أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لجوء الأطفال السوريين القُصّر.. ظاهرة تثير اهتمام الإعلام الهولندي

طفل لاجئ سوري، ومحطة قطار، هذه هي العبارة التي أخذت تتكرر بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، فخلال هذه الأشهر تم العثور على أطفال سوريين غير مصحوبين بذويهم في جميع أنحاء البلاد، سافر بعضهم وحيدين من البلد الذي مزقته الحرب (سوريا)، حسب صحيفة "الخمين داخبلاد" الهولندية.

وفي تقرير ترجمت "زمان الوصل" أهم تفاصيله، تعيد الصحيفة التذكير بالعثور  على طفل سوري يبلغ من العمر 13 عامًا في محطة "تيلبورغ"، مشيرة إلى أنها المرة الرابعة  في غضون أسابيع قليلة.

وترى أنه من النادر أن يحدث ذلك بهذا الشكل، موضحة أن ذلك الطفل لم يكن السوري الوحيد، فقد دخل صبي من سوريا أيضا يبلغ من العمر 11 عامًا إلى مركز للشرطة في "روتردام" الأسبوع الماضي لتقديم طلب اللجوء، وقبل شهر تُركت فتاة سورية تبلغ من العمر 8 سنوات سنوات في مركز الشرطة في "هوفدورب".

وفي نهاية شهر تموز/يوليو، تقطعت السبل بفتاة سورية تبلغ من العمر (11) عامًا بمفردها في محطة "أوتريخت" المركزية.

وتتابع الصحيفة نقلا عن "إليزابيث فابير" من مؤسسة "Nidos"، وهي المنظمة التي تتعامل مع الوصاية على طالبي اللجوء القصر "إن حدوث ذلك أمر غريب جدا"، فوفقاً لـ( فايبر) "غالبًا ما يحدث أن يأتي الطفل بمفرده إلى مركز تقديم طلبات اللجوء في (تيرابل)، ولكن نادراً ما كنا نراهم يتركون  بمفردهم في محطات القطارات أو بجانب مراكز الشرطة".

وتضيف: "في الأسابيع الستة الماضية، حدث هذا أربع مرات مع أطفال تقل أعمارهم عن 13 عاما، لذلك نرى أن الموضوع حساس فعلا".

وتنقل الصحيفة عن وزارة العدل والأمن الهولندية أن عدد طالبي اللجوء القصّر غير المصحوبين الذين يأتون إلى هولندا قد ازداد مؤخرًا، "هذا تطور مقلق لأنه يتعلق بالأطفال القاصرين. من المهم مراقبة هذا الأمر عن كثب. وأن يؤخذ بالاعتبار منظورالمستقبل، وفقاً للإدارة، فإما إلى الاندماج إذا تم منح طلب اللجوء أو العودة في حال رفض الطلب".

*أحدث الأرقام
تورد الصحيفة تقريرا عن أحدث الأرقام الصادرة عن الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA)، استخدم (665) من الأجانب القصّر غير المصحوبين بذويهم حق اللجوء منذ بداية أيلول/سبتمبر. هذا هو أعلى رقم منذ نهاية أزمة اللاجئين في عام 2016، وكان الرقم حينها  967، وهو تقريباً ضعف العدد في العام الماضي. في سبتمبر / أيلول من العام الماضي، حيث كان  هناك 342 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم.

وبحسب التقرير فقد كان ما يقرب من 40 بالمائة من أطفال اللجوء الذين ليس لديهم آباء من أصل سوري 251.

وتضيف الصحيفة نقلاً عن "فايبر" أنه "بشكل عام يمكنك القول إن طلب اللجوء لديه فرصة أفضل للنجاح إذا جاء الطفل بمفرده، كما يقول أستاذ "قانون الهجرة" في جامعة "لايدن"، (بيتر رودريغز)، مضيفا: "عليك أن تقدم الحماية في أسرع وقت للقاصر لأنه مواطن أجنبي ضعيف".

ويردف أستاذ قانون الهجرة  "من حيث المبدأ، لا يجوز إعادتهم، إلا إذا كان هناك استقبال موثوق به في بلد المنشأ، هذا يعني أنه يتعين عليك تقديم تسهيلات حتى تكون الإقامة جيدة".

تتابع الصحيفة نقلا عن (رودريغز): "إن الأمر مختلف بالنسبة للعائلة، لأنها أقل عرضة للخطر، ثم يمكن إعادتهم، إضافة لأنهم أشخاص بالغون وينبغي أن يكونوا قادرين على فعل ذلك".

*اليأس
يمكن لليأس أن يلعب دورًا أيضًا، تنقل الصحيفة تصريحاً عن "مارتن فيجتر"، المستشار القانوني لحقوق الطفل والهجرة في الدفاع عن الأطفال يقول فيه:  "أعتقد أن هذا يأتي من اليأس بشأن الوضع الذي يعيشون فيه في وطنهم. يفكر الآباء: على الأقل أدع طفلي يذهب إلى مكان آمن، حيث يوجد مستقبل".

ويردف "علاوة على ذلك، فإن عبور الحدود مع عائلة بأكملها أمر صعب ومكلف، هذا يعني أن فرصة فرد أكبر من جميع أفراد الأسرة".

كما يمكن أن تكون الحالة أن الطفل فقد والديه أثناء الرحلة أو أنه لم يعد له أبوين، كما يقول "فيجتر".  

ويضيف أنه "من الصعب تحديد سبب تقطع السبل بعدد أكبر من الأطفال في المحطات ومراكز الشرطة مؤخرًا".

وليس لدى "رودريغز" أي تفسير أيضًا، لكن يمكنه أن يتخيل أنهم ببساطة لم يعد لديهم المال للوصول إلى مركز تقديم طلبات اللجوء في (تيرابل)، أو "ربما سمعوا أيضاً ان هذه الطريقة فعالة، يبقى ذلك من باب التخمين بالطبع".

*آخر المشوار
وبحسب الصحيفة، عندما يتم العثور على طفل في مركز ما، تطلب الشرطة المساعدة من (Nidos)، الذي يرتب للحضانة، حيث يتم تعيين "وصي" للطفل، وبالنسبة للأطفال دون سن 15 عامًا، يتم التحقق مما إذا كانت هناك أسرة في هولندا يمكن للطفل الذهاب إليها، إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف ينتهي به الأمر في "عائلة حاضنة"، إذا لم يكن من الممكن وضع طالب لجوء قاصر في عائلة أو إذا كان أكبر من (15) عامًا، فسيتم استقباله من قبل الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) في مواقع استقبال الشباب على مدار 24 ساعة.

وتذكر الصحيفة في تقريرها: "يجب على (Nidos) تقديم طلب للحصول على تصريح إقامة للأطفال دون سن 12 عامًا"، وتنقل عن "اليزابيث فابير" مجددا: "يعتمد تقديمه على قصة الطفل، فعلى الأقل هناك أمل للصبي السوري الذي وصل إلى "تيلبورغ".
وتختم: "الشباب السوريون بشكل عام موثوقون جيدًا ويحصلون غالبًا على تصريح إقامة".

ترجمة: حسن قدور - زمان الوصل
(202)    هل أعجبتك المقالة (257)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي