أدرجت وزارة الخزينة والخارجية الأمريكية يوم الأربعاء الماضي رئيس فرع مخابرات البادية اللواء "مالك حبيب" ضمن المشمولين بعقوباتها من ضباط ومسؤولي النظام المتهمين بارتكاب جرائم بحق السوريين.
ولـ"حبيب" الذي ينحدر من مدينة "جبلة" سجل حافل بالإجرام إذ كان مع اندلاع الثورة السورية يخدم في صفوف قوات اللواء 105 في الحرس الجمهوري وساهم بقمع التظاهرات السلمية في ريف دمشق ليتم تعيينه رئيساُ لفرع مخابرات البادية بتاريخ 10.09.2012 خلفا للعميد "عبد الكريم السلوم" وتمتد سيطرة هذا الفرع على رقعة جغرافية واسعة تعد من الأكبر على مستوى سوريا، إذ يسيطر هذا الفرع على كامل البادية السورية من تدمر جنوب غرب حتى البوكمال شرق جنوب.
وتردد اسم العميد "مالك حبيب" كثيراً في شهادة القاضي "محمد قاسم ناصر" النائب العام عن مدينة تدمر -بحسب ما نقل كتاب القائمة السوداء التي أنجزته منظمة "مع العدالة"- عن وكالة الأناضول.
وأشار "ناصر" إلى أنه خلال عمله كنائب عام في تدمر حوالي 3 سنوات ووفقاً لاختصاصه القانوني كان مكلفاً بالكشف عن جثث المعتقلين والمتظاهرين السياسيين الذين كانت تعتقلهم أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام، وتحديداً فرع الأمن العسكري في تدمر، كما كان يقوم باستجواب المعتقلين والكشف عن جثث من يموت منهم تحت التعذيب على أيدي السجانين في فرع البادية.
ووفقا لتقارير حقوقية تعرّض السجناء السياسيون تحت إشراف "حبيب" للضرب والحرق والصلب حتى الموت، ثم أُجبر المسؤولون على كتابة تقارير الوفيات على القول إن وفاة السجناء حدثت لأسباب طبيعية، مثل السكتة الدماغية والفشل الكلوي.
وأشار الناشط "أحمد محمد القزعل" لـ"زمان الوصل" إلى أن "مالك علي حبيب" استخدم كل وسائل القمع بحق أبناء تدمر وباديتها من خلال أوامره بإطلاق النار على المتظاهريين السلميين، ثم عمليات الاعتقال التعسفي في سبيل قمع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد، لكن قوة الثورة وإصرار أهالي المدينة على تحقيق الحرية -كما يقول- كان حاجزا في منع سيطرة فرع البادية على المدينة فبقيت غوطة تدمر خارج سيطرة فرع البادية منذ العام 2012 حتى نهاية العام 2014 تقريباً.
في هذه الأثناء كانت ورشات التنقيب عن الآثار التابعة للعميد "مالك" تعمل عملها وتقوم بعمليات التهريب وبيع كنوز الحضارة التدمرية للخارج بحسب "القزعل" الذي أضاف أن "حبيب" كان يقضي معظم وقته على مبنى ببرج الإشارة في السفح المقابل لقلعة "فخر الدين المعني الثاني" بتدمر، وذلك حرصاً منه على نفسه حيث استفاد من درس تفجير فرع مخابرات البادية بتاريخ 7/3/2012 الذي قامت به "جبهة النصرة" سابقاً.
ولفت المصدر إلى أن "مالك حبيب" بعد أن استلم فرع البادية ومع نشوء تنظيم "الدولة" ازدهرت التجارة كثيراً بين مناطق الرقة التي كان يسيطر عليها التنظيم ومناطق البادية ومركز تدمر التي كان يسيطر عليها فرع مخابرات البادية واستمر هذا الحال والتنسيق حتى تم تسليم تدمر من قبل "مالك حبيب" ذاته للتنظيم، حيث سلمها لـ"حسان عبود" (والي حمص)، كما كان يسمى في مسرحية هزلية بتاريخ 20/5/2015.
وتابع المصدر أن الهدف من ذلك تدمير كان حضارة مدينة تتربع على قائمة التراث العالمي وبالتالي يستفيد نظام الأسد من ذلك فيدمر المراكز الحيوية في تدمر بعد أن تم نهب كنوزها على يد النظام والميليشيات المقاتلة معه ودمر تنظيم "الدولة" جزءاً منها كما حصل للمومياء الوحيدة في كل سوريا والتي تعرضت للتكسير وغيرها الكثير من القطع الفريدة، ويظهر نظام الأسد بمظهر المنقذ للحضارة وتكتمل فصول المسرحية.
وكشف محدثنا أن "مالك حبيب" نقل جزءا من آثار متحف تدمر إلى دمشق بتاريخ 12.05.2015 في صناديق مغلقة بطائرة عند بدء هجوم التنظيم ونقل كافة سجناء تدمر إلى سجن "صيدنايا"، فيما ترك لتنظيم "الدولة" عشرات الدبابات ومستودعات تسليح تدمر في منطقة "جبل عويمر" الذي يقع في الجهة الشمالية من مدينة تدمر (ناحية العامرية) ويتمتع بموقع استراتيجي ومستودعات تسليح تدمر في داخل هذا الجبل ومن المستحيل -كما يقول- اختراقه في يوم وليلة كما حصل ليلة تسليم تدمر وهذا يدل على صفقة بين التنظيم يمثلها "حسان عبود" وقوات الأسد التي يمثلها العميد -آنذاك- "مالك حبيب" الذي قام أيضاً بتسليم مستودعات وقود تدمر الواقعة بجانب مستودعات التسليح وفيها مئات الآلاف الليترات من البنزين والمازوت، حيث يوجد في مستودعات الوقود 8 خزانات خرستانية تتسع لمئات الآلاف من الوقود، وهذه الأحداث برمتها تظهر بما لا يترك مجالاً للشك حجم المؤامرة على مدينة تتربع على عرش الحضارة".
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء الماضي حزمة عقوبات جديدة هي الأولى في عهد الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، شملت 8 أفراد و10 كيانات سورية.
وشملت العقوبات "سجن صيدنايا، فرع الخطيب 251، سرية المداهمة 215، فرع الدوريات 216، فرع المنطقة 227، فرع فلسطين 235، فرع التحقيق العسكري 248، المخابرات العسكرية الفرع 290".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية