تتضاعف معاناة السوريين في الشمال المحرر مع اقتراب عيد الأضحى، بالتزامن مع معاودة قوات الأسد وميليشياته المدعومة روسيًا ارتكاب المجازر بحق المدنيين.
لكن رغم كل المصاعب فإن التجهيز للعيد طقس لا بد من الخوض فيه لدى السوريين وخاصة الأطفال، لكن الظروف الاقتصادية والأمنية منعت مئات العوائل من نازحين ومقيمين من التجهيز والتحضيرات للعيد.
"عبد السلام اليوسف" واحد من عشرات الآلاف الذين نزحوا من مناطق ريف إدلب الجنوبي، باتجاه مخيمات الريف الشمالي للمحافظة، بسبب الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام بإسنالد جوي روسي، يصف هذا العيد بـ"المؤلم" الذي يختلف عن الأعياد السابقة بسبب نزوحه وإقامته في مخيم للنازحين بالقرب من قرية "باتنتة" غرب مدينة "معرة مصرين" شمال محافظة إدلب.
وفي حديث حديث لـ"زمان الوصل" أكد "اليوسف" وهو مدير مخيم "أهل التح" أن "هناك اختلاف كبير بين عيد الأضحى القادم والعيد السابق مع العلم أنني كنت ضمن المخيم أيضاً، لكن كان سابقاً هناك بهجة للعيد، وكان هناك تفاؤل بالعودة إلى منازلنا ونلتقي مع جميع الأقارب والجيران والأصدقاء وأهالي القرية".
وأضاف "الآن تفرقت أماكن الأقارب والأصدقاء بسبب تعدد وجهات النزوح، وتردي الوضع المعيشي بشكلٍ أكبر، وبالنسبة لي أخوتي وغالبية أقاربي في أماكن نزوح ومناطق مختلفة من المناطق المحررة مثل إدلب وعفرين ومخيمات أطمة، وقسم آخر لجأ إلى تركيا ودول أوروبا".
وأردف مدير مخيم "أهل التح": "بالنسبة لي كمهجر لم أستطع تجهيز أي شيء لهذا العيد، بسبب عدم قدرتي شراء أي شيء سواء من ملابس لأطفالي أو حلويات العيد، فضلا عن الوضع النفسي متعب جداً بالنسبة لي، ومخيمنا يضمن قرابة 250 أسرة 5٪ من تلك العوائل فقط استطاعت التجهيز للعيد بشكل بسيط جداً".
وختم حديثه "اليوسف" قائلاً: "نحن الآن في أرض الألم، وهذا العيد مؤلم جداً بسبب عدم وجودنا في القرية إلى جانب أقاربنا، نحن في وضع نفسي مزرٍ جداً، وسوف تقتصر المعايدات فقط على وسائل التواصل مثل (واتسآب) عبر الهاتف المحمول بسبب بعد المسافات".
بدوره، أوضح "مجد هامو" لـ"زمان الوصل" أنه: "لم يبقَ أجواء لتحضيرات العيد. بدأت أفقد ذلك الشعور وتلك الأجواء منذ احتلال معرة النعمان من قبل قوات النظام وروسيا، ومع فقدان كل شهيد يبدو لي العيد كأنه فرحة مليئة بالغصة بعيون السوريين، أتجول بالأسواق وانظر للوجوه المليئة بالتعب والمشقة، تعب الآباء في تأمين لقمة العيش والمال لسد احتياجات المنزل الكثيرة، قهر الأمهات على أبنائهم الشهداء والمعتقلين، وجوه الأطفال البريئة التي تنظر إلى الملابس الجديدة الموجودة على واجهات المحلات والألعاب المزينة بألوان مبهجة دون الحصول عليها".
ولفت "مجد" إلى أنه: "في إدلب (سوريا الصغيرة) تبدو أفضل على كل حال من مناطق سيطرة نظام الأسد رغم كل الصعوبات والقصف الذي يطال المناطق، حيث نجد خليطا من المجتمع السوري بدأ بالتماسك رغم كل التناقضات التي تشهده إدلب".
واعتبر "مجد" أن العيد الحقيقي عندما تصبح سوريا حرة ديمقراطية دون النظام وأتباعه، بعد خروج المعتقلين من السجون".
من جانبها قالت "سلوى عبد الرحمن"، وهي ناشطة إعلامية عاملة في محافظة إدلب إن "التحضيرات جداً بسيطة لهذا العيد، غالبية العوائل في محافظة إدلب اشترت ملابس لأطفالها في عيد الفطر واكتفت بها لعيد الأضحى القادم كون الفترة ما بين العيدين قريبة جداً، وهناك عوائل أيضاً لجأت إلى محال البالة (المستعملة) لشراء ملابس لأطفالها، وهناك أيضاً قسم آخر يرى بأن ملابس البالة باهظة الثمن بالنسبة لهم لعدم قدرتهم على شرائها بسبب تدني الوضع المعيشي بالنسبة إليهم".
وتابعت: "عيد الأضحى سنة من الله، ومن المفترض أن يحتفل المسلمون بهذا العيد، لكن فعيلاً نحن غير سعداء سواء في الأعياد أو في الأيام العادية وجميع أيامنا متشابهة بسبب سفك الدماء من قبل النظام وروسيا، وهناك نسبة فقر كبيرة ضمن المناطق المحررة، وهناك نزوح مستمر حتى يومنا هذا".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية