أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أحد شهود "أنت ذاهب إلى الموت" يروي جوانب من شهادته

أرشيف

روى ناشط كان أحد الذين أدلوا بشهادتهم لتقرير "أنت ذاهب إلى الموت" جانباً من شهادته ومعاناته وما تعرض له من ظلم على يد نظام الأسد ثم الفصائل في الشمال السوري.

ووثق التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية أكثر من 66 حالة انتهاك، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال، مؤكدا أن نظام الأسد لا يميز طفلاً أو امرأة ويخضع الجميع لسياسة وحشية شبه موحدة.

وقال الناشط "علي الأحمد" -اسم مستعار- لـ"زمان الوصل" إنه راسل موقع "منظمة العفو الدولية" ليشرح معاناته وما تعرض له على يد كافة الأطراف في سوريا، وذات يوم اتصلت به الباحثة حول حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظّمة "ماري فورستيي" وهي تتحدث الإنكليزية فحددت له موعداً وطلبت تحضير الوثائق التي تدعم شهادته.

وأضافت -كما يقول- أن منظمة العفو التي تتبع لها تعمل لصالح المجتمع الإنساني وتسعى لكشف الحقائق بكل صدق مع المحافظة على سرية كل ذلك، ما دفعه للتعاون معهم بشكل أكبر، كما يقول.

وكشف "الأحمد" أن المقابلة مع "فورستيي" بدأت عبر برنامج تواصل محمي ثم بدأت تسجل ما يقول، وروى للباحثة البريطانية جوانب من قصته التي بدأت بعد مطالبته بالحرية في وطنه سوريا فتعرض للاعتقال التعسفي، وقضى سنة ونصف في "فرع فلسطين" ذي الرقم (335).

ومضى قائلاً: "كانت أياماً صعبة للغاية تمنيت الموت آلاف المرات، مع وابل من الإهانات اليومية وانتشار المرض وأساليب التعذيب المختلفة"، وأردف الناشط الذي يحمل شهادة في الأدب العربي إن من أكثر ما يزعج النظام أمثاله من حملة الشهادات الجامعية وكان المحققون يقولون لهم –كما يروي- أنتم ناكرون للمعروف لحم أكتافكم من فضل السيد الرئيس وتريدون حرية.

وتابع المصدر أن إرادة الله شاءت أن يخرج من المعتقل بعد سنة ونصف تحت المحكمة، فهرب إلى تركيا ليقيم فيها 5 سنوات وهناك تعرض للأذى من قبل مافيات أرادت سلب ماله الذي تعب فيه طوال تلك السنوات فجرب حظه ونزل إجازة إلى سوريا ليدرس حالة السوق، لكن المعارضة -حسب قوله- لم توفره فاعتقلته لأنه مطلوب لها بتقرير كيدي وعاد إلى دوامة تشبه أفعال الأسد.

وروى "الأحمد" أن جلاديه كانوا كل فترة يأتونه باللباس الأرجواني لإيهامه باقتراب نهايته وإعدامه وأخيراً عرف أن تهمته هي الإساءة للجهة التي اعتقلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد 6 أشهر تم الإفراج عنه غير أن فرحته بمعانقة الحرية من جديد لم تكتمل ليتعرض للاختطاف على يد جماعات مسلحة كانت متعاونة مع المافيا في داخل تركيا والتي كانت سبب شقائه -كما يقول- مضيفاً أنه تمكن من الهروب من الأسر ذات يوم ليتسلل إلى تركيا ولكن ليس إلى المدينة التي أقام فيها من قبل 5 سنوات بل إلى مكان بعيد عن أعين المافيات المتربصة به.

وتابع محدثنا أنه مهدد الآن بالقتل من قبل النظام والمعارضة ويعيش في تركيا في خوف دائم مع أطفاله، وأضاف المصدر أن معدة تقرير "أنت ذاهب إلى الموت" سألته إن كان ينصح أحداً بالعودة إلى سوريا فأجابها أن "الذاهب إلى سوريا كالذاهب إلى الموت فلا النظام يعتقه ولا المعارضة ترحمه".

وعندما سألته مجدداً عن الحل قال لها على السلطات التركية أن ترفع قانون الحماية المؤقتة عن السوريين وتجعلهم لاجئين وفق معايير اللجوء التي تنظمها مواثيق الأمم المتحدة، لأن حالة اللاجئ هنا يرثى لها فالعنصرية قتلت أحلامه والحكومة كتمت أنفاسه.

وكان تقرير "أنت ذاهب إلى الموت" قد تحدث عن تعرض لاجئين سوريين عادوا إلى إلى مناطق سيطرة النظام لانتهاكات جسيمة، حيث تعرضوا للاعتقال والعنف الجنسي، والإخفاء القسري، والتعذيب، والقتل تحت التعذيب، وغير ذلك.

وحثت منظمة العفو الدولية الحكومات الأوروبية على الاستمرار في حماية اللاجئين السوريين المقيمين في أوروبا، ومنح صفة اللاجئ للأشخاص الذين رحلوا عن سوريا منذ اندلاع الصراع.

وخلصت في تقريرها إلى أن سوريا بلد غير آمن، ولن يكون آمناً طالما بقي نظام الأسد وأجهزته الأمنية العنيفة، وأوصى كافة دول العالم بعدم إعادة اللاجئين السوريين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(76)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي