أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقريرين هزيلين بكل المقاييس لكل من الجنرال والسفير ... العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم


تسمر الناس حول شاشات التلفاز, والبعض راح يسترق السمع للمذياع ليسمعوا تقرير الجنرال بترايوس.
وكل ظنهم أنهم سيعيشون أحلى وأبهى مشهد من مشاهد ممارسة الحرية والديمقراطية,وبمنتهى الشفافية في الولايات المتحدة الأمريكية. التي تدعي أنها قلعة الحرية والديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان, والمتطوعة للدفاع عنهم وحمايتهم والذود عنهم في كل مكان وزمان, والمكلفة بنشرهم, وحتى فرضهم بالقوة إن لزم الأمر. ونظامها الذي يطبل بمدحه الخونة والعملاء والليبراليين الجدد المتصهينيين. وكل من سرق خيرات بلاده وقهر شعبه, أو عاث فسادا وتاجر بالمخدرات, وفر بمسروقاته وغنائمه إلى الولايات المتحدة وبعض دول الغرب.
ويا لهول ما رأى وسمع الحاضرون والمشاهدون. حين صدمهم المشهد الحزين.فوجدوا أنفسهم أنهم أشبه بمن يحضر عرض ستربتيز لعجوز شمطاء, تتساقط عن وجهها وجسمها الرتوش والماكياج والملابس.لتظهر على حقيقتها المحزنة والتي لا تسر الناظرين.من حيث المنظر المقذي والقبيح من كثرة عمليات الجراحة والشد والتجميل. وخرج الكثير منهم بانطباع, أن النظام الأمريكي, ما هو في الحقيقة إلا أشبه بأسرة أقطاعي فظة تقطن غير يعيد عن القرية الأممية, تسيل لعاب وشهوات وغرائز من هو مخدوع بمظهرها. وخاصة حين يرى ما يتحلون فيه أفرادها من بذخ وغنى وأبهة وشياكة, وارتدائهم للملابس الفاخرة والديباج, وعقود الذهب والفضة والماس والبلاتين, وامتلاكهم الكثير من العربات الفارهة والقصور والشاليهات, ومزارع الاصطياف. أما من يلج بابها ويتعامل معها , فأنه يكتشف أن فيها حيزبون عاهرة ( هي الامبريالية) بمنتهى السوء, وتمتهن العهر وتجارة الممنوع والمحظور في كل قانون,والمحرم في كل دين.و هي من تتحكم فيها وبمقدراتها,وتسخر لخدمتها فتيات ثلاث حسنا وات وشقيقات. وهم الحرية الديمقراطية وحقوق الإنسان. وتعامل الجميع بمنتهى التعسف والو حشية والإرهاب, وحليقة من كل القيم, بما فيها الدين والوجدان والشرف والأخلاق والضمير. وتدير الكثير من شركات المرتزقة,والدكاكين والوكالات التي تأخذ تسميات متعددة لتستوعب العملاء والخونة.
وباختصار ولكي لا أطيل: بدأت جلسة استماع الكونغرس, وأتخذ أعضاء الكونغرس, والجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق( عفوا قائد قوات التعذيب والتدمير والقتل والإجرام), والسفير الأمريكي رايان كوكر( عفوا المندوب السامي وزعيم عصابات المرتزقة القذرة) أمكنتهم. ورحب رئيس الجلسة بالحضور, وترك الوقت الكافي لكل من بترايوس وكوكر ليقدم كل منهم تقريره. ثم ترك الباب مفتوحا لتوجيه الأسئلة , وطرح الاستفسارات. فإذا بها مصيبة بكل المقاييس لما ساد معظمها من هرج ودجل ونفاق ومكر وأكاذيب.
• فالجنرال ديفيد بتراوس: ظهر على وجهه علامات الذنب كمجرم يخفي فعلته النكراء, وكأن التقرير الذي يتلوه ليس تقريره . فتقريره الحقيقي ربما سحبه منه وزير الدفاع الأمريكي ,بعد أن لم يعجبه ويعجب مضمونه الرئيس جورج بوش أثناء زياراته الأخيرة للأنبار.وأعلموه أنهم سيتكفلون بإعداد تقرير يتلوه في جلسة الكونغرس. ولذلك كان يقرأ التقرير بركاكة وتحفظ وخوف من الوقوع في الأخطاء. وكأنه غير مقتنع بمضمونه وفحواه. وكان يشعر بالحزن والألم,لأن التقرير الذي يقدمه لا هو سياسي ولا هو عسكري. وأنه أسوأ تقرير يقدمه في حياته, ولا يرقى لتقرير قائد فصيلة أو جماعة في الدول المتخلفة, أو دول الموز. وأكثر ما آثار سخطه وغضبه هو مسارعة الرئيس جورج والحكومة العراقية وعملاء العراق,الإشادة بالتقرير , واعتبارهم تقريره واقعي وعلمي وعسكري وموضوعي.وانه يعتبرونه بمثابة شهادة حسن سلوك وتقدير لجهودهم على كل صعيد. فالجنرال يعرف أن التقرير خالي الوفاض من الدقة والواقعية والعلمية والمنطق ومن الحقائق السياسية والعسكرية, وحتى أنه لا يمت للجيش والعسكرية بأية صلة نسب أو قرابة أو جوار. وإنما كان دوره إنما تلاوته فقط أمام أعضاء مجلس الشيوخ . وأن أجوبته إنما قصد منها, أن لا يسيس القوات المسلحة أو يوظفها في مصلحة حزب ضد حزب, وأنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية تحفيز الشعب الأمريكي على التصعيد من معارضته لسياسة إدارته, وكذلك كي لا يعمق الشرخ في أوساط المجتمع الأمريكي, وبين صفوف الحزب الجمهوري. وأنه لا يريد أن يكون سببا في قطع الإمدادات المالية عن القوات الأمريكية المحتلة للعراق, وأن لا يحرج رئيسه وإدارته ووزيره بإجبارهم على إقرار هزيمتهم في العراق.باختصار كان مل ما يهدف إليه الجنرال ,هو إبقاء الطابق مستور بكل ما يدور في أوساط الشعب الأمريكي من مخاوف وتساؤلات ورفض وتشرذم وانقسامات, وكذلك كل ما تعانيه القوات الأمريكية من هزائم وصعوبات, وما يعانيه ورئيسه وإدارته من تخبط وفشل وأخطاء طي الكتمان.فالمحافظة على السرية أهم واجباته. وأرتضى لنفسه ولرتبته ومنصبه أن يكون شاهد زور.
• والسفير كوكر: كان وضعه محرجا, فهو تقلد منصبه كسفير, بعد ثلاثة سفراء فشلوا في مهامهم ونشروا الفساد والإجرام والإرهاب , وزادوا الوضع تعقيدا لا ينفع فيه إصلاح. فراح يقدم تقريرا متناقضا ومفكك الأوصال.ويجاهد للدفاع عن نفسه, وعن رئيسه وقوات بلاده وإدارته وسابقيه, بحدة وغضب وهو مقطب الجبين. وكان يناقض في كل جملة ما قصده في سابقتها ويدحض لاحقتها. فهو الخبير الذي يعرف أن ما خربته وأفسدته وأجرمت فيه إدارته,وما استندت فيه على أباطيل وأكاذيب. وعاثت فيه خرابا وتدميرا وإرهابا وظلما وجورا, بكل قلة شرف ووجدان وأخلاق وضمير ودين ,لا يصلحه كوكر والجنرال بتراوس وجميع العطارين مجتمعين. فأعتمد أسلوب للدفاع سيء وهزيل يقبل ألف تفسير. ويعتبر أن على إدارته وأعضاء الكونغرس والشعب الأمريكي اكتشاف الغث من السمين.
• أعضاء مجلس الشيوخ: عرفوا أنهم بحضرة جنرال وسفير. تم تلقينهم ما يجب أن يرددونه كما يردد أناشيده الطفل الصغير. ولذلك فهم لن يحققوا مبتغاهم حاصدين قمح أو شعير. فالسؤال الذي يطرحونه على كل من الجنرال والسفير. يأتي جوابه عجيب غريب,ولا علاقة له بصيغة السؤال أو الاستفسار. فآثروا السكوت والصمت, لينتهي عرض هذه المسرحية التي حولها السفير والجنرال إلى مسخرة. وأنهم إذا ضغطوا عليهم فستتكشف الفضائح التي ستطال جنرالات الجيش ومسئولي الإدارة. وعندها ستفلت من الجميع إمكانية كبح الشعب الأميركي, لأن الشعب الأميركي سيعتبرهم مع الإدارة و الأمن وأركان الجيش مدانين. فجون كيري وغيره كانت أسئلتهم علمية وعسكرية وسياسية, وكانت الإجابات عليها من الجنرال والسفير سطحية وبمنتهى الجهل والسذاجة, وسيكون الجواب عنها أجدى وأدق وأصدق لو سأل عنها أي جندي أو عريف أو وكيل عريف أو رقيب.
• الهرج الإعلامي: وتبين للجميع أن الإعلام وظف بصورة مذلة ومهينة لترويج التقارير. فظهرت أشرطة أسامة بن لادن مباشرة ,والتي تتوعد الولايات المتحدة الأمريكية, ولتؤكد أن الأخطار التي وردت في التقرير صحيحة 100%. ولتنعش سياسة الخوف والقلق والرعب في أوساط الأمريكيين والأوروبيين بعد أن ضعفت ووهنت لكثرة ما تكشف لهم من فضائح وأكاذيب. وحتى أسامة بن لادن الذي أعطي هذا الحجم الضخم من القوة في التقارير والتصريحات, والتي لم نشهد لها من أثر في أفغانستان. راح أسامة بن لادن يستغلها ويوظفها لمصلحته ومصلحة تنظيم القاعدة,ويظهر مزيدا من القوة والتشدد. وطالما أنهم يمنحونه كل هذا القدر من القوة. فعليه أن يستغلها ويوظفها ويستثمرها لمصلحته في كل مكان, وسوف تعود عليه بالربح الوفير, نتيجة إرهاب الإدارة الأمريكية وإسرائيل.
وحين يدقق المستمع والمشاهد مليا في مضمون التقارير وإجابتي الجنرال والسفير. يكتشف الكثير من الذي يجعله يبكي دما على الولايات المتحدة الأمريكية, التي تقودها عصابة مجرمة وجاهلة وحمقاء وغبية. وكذلك سيندب الحرية والديمقراطية اللتان تمتهنان خادمتين في مثل هذا النظام الامبريالي العفن والإجرامي والفاسد, والاستغلالي واللصوصي,ولا إنساني,والمعادي لكل خلق ودين.وهذا بعض مما أكتشف في التقارير:
أولاـــ المكر: حيث أغفلت التقارير عمدا:
1. وضع إقليم كردستان لأنه بنظرهم بوضع ممتاز , والهدف كما يبدوا ترك الباب مفتوحا من خلال اعتباره نموذجا يحتذى إذا ما تقرر تقسيم العراق.
2. غضب تركيا حكومة وشعبا وجيشا من تصرفات مسعود البراز ني وعصاباته في تصعيدهم للموقف مع تركيا. واضطرار الجيش التركي لدفع قواته لحماية تركيا من بلطجة البراز ني. وكأن الهدف من إهمال الموقف التركي. الإيحاء للجيش التركي, أن الإدارة الأمريكية لا تجد مبررا لمخاوفه.
3. الأخطار التي تتهدد دول الجوار من حشود الفارين من العراق. ومن تصاعد غضب الجماهير على ممارسات قوات الاحتلال وشركات المرتزقة على ما يمارسونه من اعمل إرهاب وإجرام وتدمير.
4. شكوى الطالباني والبراز ني وخاله هوشيار زيباري من قصف إيران لبعض مناطق إقليم كردستان.وكأن الهدف منه الإيحاء للبر ازني أن الإدارة الأمريكية لا تريد تصعيدا مع إيران.
ثانيا ـــ تضليل الشعب الأميركي والشعوب من خلال الأكاذيب:
1. فالتقارير كانت أشبه بمحاولة أخيرة يائسة ومحمومة في الدفاع عن إستراتيجية بوش في مواجهة والضغوط والصعوبات, ومواجهة التيار المتصاعد في رفضه لهذه الإستراتيجية الفاشلة.
2. وإستراتيجية بوش كان هدفها تحقيق امن بغداد وليس الأنبار, فإذا بالجنرال يتهرب من فشلها في بغداد والتبجح بانتصاراته في الأنبار. واستشهدا بنجاحهم من خلال التراجع بأعمال القتل والخطف. والتراجع سببه الحقيقي هروب الكثير من مناطقهم , وهروب العراقيين بالملايين خارج العراق.
3. أشاد الجنرال والسفير بالحكومة العراقية. حين اعتبرا أنها قامت بتحقيق بكل ما تستطيع. إلا أنهم اعتبرا أن أي فشل لإستراتيجية رئيسهم جورج بوش سيكون سببه الحكومة العراقية,لأنها غير فعالة, ولم تقم بتنفيذ جميع الخطوات المطلوبة منها, ولم تحقق المصالحة. في حين سارع رامسفيليد ليرد عليهم مباشرة ويعلن أن الحكومة العراقية نجحت في تنفيذ مهامها على كل صعيد.
4. أشادا بالحرية الوليدة التي ينعم فيها العراق.وأن العراقي ينعم بثلاث ساعات من الكهرباء, وتجاهلا انتشار الأوبئة والأمراض والكوليرا بسبب عدم توفر مياه الشرب, وتخريب شبكة التصريف الصحي. و فرض أنظمة الطوارئ في بعض الأقاليم. وقد رد رئيس مجلس النواب المشهداني عليهم قائلا أن الحكومة العراقية فاشلة ومجلس النواب والذي هو السلطة التشريعية مشلول وغير فاعل. وأهملت التقارير فقدان الأمن والتعليم والصحة والدواء. وحتى أبسط درجات العيش الكريم. وكذلك لم يتطرقا لذكر أعداد القتلى والمطاردون والمعتقلون والمخطوفون و الفارون والذين تعدادهم بالملايين.ناهيك عن اللاجئين في دول العالم والجوار
ثالثا ـــ التناقض في التقارير والتي تتعارض مع الواقع:
1. أعتبر الجنرال والسفير أنهم حققوا نجاحات على الإرهاب والقاعدة. كان من نتيجته, هو ما ينعم به الشعب الأمريكي حاليا., وأن وجودهم لسنين في العراق ضروري لأمن أمريكا. وان انسحاب أمريكيا من العراق يضعف الأمن الأمريكي, ويعرض بلادهم لمختلف الأخطار. في حين اعتبر مايكل تشرنوف في جلسة لمجلس الكونغرس قبل جلستهم قائلا: أننا مازلنا أمة في خطر. وكذلك أعلن جون ريد مدير المركز الوطني ضد الإرهاب قائلا: نحن أفضل استعدادا وأكثر أمانا مما كنا عليه في 11/9/20001م, ولكن ليس بالكامل, ويرجح أن لا يكون خلال جيل أو أكثر. وتبع ذلك إعلان أجهزة الاستخبارات الأمريكية والفرنسية والألمانية والبريطانية والاسترالية بأن قدرة القاعدة على مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ازدادت مجددا. حتى أن مايكل ماكونيل مدير الاستخبارات القومية الأمريكية قال خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ: أن القاعدة استعادت مستوى كبيرا من قدرتها , وكثفت عمليات التجنيد خاصة في أوروبا مما يجعل التهديد حقيقيا. وفتش عن الكذابين من هؤلاء ,وأحتر فيمن تصدق منهم لأن معظمهم دجالين وكذابين.
رابعا ـــ الاستخفاف بعقول الأمريكيين وباقي الشعوب:
1. فاخر الجنرال بانتصاراته , رغم إقراره بأن الانتصار على القاعدة تم بجهد بعض عشائر الأنبار.
2. اعتبرا أن عشائر الأنبار تراجعت عن خطئها السابق, والتحقت بركب الاحتلال, و بالعملية السياسية الجديدة , ودعم الاحتلال الأمريكي للعراق.وأنها بذلك تقر بخطئها. وهذا محض كذب وافتراء.
3. التهرب من ذكر المقاومة العراقية التي تكبد قواته الخسائر الفادحة, والإصرار على الاعتراف فقط بتنظيم القاعدة كعدو لقواته وبلاده لتبرير الحرب على الإرهاب, وحتى لا تفقد هذه الحرب مبرراتها.
4. والمضحك في تقرير الجنرال والسفير أنهم راحا يدافعان عن حقوق السنة, والسماح للعبثيين ورجال نظام الرئيس صدام حسين في استعادة دورهم في الجيش والشرطة وأجهزة الأمن والمؤسسات. وتناسوا أن أحد مبررات عدوانهم على العراق هو إنصاف الشيعة. وهذا يدل على أن الاحتلال مرفوض من السنة والشيعة والأكراد والآشوريين واليزيدين والعرب والصفويين على السواء. وأن المقاومة العراقية خليط من كل هؤلاء. والعجيب أن يضحك جنرال وسفير على نفسيهما حين يظنان أن التلاعب بالشيعة والسنة سيبقى مفيد, وبعد أن ثبت أنه يعد مجدي, لأن كلاهما يمقتون الاحتلال.
5. والمؤسف والمحزن من الجنرال والسفير أن يكذبا وينافقا ويخدعا شعبهم والسلطة التشريعية في بلادهم. ويبررا تقاعس إدارتهم وفشلها وتقاعسهم وفشلهم باتهام سوريا وإيران بتسهيل عبور الإرهابيين , ودعمهم ودعم المتمردين بالسلاح والمتفجرات.
6. طمس تذلل كل من الجنرال والسفير وإدارتهم وحكومة المالكي للكثير. ليفتحوا لهم قنوات اتصال مع المقاومة العراقية للتفاوض.وهما سمعا المالكي يفصح عنه. وهم من سمعوا عميل بلادهم في أفغانستان قرظاي وهو:يقول لو اعرف أي عنوان أو مكان لطالبان لاتصلت بهم فورا بهدف التفاوض.
7. والمثير للضحك اعتبار وجود القوات الأمريكية في العراق ضرورة لإجهاض مشروع إيران النووي . بينما هو وقواته رهائن لدى إيران. فالجنرال لم يكن صادقا فيما قال, وإنما كان يقصد أن وجودهم ضمانة وحماية لإسرائيل. فحرف قوله واستبدل كلمة إسرائيل بكلمة إيران ولم يكن موفقا في الحالتين.
8. والمبكي على دولة كالولايات المتحدة الأمريكية أن يعتبر رئيسها وتؤيده إدارته ومسئولي الأجهزة الأمنية والجنرال بترايوس والسفير , أن الحرب المعلنة على شخص كأسامة بن لادن وعدة أشخاص هاربين ومشتتين في الجبال ومحاصرون (ولا يملكون دولة ولا جيشا ولا مصانع للسلاح.وقطعت عنهم كل طرق المعونة والاتصال. وقطعت عنهم البلدان الدعم والمال الذي كانت تقدمه لهم أثناء قتال الروس في أفغانستان) ستستمر لعقود وقرون وعدة أجيال, وهذا مناقض لكل الحروب.فالحروب بين الدول العظمى في بضع سنين. والحرب على شخص وجماعته المطاردين في كل مكان تحتاج لعدة عقود وربما قرن , وهذا شيء عجيب. وليس له من معنى أو تفسير,سوى أن الحرب على الإرهاب, إنما هي حروب صليبية واستعمارية,مغلفة كذبا وزورا باسم الحرب على الإرهاب.
9. وأشاد الجنرال والسفير بالزعيم القبلي أبو ريشة والذي نحر للرئيس جورج بوش ووزيري دفاعه وخارجيته والجنرال والسفير أكثر من خمسون خروف,أثناء زيارة الرئيس جورج بوش للأنبار.وأخذا معه الصور التذكارية. والذي قتل بعدها مباشرة بظروف غامضة , علما بان حمايته كانت من القوات الأمريكية.وكأن الهدف من قتله هو ترويج مخاطر الإرهاب بين صفوف الأمريكيين.
10. والشيء الذي لم يذكره الجنرال والسفير. أنهم يتواجدون في العراق بحماية شركات المرتزقة , ولا يثقان بقدرة القوات الأمريكية التي يقودونها على توفير حمايتهم. والتي يصران على بقائها في العراق.
11. والجنرال أخفى دور شركات المرتزقة بأعمال القتل والتفجير والتعذيب والسيارات المفخخة في العراق. وحتى الأموال التي تسرقها هذه الشركات من أموال دافع الضرائب الأمريكي , وأموال العراق ونفط العراق.
12. والجنرال أخفى دور بعض ضباط الجيش الأميركي في السرقات والنهب والفساد. والتي بدأت تؤثر سلبا على الروح المعنوية للقوات الأميركية, وراحت تقرض قيمه وتربيته, وتسيء إليه وإلى بلاده.
13. والجنرال أخفى الخسائر الحقيقية للجيش الأمريكي. وكأن أرواح الجنود لا تحظى بأي اهتمام لديه.
14. والجنرال والسفير يصران على أن هدف العدوان على العراق هو نشر الحرية والديمقراطية في العراق. مع أن رئيس المصرف الفيدرالي يقر بان الحرب على العراق كانت للسيطرة على النفط فقط.
خامسا ـــ التهجم على الحلفاء: رغم أن بريطانيا حليفة الجنرال في العدوان على العراق. إلا أن الجنرال اعتبر أن قرار سحب القوات البريطانية عمل غير صحيح, وليحفظ بعضا من كرامته, أكد انه لم يشاور في الأمر, وانه سيستفسر منهم عن الموضوع في طريق عودته للعراق. إلا أن الرد البريطاني على لسان كبار قادته كان سريعا وقاسيا. حين اعتبر أن إستراتيجية بوش فاشلة, وأن الإدارة والقادة العسكريين الأمريكيين ارتكبوا أخطاء فادحة. وأن الإدارة الأمريكية ستضطر لتقر بهزيمتها, وأنها ستقتدي بهم مجبرة وغير مخيرة في نهاية الأمر. والمضحك أن الجنرال في عودته للعراق واجتماعه مع القيادة البريطانية جوبه بأكاذيبه. ونشرت الصحف تصريحات منسوبة إليه , أنه أحيط علما بالقرار البريطاني , وانه أيد قرارهم, وحبذه , وباركه, وشجعهم عليه.
وأخيرا: كسب الجنرال والسفير ثقة الرئيس جورج بوش. وخسرا ثقة الشعب الأميركي ومجلس الشيوخ. ولن يكون ذلك الوقت ببعيد, الذي سيضطر كل منهما للاعتراف بأنهم كانوا كذابين ودجالين. كما أعترف بكذبه الجنرال كولن باول, وأنه اضر بسمعته. وكما يفعل الكذاب برايمر وغيره كثير حاليا. حين يتهمون الرئيس جورج بوش بأنه كذاب. وينعتونه بأسوأ الأوصاف. والجنرال الذي ضمن لرئيسه جورج بوش استمرار الاحتلال الأميركي للعراق, وترحيل موضوع الانسحاب ليكون من مسئولية الرئيس الأمريكي الذي سينتخب في تشرين الثاني من عام 2008م. سيبقى مطاردا بلعنة تبريره لزهق أرواح العراقيين والجنود الأمريكيين, وتزايد إعداد القتلى والجرحى والمعاقين من الجنود الأمريكيين, الذين سيتساقطون وتزهق أرواحهم ثمنا لذنوب إدارتهم, وتعنت رئيسهم جورج بوش, وأكاذيب وزير دفاعه والجنرال والسفير حتى ذلك الوقت.وهو بذلك يغش ضميره ووجدانه ويخون مهنته ومهمته وأمانته, ويخدع شعبه والكونغرس. وستنعكس وبالا عليه. لأنه قدم تقريرا هزيلا مكتنزا بالأكاذيب و والدجل والنفاق والتضليل والمغالطات, ولم يكن صادقا أو نزيها فيه الجنرال.
الخميس 20/9/2007م

 

 العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
البريد الإلكتروني: [email protected]
: [email protected]
: [email protected]


+

(117)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي