أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النرويج.. وفاة المعتقلة السابقة "صفاء الأشقر" بعد رحلة معاناة داخل وخارج المعتقلات

بعد معاناة طويلة مع المرض

توفيت في مدينة  "Moss" النرويجية يوم الأربعاء الماضي المعتقلة السابقة والناشطة السورية "صفاء الأشقر" بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان الذي أصابها جراء وضع مادة "الزئبق" لها ولغيرها من المعتقلات في الطعام بأحد فروع الأمن بدمشق للتعجيل بنهايتهن، ورغم ذلك لم تستسلم وتابعت علاجها ودعمها لمعتقلات الناجيات من سجون الأسد بعد الإفراج عنها إلى أن توفيت بعيدة عن بلدها الذي كانت تحلم بحريته.

ونعت "جمعية المعتقلات السوريات "الأخت والصديقة العظيمة المعتقلة سابقاً التي خسرها ملف المعتقلين لدى سجون عصابات الأسد القاتل، وكانت رغم معاناتها الطويلة مع المرض متحمسة للعمل لربط الناجين مع بعضهم وتأليف الصف وكانت الناجيات يستمدن القوة من صمودها الباقي".

وروت "لونا" ابنة الراحلة لـ"زمان الوصل" أن والدتها درست في كلية الآداب قسم الأدب الإنكليزي بجامعة حمص، ونظراً لعدم وجود توظيف حينها انتقلت إلى دمشق والتحقت بإحدى مدارسها وتم تعيينها معاونة مديرة لسنوات تدريسها الطويلة.

وتابعت محدثتنا أن والدتها تشاجرت ذات مرة مع إحدى المعلمات لخروجها قبل انتهاء الدوام فرفعت بها تقريراً أمنياً فتم اعتقالها من قبل فرع "الخطيب" عام 2010 للتحقيق.

وأضافت ابنة الراحلة أنها أصيبت بمرض وساءت حالتها فقامت والدتها بنقلها إلى أحد المشافي في دمشق وفي هذه الفترة كان هناك طفل مصاب بالسرطان تعرض لعضة حرذ في عينه، فأرسل بعض أهل الخير مساعدات مالية للطفل عن طريق والدتي فكتب أحد الأشخاص تقريراً تم بموجبه اعتقالها من جديد بتهمة تمويل إرهاب بتاريخ 19/شباط فبراير/2014.

وتابعت محدثتنا أنها لم تستطع معرفة أي معلومة عن مصير أو مكان اعتقال والدتها إلى نيسان ابريل/2015، حيث تلقت اتصالا منها من داخل سجن "عدرا"، وعلمت منها بعد الإفراج عنها أنها تعرضت للتعذيب في فرع أمن الدولة.

وقام الجلادون بسكب ماء مغلية على كتفها وصدرها وظلت آثار الحرق إلى حين وفاتها وبقيت سنتين ونصف في المعتقل إلى أن تم الإفراج بتاريخ 19/9/2016، وخرجت بعد شهر عن طريق التهريب إلى لبنان.

وروت مديرة "رابطة المعتقلات السوريات" (منى بركة) وهي معتقلة سابقة في سجن عدرا لـ"زمان الوصل" أنها التقت بالراحلة "صفاء" في جناح الموقوفين في "عدرا" بعد أن تم تحويلها إلى محكمة الإرهاب، فيما تم نقلها هي من جناح الإيداع إلى جناح الإيقاف، وكانت –حسب قولها- إنسانة أكثر من رائعة وصبورة وتحب  كل من حولها من المعتقلات وكانت تتحدث دائماً عن أولادها الثلاثة ومدى اشتياقها لهم وكم تتعذب دون وجودهم إلى جانبها وخاصة أنها كانت أرملة ومعيلة لهم.

وكشفت محدثتنا أن "صفاء" لم تتلقَّ أي زيارة  طوال فترة اعتقالها لأن أبناءها كانوا في لبنان، ومع ذلك -كما تقول- كانت الراحلة قوية وبشوشة وتعمل في حياكة النسيج بالسنارة لتبيع ما تنتجه وتصرف على نفسها لعدم وجود من يساعدها من خارج السجن حتى أن السجينات الأخريات اعتدت مناداتها بـ"صفاء سنارة".

وأردفت صديقة المعتقلة الراحلة أن "صفاء" عانت كثيراً  في الأفرع الأمنية وفي سجن "عدرا"، وكانت تعيش حالات إغماء بسبب المرض الذي أصيبت به، وكان الجلادون  -كما تؤكد- يطفئون أعقاب السجائر في أنحاء مختلفة من جسدها، مضيفة أن "سبب مرض السرطان الذي أصيبت به فيما بعد هو مادة الزئبق التي كانت توضع في طعام المعتقلات وفي الماء الذي يشربنه، وكان لمادة الزئبق أثر سلبي على تحفيز الخلايا السرطانية، ونسبة كبيرة من المعتقلات المفرج عنهن -كما تقول- عانين من نفس المرض.

وروت المعتقلة "رفيف السيد" لـ"زمان الوصل" أنها تعرفت بالمعتقلة الراحلة "صفاء الأشقر" في الجناح الثالث –الغرفة الرابعة من سجن عدرا- وكانت بمثابة الأم والأخت والرفيقة لكل المعتقلات.

وأضافت أن المعتقلة الراحلة كانت أكثر شخص وقف معها في فترة صعبة من حياتها داخل السجن وخاصة أنها كانت معاقبة على الدوام ومنعت المعتقلات الأخريات من الحديث معها أو الاقتراب منها، وتقول لها إنها تشبه ابنتها، ورغم أنها تعذبت كثيراً في فرع أمن الدولة، إلا أن البسمة لم تكن تفارق وجهها، ولكنها عندما تخلو لنفسها ليلاً كانت تبكي بمفردها دون أن يرى أحد دموعها أو يحس بحزنها.

وبدورها قالت الناشطة "نوار عليو" التي عملت مع الراحلة "صفاء" في النشاط الإغاثي والحراك السلمي أنها تعرفت بها عن طريق غرف "السكايب" وكانت تنقل الأخبار الموثوقة وأخبار المظاهرات والاعتقالات من داخل  دمشق، وعملت في نقل الأدوية للمصابين في المشافي الميدانية، وساعدت عن طريقها –كما تقول- أمهات الشهداء والمعتقلات اللواتي كانت تبحث عنهم من مكان إلى مكان.

وكشفت "عليو" أن "أم لؤي" كانت تنزل إلى الشارع أثناء المظاهرات وتحمي الشباب والبنات عندما يأتي الأمن لاعتقالهم بقولها "هذا ابني" أو "هذه بنتي".

 وبحسب مصادر حقوقية سورية، يبلغ عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب والاغتصاب نحو 13 ألفا و500 معتقلة، وما زالت حوالي 7 آلاف معتقلة في أقبية النظام السوري حتى يومنا هذا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(194)    هل أعجبتك المقالة (186)

نوار عليو

2021-09-10

قسما بالله لن أنساك يا صفاء . كنتي صاحبة القلب الطيب كم كنتي تحلمين بالعودة او سفر اولادك و ضمهم لحضنك.


مروان العش

2021-09-11

رحمها الله وتقبل عملها عظم الله اجركم ورحم احبتكم، عوض الله صبرها قبولا ، مستمرون على طريق الحرية..


رفيف السيد

2021-09-11

الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة.


بتول العبود

2021-09-11

الله يرحمها ويسكنها فسيح جنانه ويعوضها خير اكتر من معاناتها بهالدنيا الوسخة.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي