كشف برنامج يُعرض على "يوتيوب" حقائق وتفاصيل جديدة في حياة الفنانة السورية "أسمهان" بدءا من ولادتها وانتهاءً بوفاتها في ظروف غامضة وهي معلومات تُنشر لأول مرة كما قال اليوتيوبير السوري "أغيد شيخو" في برنامجه الوثائقي "نوستالجيا نيوز".
وأشار "شيخو" إلى أن التاريخ الحقيقي لولادة اسمهان هو عام 1915 كما أكد الصحفي المصري "محمد التابعي" الصديق المقرب لـ"أسمهان"، وكان خطيبها لفترة من الفترات، وبذلك فهي أكبر من شقيقها الموسيقار "فريد الأطرش" بسنتين بحسب مذكراته التي أكد فيها أن ولادته كانت عام 1917، وهذا ينفي المعلومات التي تقول إن "فريد" أكبر من "اسمهان".
ولفت "شيخو" إلى لقاء نادرا أجرته مجلة "المنتدى" مع والدة "اسمهان" و"فريد الأطرش" السيدة "علياء المنذر" عام 1946 ذكرت فيه تاريخاً مختلفاً عن كل التواريخ المتداولة.
وأكدت فيه أن ولادة "اسمهان" كانت عام 1919 وبالنسبة للمعلومة الشائعة أن "اسمهان" ولدت في الباخرة، أكدت والدتها في اللقاء المشار إليه أن ولادتها كانت في قرية "ديمرجي" في مدينة "أزمير" التركية وهي المنطقة التي تم تعيين زوجها "فهد الأطرش" كحاكم لها في الحرب العالمية الأولى ولكن شقيق اسمهان "فؤاد الأطرش" أكد أن والده كان يريد تسميتها "بحرية" لأنها ولدت في البحر، ولكن الأم فضلت اسم "آمال" من الأمل في الوصول إلى بلادهم سالمين.
بعد خلاف مع السلطات العثمانية غادرت عائلة "الأطرش" ديمرجي إلى سوريا ومكثوا هناك لفترة إلى حين تم تعيين الأب "فهد الأطرش" كمندوب أو وسيط بين عشيرة "الأطرش" والفرنسيين فانتقلت العائلة إلى بيروت، وبعد أن أعلن سلطان باشا الأطرش العصيان على الفرنسيين والثورة عليهم قرر الأب -كما يقول شيخو- الالتحاق بثورة جبل الدروز وترك عائلته في بيروت كي لا يتعرضوا لأذى رغم أنهم كانوا في منطقة غير مستقرة أمنياً مما دعا عائلة "اسمهان" للهروب إلى "حيفا"، ومن هناك اختاروا الانتقال إلى مصر بحكم العلاقة الجيدة بين "سلطان باشا الأطرش" و"سعد زغلول" ودخلوا إلى مصر بمساعدته دون جوازات أو أوراق ثبوتية.
وأشار "شيخو" إلى أن "علياء المنذر" أُجبرت بعد وفاة زوجها عام 1924 على العمل في الخياطة والغناء في الأعراس، إذا كانت تمتلك صوتاً جميلاً لتعيل أولادها الثلاثة "فؤاد واسمهان وفريد" الذين كانوا يكبرون وتكبر موهبتهم معهم، وكانت "اسمهان" تغني في البيت والمدرسة أغانِ لأم كلثوم و"محمد عبد الوهاب"، إضافة إلى أغاني شقيقها "فريد" الذي كان في بداية مشواره الفني.
وتابع "شيخو" أن منزل العائلة تحول في بداية الثلاثينات إلى ملتقى يزوره كبار الموسيقيين والفنانين في مصر وحينها انبهر الفنان "داوود حسني" بصوت "آمال الأطرش" وقرر إطلاق اسم "اسمهان" عليها وعُرفت من حينها بهذا الاسم في كل الأسطوانات التي انتشرت لها خلال رحلتها الفنية القصيرة نسبياً، وبدأت تغني مع شقيقها "فريد" في صالة "ماري منصور" في القاهرة وربما الظروف المادية الصعبة هي التي دفعت اسمهان للغناء، حسب بعض المصادر.
عام 1937 تواصلت شركة اسطوانات (كولومبيا على الأغلب) مع الشقيقين لتسجيل 20 أغنية مقابل دفع 20 جنيه مصري عن كل أغنية وقدم "فريد الأطرش" مجموعة من الأغاني من تلحينه كأغنية "رجعتلك يا حبيبي" وأغنية "نويت أداري آلامي".
وكان الظهور السينمائي الأول لفريد وأسمهان –كما يقول شيخو- في الفيلم الغنائي "انتصار الشباب" الذي عُرض لأول مرة في 24 مارس 1941 في سينما "استوديو مصر" بالقاهرة، مضيفاً أن "اسمهان" قدمت خلال مشوارها الفني القصير الكثير من الأغاني التي تعاملت فيها مع أهم الكتاب والملحنين في عصرها ومنهم "زكريا أحمد" و"فريد الغصن" و"بيرم التونسي" و"محمد عبد الوهاب"، إضافة إلى "أحمد رامي" و"رياض السنباطي" وغيرهم.
ونوّه "شيخو" إلى أن ما وصلنا من أغاني "أسمهان" هي جزء قليل من أغان كثيرة لم تتمكن من تسجيلها على اسطوانات، ومن أسباب ذلك –كما يقول- حياتها غير المستقرة والمشاكل والحروب الكثيرة التي واجهتها في حياتها.
وروى "شيخو" قصة زواج "اسمهان" من ابن عمها الأمير "حسن الأطرش" الذي أحبها ووافقت على الاقتران به بعد أخذ ورد بشرط الإقامة في دمشق بدل الجبل وعدم ارتداء النقاب وقضاء فصل الشتاء كل عام في القاهرة فوافق الأمير حسن على هذه الشروط ووعد والدتها بـ5000 ليرة ذهبية بالإضافة إلى منزل بدمشق -حسب ما ذكرت مؤلفة كتاب "أسرار أسمهان" شريفة زهور"- وتم الزواج بالفعل عام 1933 لتبدأ أسمهان حياتها الجديدة في دمشق باسم الأميرة "آمال الأطرش".
وأشار "شيخو" إلى أن "اسمهان" قررت بعد فترة التنازل عن شروطها واقتنعت بارتداء النقاب والانتقال مع زوجها إلى الجبل وهناك –حسب قوله-حاولت التأقلم قدر الإمكان رغم الحالة النفسية غير المستقرة لها وساعد وجودها في ظرف سياسي معين حينذاك على نضوج فكرها وآرائها السياسية، ولعبت دوراً في التوسط بين عشيرتها والفرنسيين لتتحول إلى شخصية بارزة في الجبل يقصدها الناس لحل مشكلاتهم على اختلافها وبعد أربع سنوات أحست برغبة في العودة إلى عالم الغناء وبخاصة حين شاهدت فيلم "وداد" لأم كلثوم وسماعها بالنجاحات التي حققها شقيقها "فريد" في مصر.
وبعد فترة ونظراً للمشاكل الاجتماعية والنفسية التي عاشتها "اسمهان" انتقلت ثانية إلى القاهرة وطلبت الطلاق من ابن عمها "حسن الأطرش" واقترنت بعدها بالمخرج "أحمد بدرخان" في زواج لم يستمر إلا لأسابيع واقترنت للمرة الثالثة بالمطرب "فايد محمد فائد" في القدس عام 1942 في زواج شكلي لم يعمر أكثر من 20 يوماً فقط أما زواجها الرابع والأخير، فكان بالمخرج "أحمد سالم" وكانت حياتها القصيرة معه أشبه بالعاصفة.
وروى "شيخو" ظروف وملابسات وفاة "اسمهان"، فأثناء تصويرها لفيلم "غرام وانتقام" مع الممثل "يوسف وهبي" استأذنت المخرج بإجازة إلى "رأس البر" للارتياح من الضغوط النفسية التي عاشتها ويوم الحادثة في 14 تموز يوليو 1944 اتصلت بسائقها لأخذها من مكان التصوير فتم إخبارها بأنه مريض، وتم إرسال سائق آخر وقبل أن يُثقب الدولاب وتسقط السيارة في الماء قفز السائق من بابه وهرب لتبقى اسمهان مع رفيقتها "ماري قلادة" حبيستين داخل السيارة لأنهما لم تستطيعا فتح الباب، إذ كانتا في المقعد الخلفي وغرقتا مع السيارة رغم أن عمق الماء لم يكن يتجاوز المترين أو أكثر بقليل، وتم تسجيل محضر الحادثة ضد مجهول رغم أن السائق كان معروفاً ويعمل في استوديو مصر.
وكشف معد ومقدم البرنامج نقلاً عن جريدة "المقطم" أن السائق المشتبه به يدعى فضل دون ذكر تفاصيل أخرى، ونقلت الصحيفة عن "فريد الأطرش" أن شقيقته لم تكن تثق بأحد غيره وأن السائق لم يهرب وإنما بقي في المكان يصرخ ويطلب المساعدة إلى أن اجتمع الناس وأخرجوا الجثتين.
وأكد "شيخو" أن استوديو مصر كان قد أمّن على حياة "أسمهان" بـ 15 ألف جنيه وهو المبلغ الذي يفترض أن يعطى لزوجها الأخير "أحمد سالم"، مضيفاً أن الشرطة وجدت في حقيبة اسمهان بعد انتشال جثتها إنذاراً بتاريخ 13 يوليو من إدارة الأمن العام يطلب إليها مغادرة مصر يوم 28 يوليو لأنه آخر ميعاد لها فيها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية