصل يده بالإضافة إلى إصابات أخرى استوطنت جسده وجعلته نهباً للآلام والأوجاع.

وروى صديق للراحل فضل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن الراحل "هشام سعيد البشاش" الملقب بـ"أبي ماجد" ولد في "سقبا" بالغوطة الشرقية عام 1976 ولم يكمل تعليمه يل اتجه إلى ممارسة مهنة النجارة ليعيل أسرته، وبعد اندلاع الثورة ضد نظام الأسد كان "البشاش" من أوائل من شاركوا في الحراك السلمي، وشارك في أول مظاهرة خرجت في مدينة "سقبا"، وبعد تسلح الثورة حمل السلاح كغيره من شبان المدينة للدفاع عن الأرض والعرض ضد استشراس قوات النظام وانتهاكاتهم واعتداءاتهم المتواصلة على الأهالي، وساهم في حماية المظاهرات وإسعاف الجرحى والمصابين.

وتابع محدثنا: "في عام 2014 وبعد تشكل فصائل الجيش الحر لم ينظم البشاش لأي منها واعتزل النشاط العسكري والتفت لتربية أولاده الستة وتأمين لقمة العيش لهم في الظروف الاقتصادية السيئة التي كانت تمر بها الغوطة الشرقية آنذاك، وفي العام 2018 وبدء حملة النظام على الغوطة الشرقية كان الراحل موجوداً في منطقة حمورية ومع اقتراب الجيش منها عاد أبو ماجد إلى سقبا لإخراج عائلته منها إلى مكان آمن، فنزل عليهم برميل متفجر ألقته قوات النظام فبترت قدمه اليمنى وتفتت قدمه ويده اليسراوان، ولم يتمكن من معرفة مصير عائلته.

وأضاف المصدر أن عدداً من متطوعي الدفاع المدني أسعفوا أبا ماجد إلى نقطة طبية قريبة من "سقبا"، ومنها تم نقله إلى "عربين" ليتم تهجيره من ضمن من تهجروا آنذاك دون أن يعرف مصير عائلته وأولاده الستة الذين صُدم فيما بعد بخبر استشهادهم جميعاً ودفنهم في "كفر بطنا".

وروى محدثنا أن الأب المكلوم تمكن فيما بعد من دخول تركيا للعلاج ليقيم في بيت لإيواء الجرحى بمدينة "الريحانية".

بدأت رحلة علاجه التي امتدت من عام 2018 إلى ما قبل 7 أشهر حيث تمكن من تركيب طرف لقدمه المبتورة وتم زرع أسياخ معدنية لقدمه المفتتة، وعاش فترة مكوثه في بيت الجرحى -حسب المصدر- حالة اكتئاب وعزلة رغم أنه كان يحب مخالطة الناس ومعاشرتهم.

وكشف محدثنا أن أهل الخير في "الريحانية" اشتروا حينها لأبي ماجد دراجة كهربائية بثلاثة دواليب ليعتاش من ورائها، ومنذ أيام سقط عن الدراجة فتفتت قدمه المزروعة بالأسياخ من جديد وكان لهذا الحادث تأثيره النفسي الكبير عليه، ما أدى إلى إصابته بالجلطة التي أثرت بدورها على كليتيه وإصابته بالفشل الكلوي، ولم تنجح عمليات الغسيل مما أدى إلى مفارقته الحياة يوم الجمعة الماضي 21 /10/2021.02

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (141)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي