ربما تخيل بعض السوريين أن ينجح جيش النظام ومرتزقته بدعم من الروس وإيران.. أن ينجح يوما ما في استعادة قلاع للثورة في ريف حلب، لكنهم على أغلب الظن لم يتخيلوا أن يروا صور بشار ترفع ونظامه يُمجد في أحد هذه القلاع بينما لاتزال خارج نطاق سيطرته.
لكن ما يصعب تخيله حدث بالفعل، مع احتفاء إعلام النظام وتنطحه لنقل صور مما أسماه "التجمع الجماهيري الحاشد" في تل رفعت، التي كانت على الدوام رمزا من رموز الحرية ومناهضة النظام، ولعبت دورا محوريا في رفد ثورة الشعب السوري بخيرة أبنائها.
صورة "التجمع الحاشد" كانت أبلغ من أي كلام عن الحال الذي آل إليه التماهي بين نظام الأسد وحاكمي المدينة الحاليين من أتباع مليشيا "وحدات الحماية" الفرع السوري لمليشيا "العمال الكردستاني".
فتحت شعار "رفض الاحتلال التركي" واستباقا لأي حملة قد تشنها تركيا لاستخلاص "تل رفعت" وجوارها من أيدي "وحدات الحماية"، خرجت جموع (أو أخرجت في حشد عفوي!) تحمل صور بشار الأسد وأعلام النظام، ليبدو المشهد وكأنه مقتطع من إحدى التجمعات في مناطق الموالاة الحميمة، وليس مشهدا من بلدة دفعت -ومحيطها- فاتورة باهظة، وعانت ويلات لا تحصى من جرائم الأسد، وجرائم أتباعه، الظاهرين منهم والمخفيين.
النظام لم يكتف بإظهار من رفعوا صورة رئيسه، تحت سمع وبصر "وحدات الحماية"، بل مهد مراسل تلفزيونه لتقريره المصور، بالقول إن تل رفعت تضم "جميع مؤسسات الدولة.. مجلس المدينة والمدارس كلها تابعة للدولة السورية".
ومع اللقطات التي تظهر أعلام النظام وصور بشار، وقف المراسل ليستطلع آراء من قال إنهم من "أهالي تل رفعت"، الذين حرصوا على مهاجمة تركيا وأردوغان، وتمجيد "السيد الرئيس بشار الأسد" بصريح العبارة ودون مواربة.
وتوعدت أنقرة غير مرة باسترجاع "تل رفعت" من أيدي "وحدات الحماية" التي تتحكم بالمدينة منذ عام 2016، وقد جدد "أردوغان" قبل عدة أيام وعيده بشن عملية عسكرية تطارد "وحدات الحماية" وتطردها من عدة مناطق سيطرت عليها في الشمال السوري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية