تخلت المخابرات الهولندية (AIVD) عن رجل عمل لحسابها وحساب المخابرات الأمريكية (CIA)، سنوات طويلة، رافضة تقديم الحماية له، رغم أن معلوماته ساهمت في تصفية زعيم تنظيم "الدولة" في سوريا.
وأكد تقرير لصحيفة "الخمين داخبلاد" الهولندية، وترجمته "زمان الوصل" أن الرجل الهولندي (دون أن تسمه)، يتعرض للتهديد، ولم تنجح محاولاته بطلب الحماية من المخابرات الهولندية، مؤكدة أن ذلك رغم أن الرجل يعرف بما قام به من اختراق شبكات إرهابية وبعمق لسنوات طويلة.
ومن ضمن ما قام به الوصول إلى العقل المدبر لتفجيرات "بالي" في عام (2002)، ومن ثم تعقبه وقتله، كما وفرت تحرياته عن معلومات كافية للوصول إلى زعيم تنظيم "الدولة " أبو بكر البغدادي، في سوريا وتصفيته مع اثنين من الإرهابيين المهمين الآخرين، وهذا ما أكده أيضا تحقيق أجرته صحيفة "دي فولكس كرانت" الهولندية.
وشددت (الخمين داخبلاد) في تقريرها على أن الرجل اتصل في عام 2003 مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي أقامت عملية مشتركة مع وكالة المخابرات الهولندية، وتمكن الرجل أيضا من دخول منظمة الجماعة الإسلامية "الإرهابية" المرتبطة بالقاعدة والتي نفذت عدة هجمات.
وفي عام 2005، تمكن الرجل من معرفة مكان "أزهري حسين" ، وبعد ذلك قتلته الشرطة الإندونيسية. وكان"حسين" أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في آسيا. ويقال إن "العميل الهولندي" كان على اتصال متكرر بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، كما يتواصل مرتين سنويا مع وكالة المخابرات الهولندية (AIVD).
*البغدادي
التقرير ذكر أنه وفي عام 2007 بعد أن هدأ التهديد في "إندونيسيا"، انتهت مهمة " العميل"، لكنه عاد مرة أخرى للعمل عامي 2016 و 2018، وقام مباشرة بمحاولة إحياء شبكته والتواصل مجدداً مع جهات اتصال قديمة له، حيث أدت المعلومات التي قدمها لقتل زعيم تنظيم "الدولة" في سوريا بطائرة أمريكية بدون طيار.
وكشف التقرير أنه وبعد عام من انتهاء عمله في عام 2019، بدأت التهديدات بالقتل تصله، و لم ترد "المخابرات الهولندية" على طلبه بالمساعدة، وبعد توكيل محام لمتابعه طلبه، رد رئيس جهاز المخابرات آنذاك "ديك شوف" أنه "سيتم لاحقا مناقشة الأمر داخليًا".
وتعتقد "المخابرات الهولندية" أن التهديد نبع من جهة عمله لصالح "وكالة المخابرات المركزية الأمريكية" بين عامي 2016 و 2018، متجاهلة حقيقة أن "العميل" خدم "المخابرات الهولندية" في الفترة نفسها.
ولفتت الصحيفة إلى أن العميل قام بتقديم شكوى إلى لجنة (CTIVD) وهي لجنة الرقابة والإشراف على شؤون المخابرات، والتي رأت بدورها أنه كان من الممكن للمخابرات الهولندية أن تتعامل مع هذه القضية بشكل أكثر خصوصية، وعدم حمايته يعتبر تصرف "غير لائق".
وبحسب الصحيفة، فإن وكالة المخابرات الهولندية (AIVD)، قالت رداً على كلام اللجنة "إنها تأخذ واجب الرعاية القانوني على محمل الجد"، لكنها لا تريد شرح أي شيء آخر، حيث يرجح أن الرجل قد وُعد بالمساعدة في "إخفاء" ماضيه بشكل كامل.
واعتبرت الصحيفة أنه لا يمكن للعميل السري السابق العودة إلى إندونيسيا، فقد أوقف شركته هناك، ويعيش الآن في غرفة صغيرة في هولندا مع أسرته منذ عام ونصف.
وقالت إنه من الصعب بناء حياة جديدة هنا بسبب ماضيه، أما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فترفض أي اتصال ولا ترد على القضية.
ترجمة: زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية