أبدت طبيبة سورية استغرابها ودهشتها من عدد أطباء دمشق الذين قابلتهم في مطار بيروت في طريقهم للسفر إلى ألمانيا وهم بالعشرات.
وأشارت الطبيبة التي أُغفل اسمها إلى أنها تفاجأت بشدة أن معظم المسافرين على رحلة بيروت -فرانكفورت من أطباء دمشق وبعضهم لم تلتقِ بهم منذ 10 سنين فجمعها اليوم معهم مطار بيروت.
ويعكس هذا المنشور مدى الأزمة التي يعيشها القطاع الصحي وتدهور أوضاع الأطباء والكوادر الصحية في مناطق سيطرة النظام، ما دفع المئات منهم في السنوات الأخيرة إلى مغادرة البلاد المنهكة بحثاً عن سبل العيش، ونتيجة الارتفاع الجنوني في الأسعار، وأجور النقل، ونقص الخدمات الأساسية من وقود وكهرباء وتدني مستوى الدخل.
وأشارت تقديرات أممية إلى أن نحو 13 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية منذ مطلع العام الحالي، أي أكثر بنحو مليونَي شخص مقارنةً بمطلع العام الماضي.
وأثار منشور الطبيبة السورية ردود فعل متباينة وعلق Mohand Mohand "روحو هاجرو المهم الكرسي مابيهاجر لأنو إن هاجر الكرسي بتخرب البلد أكتر من هيك"، واستدركت: "سنة تانية الحكومة تحكم حالها ومايبقى شعب تحكمو".
وقالت Om Mohmmed Taleb "مابدها لا استغراب ولا دهشة بإذن الله كلنا عهالطريق بس الأطباء طريقهن ميسرة أكتر من غيرن".
وعلقت د.فريال العمر بأن الكل سيهج –يهاجر- ويترك البلد، بينما تساءل البعض عما تفعله الطبيبة صاحبة المنشور في مطار بيروت إذا لم تكن هي الأخرى في طريقها إلى الهجرة.
وعلقت Roza Sy على هجرة الأطباء السوريين بسخرية قائلة: "شكلنا حانرجع لأيام الداية أم زكي"في إشارة إلى هجرة أطباء النسائية والتوليد، أما Sumaia Tawil فاختصرت سبب هجرة الأطباء من سوريا قائلة: "من السعادة يلي عايشينها لهيك عم يهجو".
ولم يجد Muhamad مبرراً للدهشة لأن المشهد بات مألوفاً وعادياً -كما قال- وأضاف:" ماحدا ضل بسوريا غير المعتر والفقير يلي مامعو مصاري يسافر" وبدوره قارن Basma Nesma بين ما يحصل في سوريا اليوم وبين ما حصل قبل أكثر من 100 سنة أيام السفرلك: "بهديك الأيام كان نفير عام وأخذ جنود للحرب أما هلق دمروا البلد تدمير ممنهج وهجروا أهلها براتها".
وكان موقع "عدسة مواطن" قد نقل عن مصادر في مكاتب السياحة والسفر في دمشق وحلب وجبلة وحمص أن أكثر من 500 طبيبة سورية تقدمن بطلب الفيزا إلى دبي و اربيل ومصر وروسيا والعراق وهنغاريا والصومال وسلطنة عمان خلال الشهرين الماضيين، وهن-بحسب المصدر- يحملن شهادات في الطب البشري اختصاصات العيون والأطفال والقلبية والأسنان والنسائية وذلك بهدف البحث عن العمل و تأسيس مستقبل جديد لهنّ وتقديم العون المالي إلى أهلهن في الداخل السوري مع وصول نسبة الفقر في سوريا إلى 92% وهذا ما دفع المذيعة السورية هناء الصالح، إلى التساؤل عمّن هو المسؤول عن هجرة السوريين، معتبرة أن نسبة المهاجرين "مقلقة وغير مريحة"، وكتبت "الصالح" عبر صفحتها على "فيسبوك": "في العشرة أيام الأخيرة وفي محيطي المهني ممّن أعرفهم شخصيّاً، ودّعتُ سبعةَ أشخاصٍ من مهندسين وتقنيين وفنيين ومن الكفاءات العالية، بعضهم إلى العراق والبعض الآخر إلى الخليج وأكثرهم إلى السودان".
وأضافت الإعلامية التي تعمل في قناة النظام الأولى أن من سافر خارج البلاد "لو كان مستقرّاً مادياً في ظلّ ظروف معيشية منطقية لما اضطر إلى السّفر".
ووفق إحصائية لنقابة الأطباء الاتحادية في ألمانيا يأتي عدد الأطباء السوريين في ألمانيا بالمرتبة الأولى، حيث يبلغ عددهم 5289 طبيبا وطبيبة، وفي المرتبة الثانية الأطباء الرومان 4916، ثم الأطباء اليونانيين 3123. وهذا العدد لا يشمل حاملي الجنسية الألمانية.
ومن يعيشون في ألمانيا من الأطباء السوريين قبل الحرب.
ويبدأ عمل الأطباء المساعدين الذين يعملون تحت إشراف أطباء آخرين مسؤولين عنهم في ألمانيا بأعلى الرواتب بمعدل 5500 يورو فى الشهر بما يساوي 70 ألف يورو سنوياً قبل خصم الضرائب، ومن الممكن أن يرتفع الراتب الشهري مع التطور المهنى، وتبعاً للخبرة المهنية والمجال الطبي الذي يعمل فيه الطبيب.
أما في سوريا فلا يتجاوز معدل رواتب الأطباء العامين 74 ألف ليرة سورية، وهو ما يعادل تقريبا 25 دولار أميركي، أما الأخصائيون منهم، فلا يتجاوز 100 ألف، أي ما يبلغ قرابة 30 دولارا أميركيا في الشهر.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية