في طرطوس التي يختنق أهلها بالفقر والعوز، رغم أنهم أكثر من قدموا القتلى فداء لنظام بشار على مستوى سوريا كلها.. في طرطوس التي ينتظر جرحى النظام –وهم بالآلاف- من يمد يده لهم ببعض المال ليشتروا حبة دواء أو حفنة طعام، في طرطوس التي باتت ككل مناطق الأسد مضرب مثل في انهيار مقومات الحياة.. في طرطوس هذه استفاق الناس ليروا فوق رؤوسهم مناطيد ملونة وطيرانا شرعيا يحلق داعيا إياهم لـ"تجربة فريدة"، فقط بسعر 500 ألف ليرة للشخص الواحد! (حوالي 145 دولار، علما أن متوسط الراتب الشهري للموظف يقارب 25 دولارا).
بسرعة انتشر خبر المنطاد الملون وخبر تعرفة الركوب فيه، ما جعل من ذلك مادة لسخط "الطراطسة" وملايين السوريين المكتوين بالفاقة عموما، إذ كيف يجوز لخيال مهما جنح أو شط في ازدراء الناس، أن يجرؤ على طرح مثل هذا الترف وبهذه الأسعار الخيالية لعامة المجتمع.
ولكن مهلا.. فقد اتضح من بيان لاحق لموجة السخط الكاسحة أن العامة كانوا "متجنين" في أخبارهم، بل وربما في صب جام غضبهم على يرقص فوق جراح الناس.. حيث تبين أن تسعيرة 500 ألف –وللحق!- تخص الطيران الشرعي وحده ولا تخص ركوب المنطاد، حسب ما أوضحت الشركة المسوقة.
الدخولية لحضور الفعالية بـ 2000 ل. س، متضمنة دخول الاسم بسحب لربح: فيزا على دبي + 4 تذاكر طيران + 4 تذاكر منطاد +4 تذاكر باراموتور.
أسعار ركوب المنطاد 50 ألف للشخص والمدة الزمنية من 20 لـ30 دقيقة.
الطيران الشراعي 500 ألف ل.س للشخص، المدة الزمنية القصوى 30 دقيقة والطيران مساحة 5 كيلو متر.
منطاد الأحلام 20 ألف وهو منطاد صغير يكتب عليه الاسم ويتم إطلاقه في السماء وسيتم إطلاق المناطيد في نهاية الفعالية فوق برج أرواد ومتضمن السعر ذهاب وإياب إلى جزيرة أرواد+ سعر المنطاد".
وأضافت الشركة: "حاولنا أن تكون هذه التكاليف أقل، ولكن صدقونا ليست ربحية بقدر ما هي تغطية نفقات".
واستهجنت الشركة ممن يقولون إن "الفعالية" الخاصة بالمناطيد "ليس وقتها"، مؤكدة أن "هذه الفعالية أقل تكلفة وأهم بكثير من بعض الفعاليات التي حصلت".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية