أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير حقوقي يكشف عن حجم جرائم الأسد وإيران في درعا خلال الشهور الأخيرة

الدمار في درعا البلد - أ ف ب

أكد تقرير حقوقي أن نظام الأسد وإيران ارتكبا مجازر وانتهاكات واسعة ضدَّ أهالي درعا لوأد أية معارضة للنظام السوري هناك، مشددة على أن الشهور الأخيرة شهدت مقتل 361 مدنياً بينهم 47 طفلاً و26 سيدة، واعتقال 1589 شخصاً بينهم 13 طفلاً و22 سيدة.

جاء ذلك في تقرير لـ"الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بعنوان "انتهاكات واسعة مارسها النظامان السوري والإيراني ضدَّ درعا من بعد السيطرة عليها في تموز/ 2018 لوأد أية معارضة للنظام السوري"، قالت فيه إن نقض شروط الاتفاقات بعد مُضي زَمن، تكتيك اتبعه النظام السوري مع مختلف المناطق التي أعاد السيطرة عليها عبر اتفاقات التسوية.

وأوردَ التقرير تسلسلاً لأبرز الأحداث التي شهدتها منطقة الجنوب السوري منذ انهيار اتفاق خفض التصعيد حتى اتفاقات 2021، وكيف أدت سيطرة النظام السوري/الإيراني على مناطق واسعة في تموز/ 2018 إلى وقوع انتهاكات فورية، من أبرزها اضطرار الآلاف من أبناء المنطقة إلى التشرد قسرياً، وخضوع الأهالي الذين قرروا البقاء إلى أنماط متعددة من الانتهاكات من قبل النظام السوري/الإيراني، هدفَت هذه الانتهاكات إلى تفريغ المنطقة من رموزها ونشطائها من أجل تسهيل السيطرة التدريجية عليها على المدى المتوسط والبعيد؛ مشيراً إلى توسع عمليات الاعتقال التعسفي/الاختفاء القسري، والتعذيب، والقتل والاغتيالات، وتجنيد شباب المنطقة ضمن صفوف قوات النظام السوري، والسيطرة على الأراضي والممتلكات.

إضافة إلى عمليات القصف التي استخدمت فيها صواريخ من نمط فيل وذخائر مرتجلة استهدفت مناطق مدنية وأوقعت ضحايا بينهم نساء وأطفال.
وطبقاً للتقرير فإن الحقبة الزمنية بين 9 آب/أغسطس 2021 وتشرين الأول/نوفمبر 2021 تميَّزت بمحاولات حثيثة للوصول إلى اتفاق بين لجنة التفاوض في مدينة درعا والجانب الروسي الممثل عن النظام، وفي كل مرة كان يتم فيها التوصل إلى اتفاق، كانت قوات النظام تقوم في الأيام التالية بنقضه عبر شنِّ هجمات مدفعية وصاروخية على الأحياء السكنية في درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا.

ونوه التقرير إلى أن الهدف من ذلك هو الحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات، لافتا إلى استخدام النظام السوري الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون في قصفه أحياء سكنية في مدينة درعا، وكيف صعَّد من وتيرة هجماته منذ 23/ آب/ 2021.

ورصد استخدام النظام السوري صواريخ محلية الصنع من نمط فيل ومن نمط جولان، وهي صواريخ معدلة يضاف لها رأس حربي كبير وتعرف بقدرتها التدميرية الكبيرة وانعدام الدقة في تحديد الهدف.

وسجل بين 23/ آب و5/ أيلول ما لا يقل عن 185 هجوماً بهذه الصواريخ، استهدفت مناطق سكنية في أحياء درعا البلد في مدينة درعا، 94 هجوماً منها كانت بين 28 و30 آب، مضيفا أن 9 هجمات قد استهدفت مراكز حيوية مدنية.

وفقاً للتقرير فقد تدهورت الأوضاع المعيشية للسكان نتيجة الحصار المفروض على أحياء في مدينة درعا، الذي بدأ في 24/ حزيران 2021 واستمرَّ بشكل مشدد لمدة تقارب 20 يوم، ثم بات مرهوناً بسير الاتفاقات ومدى رضا النظام عن البنود، التي تم الاتفاق عليها.

وذكر التقرير أن قوات النظام كانت تردُّ بإغلاق الطرق ومنع إدخال الغذاء والدواء في كل مرة يتعرقل فيها تنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية التي قادتها قوات النظام والميليشيات الإيرانية على أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين، تسببت في نزوح ما لا يقل عن 36 ألف شخص من أهلها باتجاه أحياء درعا المحطة، التي تقع بالكامل تحت سيطرة النظام وتشهد هدوءاً نسبياً.

كما ذكر التقرير كيف أُجبرت آلاف العائلات على النزوح مشياً على الأقدام مع قليل من الأمتعة، وقد اضطر القسم الأعظم من هذه العائلات للإقامة في المدارس والمرافق العامة في أحياء المطار والقصور والكاشف والسحاري.

 التقرير أكد أن الفرق العسكرية (الرابعة والخامسة والتاسعة والخامسة عشر) التابعة لقوات النظام السوري مدعومة بالميليشيات الإيرانية استولت على عشرات منازل المدنيين في مناطق غرز والشياح والنخلة في المزارع الجنوبية والشرقية لمدينة درعا، ومنطقة الضاحية وحي المنشية في المدينة. وذلك بعد فرار المدنيين منها وتحوِّلها لخطوط اشتباك بين قوات النظام السوري وميليشياته من طرف، ومقاتلين من المنطقة من طرف آخر.

وسجَّل التقرير منذ تموز/ 2018 حتى تشرين الأول/ 2021 قتل قوات النظام السوري 361 مدنياً بينهم 47 طفلاً و26 سيدة معظمهم في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي ومدينة نوى بريف درعا الغربي وأحياء درعا البلد. إضافة إلى اعتقاله 1589 شخصاً بينهم 13 طفلاً و22 سيدة، تركَّزت عمليات الاعتقال في بلدة نصيب بريف درعا الشرقي وقرية عتمان بريف درعا الشمالي. كما وثَّق ارتكابه 19 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.

وبحسب التقرير فقد تسببت العمليات العسكرية التي شنَّتها قوات النظام بدعم من الميليشيات الإيرانية في المدة ذاتها، في نزوح ما لا يقل عن 40 ألف شخص، نزحوا من أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم اللاجئين، ومنطقة غرز وتل السلطان إلى أحياء درعا المحطة، إضافة إلى النازحين والمهجرين قسراً من مدينة الصنمين وقرية أم باطنة.

زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي