أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فقدان دواء القصور الكلوي يهدد حياة لاجئ سوري وأخته شمال لبنان

عينة من دواء منار وأخته

قال اللاجئ السوري "منار جمال صطوف" 24 عاما والمقيم في مخيمات طرابلس للاجئين السوريين إنه يعيش حالة صحية أشبه بـ"الموت البطيء"، جراء عدم قدرته على إيجاد الدواء الخاص بعلاجه من مرضه المزمن "القصور الكلوي"، مضيفا " أنه يخضع لعمليات غسل كلى دورية مع أخته "ورد الخال صطوف" 20 عاما منذ سنوات.

ولفت إلى أنه لم يتمكن من تأمين الدواء الخاص بهما منذ سنة ونصف، وأضاف "منار" لـ"زمان الوصل" أن عدم حصوله على دوائه الذي يضم إبر الكلس والحديد والفيتامين وأدوية تنظيم عمل القلب والكلى يسبب له ولأخته -التي تعاني نفس المرض- بآلام شديدة، وعدم قدرة على المشي والحركة، وفتور ووهن في كامل وظائف جسده.

وأردف "منار" قائلا: "إن رفع الدعم عن الأدوية الذي طبقته الحكومة اللبنانية مؤخرا قد رفع من سعر بعض الأدوية لخمسة أضعاف سعرها الأول، الأمر الذي جعل سعر دوائي الذي آخذه انا وأختي يصل إلى مليون ومئتي ألف ليرة لبنانية في حال توفر، وهذا السعر مكلف جدا وليس بمقدوري كلاجئ كل مخصصاته المالية المقدمة من المفوضية 100 ألف ليرة لبنانية شهريا توفير ثمنه".

ونوه اللاجئ السوري الذي يعيش في "مخيم البداوي" شمال "طرابلس" إلى مشكلة ثانية تواجه مسيرة علاجه وعلاج أخته، وهي لا تقل أهمية عن مشكلة فقدان الدواء وارتفاع أسعاره، وهي مشكلة ارتفاع تكلفة أجور النقل والمواصلات.

وأشار "منار" إلى أنه يتكلف مع أخته دفع مبلغ مليون ليرة شهريا للوصول إلى مركز غسيل الكلى، في مركز "قيصر المعوض" ومشفى "الإسلامية"، مضيفا أنه يخضع لعملية غسل الكلى بمعدل 12 مرة شهريا، ما يدفعه للاستدانة لتأمين أجور نقله ونقل أخته لمراكز غسل الكلى.
وقال مراسل "زمان الوصل" إن صيدليات لبنان بدأت تعاني من شح كبير في كثير من أنواع الأدوية "الحيوية" كأدوية الكلى والقلب والسكري والضغط.

ونوه إلى أنهن حتى في حال توفرت تلك الأدوية فإن أسعارها تكون باهظة بسبب تطبيق لبنان سياسة رفع الدعم عن الدواء.

وأشار المراسل إلى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعاشية الذي يشهده لبنان منذ أكثر من عام ونصف جعل الكثير من المنظمات الطبية والمراكز الصحية تقفل أبواها، وتنسحب من تخديم مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، الأمر الذي فرض تهديدا صحيا مباشرا على حياة الكثيرين ممن يعانون من أمراض مزمنة ومن ضمنهم حالتا اللاجئ السوري "منار" وأخته "ورد الخال".

وأوضح مراسل "زمان الوصل" أنه أمام هذا الواقع الصحي المزري الذي تشهده لبنان والمتمثل بفقدان الكثير من الأدوية وارتفاع أسعارها بشكل جنوني من جهة، وانكفاء المنطمات والمراكز الصحية عن أداء دورها من جهة ثانية، لا يجد اللاجئون أصحاب الأمراض المزمنة والتي تشكل خطرا مباشرا على حياتهم إلا توجيه نداءات الاستغاثة أملا في الوصول إلى جهة تتبنى تكاليف علاجهم، أو تساهم بجزء منها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك الحالات الموزعة على كافة مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(165)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي