تسلم المجلس المحلي في مخيم "الركبان" على الحدود السورية – الأردنية، مؤخراً، كتاباً من مكتب "هيئة الأمم المتحدة" لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) في دمشق، يدعم الخروج الطوعي لقاطني المخيم إلى مناطق النظام.
وجاء في الكتاب الذي اطلعت "زمان الوصل" على نسخة منه، "تدعم الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري عملية المغادرة الطوعية لأولئك الذين أعربوا عن استعدادهم لمغادرة المخيم إلى المناطق التي يختارونها عبر مركز إيواء حمص بعد إمضاء الحجر الصحي في هذه المراكز وانتهاء اجراءات خروجهم".
وأضاف الكتاب أنّ "الأمم المتحدة ستبذل ما في وسعها مع الهلال الأحمر لتنفيذ الخروج في أقرب وقت ممكن لكل من يرغب بالخروج من خلال دفعات خلال أشهر أيلول الحالي وتشرين الأول والثاني القادمين".
وبحسب الكتاب فإنّ فريق الأمم المتحدة والهلال الأحمر التابع للنظام لن يدخلا منطقة الـ 55. فيما طلبت (الأوتشا) ممن يود المغادرة بتسجيل بياناتهم الشخصية، وحجم الأمتعة، إضافةً إلى ذكر وجود أي حالات طبية تحتاج معاملة خاصة عند الوصول إلى حاجز "جليغم" العسكري التابع للنظام.
وأشار الكتاب إلى أنّ آلية الخروج مجانية للراغبين بمغادرة مخيم "الركبان"، حيث سيتم دخول الشاحنات مرتين أسبوعياً إلى المخيم على أن تحدد مواعيد دخولها في وقتٍ لاحق، وأماكن وجودها ستحدد بناء على نقاط تجمع المغادرين. في حين لن تتجاوز مدّة بقاء الشاحنات داخل المخيم منذ لحظة عبورها 48 ساعة.
وتعقيباً على ذلك، قال "محمد أحمد درباس الخالدي" رئيس المجلس المحلي في مخيم "الركبان"، إنّ هذه الخطوة دليل على تواطؤ موظفي "الأمم المتحدة" المتواجدين في دمشق، مع نظام "الأسد" والميلشيات "الشيعية" المتواجدة على الأراضي السورية، وحتى مع روسيا؛ حيث يتشاركون جميعهم في تجويع قاطنيه من خلال الحصار وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية منذ عامين ونصف.
وأضاف ل"زمان الوصل" قائلا: "تقوم (الأمم المتحدة) بالترويج لدعاية نظام (الأسد) ذاتها؛ وهي أنّ المناطق التي يسيطر عليها بدعمٍ من الميلشيات (الشيعية) والروس، أصبحت آمنة والأوضاع فيها مستقرة، وذلك لإيهام سكان مخيم (الركبان) بالعودة إليها، فيما تتم هذه العملية عبر وسطاء من أقارب بعض سكان المخيم المتواجدين في مناطق النظام وأيضاً عبر أرقام الهاتف المرفقة مع الكتاب المُرسل".
وعن مصير الأشخاص الذين غادروا مخيم "الركبان" في وقتٍ سابق، أوضح "الخالدي" أنّ النظام كان اعتقل سابقاً الكثير من الشباب الذين خرجوا من المخيم؛ فمنهم من احتجزته الأفرع الأمنية بحجّة "الإرهاب"، ومنهم من جرى اقتياده إلى التجنيد الإجباري ثمّ زجّ بالجبهات المشتعلة في الشمال السوري وفي درعا، أو في مناطق متفرقة في البادية السورية لمحاربة "تنظيم الدولة الإسلامية".
كما أشار "الخالدي" إلى أنّه ردّ على الكتاب المذكور بكتابٍ آخر أرسله قبل أيام إلى منظمة العفو الدولية، يفضح فيه نوايا النظام و"الأوتشا" معاً، مشدداً على زيف مزاعم النظام وعدم وجود مناطق آمنة لديه.
ونوّه كذلك إلى أنّه طلب من قوات من قوات التحالف الدولي الموجودة في منطقة الـ 55، بالحصول على وثيقة موقعة من "الأمم المتحدة" تضمن سلامة الأفراد الذين يرغبون بمغادرة المخيم، لكنّ الأخيرة رفضت.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية