وجدت العدالة الألمانية طريقها من جديد إلى مجرم آخر من مجرمي الحرب الذين اندسوا بين صفوف اللاجئين وقدموا أنفسهم ضحايا للعنف والإجرام، بينما كانوا في حقيقتهم من صناعه ومقترفيه، بل والغارقين فيه حتى النخاع.
هؤلاء الذين أخذت "زمان الوصل" على عاتقها تعقبهم، ووضع ما بحوزتها من معلومات ومستندات تحت تصرف السلطات المعنية في عدد من بلدان اللجوء.. سقط أحدهم مؤخرا في شباك العدالة الألمانية، حسب ما أعلن بيان رسمي صادر عن مكتب المدعي العام الاتحادي.
البيان الذي نشر اليوم الأربعاء 4 آب/أغسطس الجاري، والذي تولت جريدتنا ترجمته، أفاد باعتقال "موفق .د" أحد المرتزقة المنضوين تحت لواء مليشيا "حركة فلسطين الحرة"، وذلك لاقترافه جرائم حرب.
وقال المكتب إن المدعي العام الاتحادي اعتقل "موفق" بناء على مذكرة توقيف من قاضي التحقيق بمحكمة العدل الاتحادية صدرت في 30 تموز/يوليو
2021.
وأكد البيان أن "موفق" اعتقل في العاصمة الألمانية، على يد مجموعة من مكتب شرطة ولاية برلين الجنائية، تولت تفتيش شقته.
وأشار البيان الرسمي أن موفق يواجه عدة تهم تندرج تحت إطار جرائم الحرب، من بينها التورط في 7 قضايا قتل، والإيذاء الجسدي الخطير لثلاث أشخاص على الأقل.
وفصل بيان المدعي العام أكثر: في مذكرة التوقيف، يواجه المتهم أساسا الوقائع التالية:
في 23 آذار (مارس) 2014 ، أطلق "موفق.د" قذيفة مضادة للدروع (ربما بازوكا، أو آر بي جي) على حشد في ساحة الريجة في دمشق. حيث تجمع الأهالي من المدنيين من منطقة اليرموك، في الساحة لاستلام طرود غذائية توزعها وكالة الغوث (الأونروا)، وقتل في الهجوم 7 أشخاص على الأقل. وأصيب ما لا يقل عن 3 أشخاص آخرين، بينهم طفل في السادسة من عمره، كانت إصابة بعضهم خطيرة.
وواصل البيان: في وقت ارتكاب الجريمة، كان المتهم عضوا في حركة "فلسطين الحرة"، وقبلها كان عضوا في "الحركة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة". بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، سيطرت هذه الميليشيات المسلحة على مخيم اليرموك نيابة عن النظام السوري. بين تموز/يوليو 2013 وأبريل/ نيسان 2015 ، طوّق النظام السوري المنطقة بالكامل، ونتيجة لذلك، كان هناك نقص في الغذاء والماء والإمدادات الطبية بين سكان اليرموك.
وختم البيان: سيمثل "موفق .د" أمام قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية اليوم (4 أغسطس 2021).
وقبل نحو عام من اليوم، انفردت "زمان الوصل" بتقرير مفصل عن "موفق دواه" وكشفت عن لجوئه إلى ألمانيا وإقامته في برلين، مشيرة بالوقائع والتواريخ إلى مشاركته في مذبحة ساحة الريجة، التي بنى عليها الادعاء الألماني قضيته، ويستعد للنظر فيها ابتداء من اليوم، مؤكدا من جديد أن لا ملاذ آمنا لمجرمي الحرب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية