أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شقيقان يقدمان محتوى يعتمد الخدع البصرية في مخيمات النزوح

قررا العمل حسب الإمكانيات المتاحة

بإمكانيات تقنية بسيطة لا تتعدى الجوال وجهاز "لابتوب" وبعض المستلزمات المتوفرة يحاول صانعا المحتوى السوريان "طارق ومخلص ابراهيم" تقديم محتوى رقمي مختلف عما هو سائد على منصات التواصل الاجتماعي يحمل المتعة والطرافة من خلال الخدع البصرية التي اعتادا تقديمها.

ونزح الشقيقان "طارق" و"مخلص" من مناجم فوسفات "خنيفيس" غرب تدمر إلى مدينة "كفر زيتا" بريف حماة التي غادراها بعد سيطرة النظام عليها ليقيما في منطقة "بابسقا" شمال "سرمدا".

وأنهى "طارق" دراسته الثانوية وعمل مع بداية الثورة في المجال الإغاثي والإنساني وكناشط اعلامي، أما "مخلص"، فكان شرطياً وانشق عام 2012 والتحق بجامعة إدلب ليدرس في كلية إدارة الأعمال.

وروى "طارق" لـ"زمان الوصل" أنه مع شقيقه كانا يهتمان بالمحتوى الرقمي منذ ما قبل الثورة، وكانا ينجزان محتوى متنوعاً وينزلانه على أقراص ليزرية رغم أن النت والسوشيال ميديا كانا شبه معدومين آنذاك وكانا -كما يقول- يصوران مباريات كرة قدم ويقوم شقيقه مخلص بالتعليق عليها.

بعد تركيز اهتمامهما بالمحتوى بدأت خبرة الشقيقين "طارق" و"مخلص" بالمونتاج وخدع المونتاج تتطور أكثر فأحبا أن يستثمرا ذلك لإيصال أفكار مسلية هادفة للناس بطريقتهما التي لا تخلو من المتعة والطرافة.


ولفت "طارق" إلى أن فكرة المحتوى الترفيهي بدأت منذ مدة طويلة، لكن ضعف الإمكانات وقلة المعدات التي يحتاجها إنجاز المحتوى أخرتهم، ولكنهما قررا مؤخراً العمل حسب الإمكانيات المتاحة.

وأضاف أن ما قدمه مع شقيقه حتى الآن لاقى إعجاب الوسط المحيط في مخيمات النزوح وتفاعلهم مما دفعهما إلى تقديم المزيد.

وحول أسباب لجوئهما إلى أسلوب الخدع البصرية لعرض محتواهما وما هدفهما من ذلك، أوضح محدثنا أن هذا الأسلوب جديد ومن خلاله يمكن إيصال رسالة للعالم الخارجي أن الخيمة لا تعني النهاية، إضافة إلى إيصال معاناة أهلنا في المخيمات.

وكشف المصدر أن عملهما على الخدع البصرية يقوم على التصوير التدريجي وبطريقة معينة عن طريق التحكم بـ"الفريم" أو من خلال التصوير بالإستعانة بالكروما (الخلفية الخضراء) ثم مونتاجه من خلال برنامج "ادوبي بريمير"، أما الأفكار فيقومان باستيحائها من الواقع.

في أجواء الحر خطر ببالهما فكرة التبريد (أون لاين) بطريقة فكاهية تعتمد على الخدع البصرية في المونتاج وأحياناً –كما يقول- يقومان بتقليد أفكار معينة تم طرحها بطريقة روتينية ويلجآن إلى تغيير الفكرة لتبدو وكأنها خاصة.


ونوّه "طارق" إلى أن هناك العديد من الصعوبات التي تعترض عملهما وأولها المتعلق بالخيمة وأجوائها غير الملائمة للتصوير فإذا تحرك شادر الخيمة أثناء التصوير مثلاً يضطران لإعادة المشهد من البداية، ومن الصعوبات أيضاً عدم وجود معدات تفي بالغرض فهما يعملان -حسب قوله- على "لابتوب" قديم من الجيل الرابع لا يصلح لإنجاز محتوى رقمي كما يجب، أما الوقت فهو من أهم المعوقات.

وتابع أن مثل هذا المحتوى يحتاج إلى وقت طويل في التصوير والمونتاج مع العلم أن أغلب وقتهما يكرسانه للعمل والدراسة.

وتدخل "مخلص" في الحديث ليشير إلى أنه يحاول مع شقيقه أن يعملا على أفكار وسيناريوهات توصل معاناة أهلها في المناطق المحررة وتقديم محتوى هادف أكثر بطريقة مسلية ليكون بمثابة رسائل تصل لأكبر شريحة من المجتمع.

وعن اختيارهما لموقع "تيك توك" دون وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى لعرض برنامجهما أشار "مخلص ابراهيم" إلى أن بدايتهما كانت من خلال "يوتيوب" و"فيسبوك"، ولكن التفاعل كان دون المأمول وعندما بدآ ببث محتواهما على "تيك توك" فوجئا باتساع وسرعة التفاعل فخلال 20 يوماً حقق أحد الفديوهات نصف مليون مشاهدة وتخطى عدد المتابعين 11 ألف متابع خلال شهر واحد فقط، علماً أن "تيك توك" أصبح نافذة لبقية منصات التواصل الاجتماعي.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(142)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي