تواصل "اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية" (UOSSM) نشاطاتها التوعوية ضمن فعاليات تحت مسمى "دعنا نتحدث - الأمل يصنع الحياة" لمدة 20 يوماً في شمال غرب سوريا، والتي بدأت في العاشر من أيلول/سبتمبر، وهو اليوم العالمي لـ"الوقاية من الانتحار" من كل عام.
وأوضح المشرف التقني للفعالية الأخصائي النفسي الاجتماعي "علاء العلي" لـ"زمان الوصل"، أنه خلال الفترة الفائتة من العام الجاري، تم التعامل مع 40 حالة محاولة انتحار أو إيذاء الذات من بين 180 محاولة أخرى يتم العمل على متابعتها والتي رصدها فريق "أوسوم" في ريفي إدلب وحلب، مضيفاً أن الحالات الـ 40 التي تمت إدارتها بشكلٍ جيد، تم تخفيف الأعراض عن الأشخاص والنجاح في عدولهم عن محاولة متابعة خطتهم لإنهاء حياتهم وإبعاد الفكرة عن أذهانهم وتخفيف خطورتها.
وأشار "العلي" إلى أن برنامج عمل فريق الصحة النفسية يصنف إحصائية الحالات التي تم رصدها في الشمال السوري المحرر، تبعاً لمستويين، تبدأ بمستوى الخطورة الوشيكة، حيث يحمل ذوو هذا المستوى أفكاراً وخططاً للإقدام على إنهاء الحياة، وذلك قبل رصدهم والتعامل معهم، عبر آلية الاستشارات عن بعد من قبل أهالي الأشخاص ذوي الحالات أو عبر الخط الساخن الذي خصَّصه الفريق في برنامج العمل.
بينما المستوى الثاني هو "الخطر غير الوشيك"، إذ يتضمن أفكاراً وتمنيات تتعلق بحالات الانتحار لم تتطور أو ترتقِ إلى وجود خطة أو وسيلة لإنهاء الحياة.
ويُرجع الفريق الطبي دوافع الانتحار أو الحالات النفسية المتعلقة به التي تم رصدها إلى دوافع نفسية ناتجة عن حالات اضطراب نفسي حاد أو حالات ذهنية إلى جانب الضغوطات والصدمات النفسية التي كانت بشكلٍ ملحوظ عند المراهقين (اليافعين) الناتجة عن ردات فعل، ودوافع أخرى اجتماعية من قبيل المشاكل الأسرية التي ينتج عنها الطلاق عادةً، ودوافع اقتصادية متعلقة بالفقر والبطالة والنزوح والتهجير التي أفرزتها الحرب.
وتتعلق آليات عمل فريق الصحة النفسية بإجراءات تتضمن جلسات دعم وتثقيف نفسيَّين (عن بعد في ظل جائحة فايروس كورونا) لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة شمال سوريا، وتستهدف المعرّضين إلى خطر وشيك والمرافقين والأهالي، من جميع الفئات (18 سنة وما فوق مع التركيز على اليافعين اللذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 18 سنة )، لتقديم الحلول والاستراتيجيات وحل المشكلات ذات الصلة ومتابعتها، وتقديم التوعية في هذا الشأن داخل القرى والمخيمات والمشافي و"الصيدليات الزراعية"، وذلك بعد حدوث حالات انتحار في الشمال السوري عبر "حبات الغاز" التي تندرج في صنف طرق الانتحار عبر المبيدات السامة الأوسع انتشاراً بحسب الفريق.
وأكد الأخصائي "العلي" أن فريق الصحة النفسية مؤهل بإشراف مهني ممنهج، ويتألف من طبيب نفسي اخصائي، وفريق عمال صحة نفسية، وفريق أطباء برنامج رأب الفجوة، وكادر تمريض نفسي له قسمين(ذكو وإناث).
ويعمل فريق المنظمة (أوسوم) في مشفى وحدة الأمراض العقلية والنفسية داخل مدينة "سرمدا" شمال سوريا بدعمٍ من منظمة الصحة العالمية، وللمشفى قدرة استيعابية تضم 20 سريراً، للحالات الحادة (الانتحار) إضاقة للنوبات الذهانية الحادة وغيرها من الأمراض النفسية.
ووفقاً لتقارير صحفية أحصى فريق "منسقو استجابة سوريا" في وقتٍ سابق وفاة 11 شخصاً عبر وسيلة "الانتحار" منذ بداية العام الحالي، وذلك بطرقٍ مختلفة، وأرجأ الفريق هذه الحالات إلى سوء الأحوال الماديّة للأهالي والنازحين، وفقدان الممتلكات الخاصة بهم بعد حملات النزوح والتهجير القسري التي استخدمها نظام الأسد وحليفته روسيا من مختلف المناطق، إلى الشمال السوري.
خليل صبيح - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية