قال الدكتور "مرام الشيخ" وزير الصحة في "الحكومة السورية المؤقتة" إن المناطق المحررة تعاني من موجة ثانية في فيروس "كورونا"، بعد الموجة الأولى التي حدثت في تشرين الثاني نوفمبر، وكانون الأول/ ديسمبر العام الفائت.
وأوضح في حديث لـ "زمان الوصل" أن هذه الهجمة هي الأشرس والأقوى ولأول مرة يسجل أعداد إصابات يومية تتراوح بين 1500 إلى 2000 إصابة على مدى ثلاثة أسابيع ماضية، ما أدى إلى ارتفاع عدد كبير بالإصابات وأعداد الوفيات، بالإضافة إلى الأمر الآخر الذي يطرأ على الفيروس وهو التحولات مما تزيد فوعته وقدرته على الانتشار وإصابة الأعمار الأقل سناً.
وأضاف "نلاحظ اليوم حقيقة عددا كبيرا من حالات الوفيات التي قد تكون ما دون الـ 40 عاماً إلى الـ30 عاما".
وحذر "الشيخ" السكان في المناطق المحررة بقوله إن "هذا المرض قاتل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وليس مرضا عاديا، وإذا لم نتخذ الإجراءات الوقائية المناسبة قد تؤدي إلى استفحاله وإلى عجز النظام الصحي عن تلقي المرضى الجدد خاصة في أقسام العناية المشددة".
وأشار وزير الصحة إلى أن نسبة إشغال المشافي وأسرة العناية المشددة وصلت إلى الحد الأقصى، قمنا بافتتاح مشفى جديد مخصص لكوفيد - 19 في بلدة "مارع" شمال حلب مجهز بـ 20 سرير عناية، ليصبح عدد الأسرة 175 سرير عناية، ولكن هذا العدد لا يكفي إذا لم نتخذ الإجراءات الوقائية وتشاركنا جميعاً في مكافحة هذه الجائحة، وقد تخرج الأمور عن السيطرة".
وتابع الشيخ: "اليوم ليس كبقية الأيام السابقة، يجب علينا اتخاذ قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات ومنع التجمعات وتأجيل كافة المناسبات التي تؤدي إلى التجمع بين الناس، وتأجيل العمل في المدارس وإطلاق عملية التعليم عن بعد، وإجراء حظر جزئي لبعض الأوقات بعد انتهاء الدوام وفي أيام العطل، ومنع التجول إلا للضرورة القصوى".
وأردف: "يجب على كل المشافي في المناطق المحررة أن تستعد لتكون قادرة في يوم من الأيام على استيعاب مرضى كورونا، قد نضطر أن تكون المشافي المخصصة لكوفيد -19 غير كافية لعلاج مرضى "كورونا"، وهذا الأمر يجب أن نضعه في الحسبان".
بدوره أبان فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيانٍ له أمس الثلاثاء، أن السلطات الصحية العاملة في مناطق المعارضة السورية شمال غربي سوريا تسجل أعدادا مرتفعة جداً من المصابين بفيروس "كورونا المستجد"، مؤكداً أنه "تم تسجيل أكثر 28,561 إصابة منذ مطلع شهر آب أغسطس الماضي وحتى اليوم الثلاثاء.
وأوضح الفريق أن "المناطق التالية سجلت أعلى نسبة إصابات بشكل مطلق: (منطقة حارم شمال محافظة إدلب 10,656، ومنطقة إدلب 5,392، ومنطقة عفرين شمال حلب 4,870)"، مضيفاً أن "القطاع الصحي سجل 425 إصابة، بالإضافة لـ 3,335 إصابة في مخيمات النازحين، في حين بلغت أعداد الوفيات 151 وفاة خلال الفترة المذكورة أعلاه".
يجب أن يكون لنا وعي بحجم الكارثة، وخاصةً مع عدد الإصابات المهول مقارنة بالوضع القائم وأعداد السكان في المنطقة".
ولفت الفريق إلى أن "المأساة التي نراها على أبواب المستشفيات والنقاط الطبية ومراكز العزل تتطلب إجراءات جذرية، حتى نتمكن من تخفيف التبعات الكارثية لتفشي وباء كورونا".
ونوه إلى أن "كل المؤشرات التي بين أيدينا حول تفشي وباء كورونا، تشير بوضوحٍ إلى أننا دخلنا مرحلة الخطر الشديد أو بالحد الأدنى، نحن على أبواب هذه المرحلة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية