بدأ نظام الأسد اليوم الخميس، بمحاولة جديدة لاقتحام مدينة "درعا البلد"، مدعوما بالميليشيات الإيرانية الطائفية، بعد تمهيد مدفعي وصاروخي عنيف طال الأحياء السكنية، ما أوقع مزيدا من الجرحى في صفوف المدنيين.
وأكدت مصادر من داخل المدينة لـ"زمان الوصل" أن قوات الأسد وميليشياته الطائفية بدأت عملية الاقتحام من عدة محاور وهي "غرز، والبحار، وساحة بصرى"، مشددة على أن شبان المدينة اشتبكوا مع القوات المهاجمة وأوقعوا في صفوفها خسائر مادية وبشرية.
وقالت المصادر إن الاشتباكات أدت لسقوط العديد من عناصر النظام بين قتيل وجريح، كما تم تدمير دبابة، فيما قصفت قوات الأسد بالمدفعية وصواريخ من نوع "فيل" منازل المدنيين، ما أدى لمقتل رجل وحدوث عدة إصابات في صفوف المدنيين.
وطالب ناشطون بالضغط على النظام لفتح ممرات إنسانية لنقل الجرحى والمصابين إلى خارج المدينة، محذرين من كارثة إنسانية، خصوصا بعد إغلاق النقطة الطبية الوحيدة يوم أمس نتيجة استهدافها من قبل قناصة النظام.
وطالب الناشطون المنظمات الدولية بالتدخل لفتح الممرات بشكل عاجل، مؤكدين على افتقار المدينة للمواد الإسعافية بسبب الحصار المفروض عليها منذ 5 أسابيع.
وكانت قوات الأسد حاولت أمس الأول اقتحام المدينة، لكنها قوبلت بمقاومة عنيفة أيضا، ما أجبرها على التراجع واستهداف المنازل بالمدفعية، وذلك بعد انقلابها على اتفاق التسوية مع اللجنة المركزية والذي نص على نشر 3 نقاط أمنية وإجراء تسوية للمطلوبين مع تسليم بعض قطع السلاح، مقابل رفع الحصار عن المدينة وفتح الطرقات المغلقة.
لكن قوات الأسد عادت وطالبت بترحيل 15 شخصا إلى الشمال السوري والقبول بالحواجز والآليات العسكرية في الأحياء، الأمر الذي رفضه الأهالي مؤكدين على أنهم مستعدون للتهجير جميعا في حال أصر النظام على شروطه.
جدد الائتلاف الوطني السوري مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين في درعا وما يتعرضون له، مؤكدا على وقوفه إلى جانب أهالي حوران ومشيداً بصمودهم.
وقال في بيان أمس الأربعاء، "هجوم قوات النظام المجرم والميليشيات الطائفية على مدينة درعا يتطلب رداً دولياً عاجلاً وموقفاً من الدول الضامنة يعبر عن التزامها بتطبيق هذه الاتفاقات".
وأضاف: "على الدول الفاعلة في مجلس الأمن ممارسة ضغوط مباشرة من أجل وقف الهجوم، ومنع التهجير ورفع الحصار وإنهاء التهديد المستمر على المدنيين".
وشدد على أن "التصعيد الحالي ومحاولات التهجير القسري تتم بالمزامنة مع المسرحيات البائسة التي تعرضها روسيا والنظام على شكل مؤتمرات ولقاءات عن عودة المهجّرين!".
واعبر أن "الواقع على الأرض يكشف عن نوايا إجرامية وتهجيرية مستمرة تسعى لإفراغ درعا من أهلها، وطرد جميع النشطاء والمقاومين والصامدين وترك البلاد مساحة مفتوحة للاحتلال والفساد والإرهاب والاستبداد".
محمد الحمادي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية