أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عندما يمحو الموت الأصفر كل الخطوط الحمراء

أرشيف

السلاح أسدي والفيتو روسي صيني والخط الأحمر أمريكي غربي، بينما الضحايا سوريون تحولوا إلى أرقام بين 1000 و1500 قتلوا حنقا بالسلاح الذي أجمع العالم على تحريمه، فاكتفى كباره بمصادرة أداة الجريمة وإطلاق يد المجرم ليوغل بدماء الشعب ويعمل قتلا وتدميرا وتنكيلا بالأسلحة المحرمة وغير المحرمة ويذيقهم الموت بكل الألوان!

نعم، نخذل مهنتنا عندما لا نأتي بجديد، لكن القديم يكفي لقهر أمم، ولم يستحق من العالم سوى قليل من القلق وكثيرا من التجاهل.

بل الأدهى والأمرّ أن هناك جديدا يتجسد بتكاثر شريحة "نص نصيص" محليا وإليميا وعالميا، والتي مازالت تبحث عن دليل يدين الأسد؟

ما عليهم إلا أن يراجعوا الرواية البثينية الشعبانية، فالضحايا جاء بهم "الإرهابيون" من جبال الساحل لكي يقتلوهم في الغوطة، أو ربما أهل الغوطة قتلوا أنفسهم بالكيماوي، وتركوا موالين يوزعون الحلوى فرحا بالموت الأصفر الذي طال بغالبيته الساحقة نساء وأطفالا!

في مثل هذا اليوم (21/08/2013) قبل 8 سنوات أبيدت عائلات بأكملها في منطقتي الغوطة الشرقية والغربية بريف دمشق، ولجأ الأهالي إلى مقابر جماعية كانت الحل الوحيد لاستيعاب العدد الهائل من الضحايا المدنيين نساء وأطفالا ورجالا، قدرت منظمات حقوقية عددهم بنحو 1200 شخص إضافة إلى إصابة 11080 آخرين.

لم يكن ذلك الهجوم وحيدا فقد أتبعه الأسد بأكثر من 200 هجوم منذ العام 2012، أبرزها في "خان شيحون" بريف إدلب في نيسان أبريل 2017، وكذلك "اللطامنة" بريف حماة، إضافة إلى "دوما" بريف دمشق.

لكن تبقى هجمات الأسد بالسلاح الكيماوي على الغوطتين هي الأعنف والأكبر، دون أن يشم السوريون رائحة محاسبة للمجرمين رغم الدلائل التي تدينهم، وأهمها اتفاق (لافروف -كيري) الذي يجبر الأسد على تسليم ترسانته الكيماوية مقابل غض النظر عن جرائمه!.

ليس أفظع من هذه الجريمة إلا التواطؤ الدولي والتَّخلي عن معاقبة سلطات الأسد المجرمة، الأمر الذي اعتبرته ضوءا أخضر لمواصلة الهجمات الكيميائية عشرات المرات.

"الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تحدثت عن بيانات لما لا يقل عن 387 شخصاً من أبرز ضباط الجيش وأجهزة الأمن والعاملين المدنيين والعسكريين في مراكز البحوث والدراسات العلمية المتخصصة بتوفير وتجهيز المواد الكيميائية المستخدمة عسكرياً في سوريا، من المتهمين بإصدار أوامر لشنِّ هجمات بالأسلحة الكيميائية أو تنفيذها في سوريا.

تتوفر البيانات والمعلومات والأدلة، رفقة رغبة عارمة من أهالي الضحايا بمحاسبة القتلة، لكن هل تتوفر الإرادة الدولية لتحقيق العدالة؟!

زمان الوصل
(191)    هل أعجبتك المقالة (184)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي