يحط فيلم "كباتن الزعتري" للمخرج المصري "علي العربي" في المهرجان الدولي للأفلام الآسيوية الذي يقام في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية تشرين الأول أكتوبر المقبل بعد أن شارك في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية ومنها مهرجان سان فرانسيسكو بأمريكا الذي أقيم بين 9 و18 أيلول سبتمبر الماضي، وتم اختياره ضمن القائمة التي تضم 15 فيلماً تم عرضها في مهرجان "صاندانس" السينمائي وصنفته مجلة "فارايتي كثاني" أفضل أفلامه.
وشارك الفيلم أيضاً في مهرجان "CPH:DOX" السينمائي الدولي في دورته الـ18 التي أقيمت في نيسان ابريل الماضي.
وتدور أحداث الفيلم الذي أنتجته شركة "Ambient Light" المملوكة للمخرج حول الشابين الصديقين "محمود" و"فوزي" اللذين يحلمان بأن يصبحا لاعبي كرة قدم محترفين.
وعلى الرغم من كونهما محاصرين بظروف صعبة، إلا أنهما ما زالا متفائلين ويمارسان الرياضة يومًا بعد يوم، وينتعش حلمهما عندما يزوران أكاديمية رياضية مشهورة عالميًا في قطر فيتاح لكليهما فرصة لتحقيق هذا الحلم. ويرصد الفيلم، وهو من النوع التسجيلي التغيرات التي يمر بها بطلا الفيلم منذ أن كانا في درعا ورحلة اللجوء إلى الأردن وكيف سعيا للوصول إلى حلمهما.
وروى "محمود داغر" -أحد بطلي الفيلم- لـ"زمان الوصل" أنه كان يلعب كرة القدم مع صديقه "فوزي قطليش" في مخيم الزعتري منذ 5 سنوات فجاء وفد مصري للوقوف على وضع اللاجئين داخل المخيم، وكان من بينهم المصور والمخرج "علي العربي"، فالتقى بنا وطرح فكرة الفيلم الذي ينوي إنجازه ويضيف أنه شرح له مع صديقه وضع اللاجئين وأن لديهما أحلاما مثل كل البشر يسعيان لتحقيقها، وبعد فترة تم الاتفاق على توثيق حياتنا اليومية وممارستنا لكرة القدم بالكاميرا واستمر التصوير لست سنوت على فترات متقطعة.
وكشف "داغر" أن تصوير الفيلم لم يقتصر على مخيم الزعتري، بل تم تصوير مشاهد منه في قطر، حيث زارا "أكاديمية سباير" هناك ولعبا في بطولة للناشئين في الدوحة.
وتابع محدثنا بداية العام الحالي 2021 تم عرض الفيلم في مهرجان "صاندانس" السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية، ونال المركز الثاني وتم تصنيفه من أفضل الأفلام الثلاثين المشاركة، كما عرض "كباتن الزعتري" في اسبانيا وسويسرا وسيتم عرضه في تشرين الأول أكتوبر القادم في لوس أنجلوس بأمريكا، وكذلك في مهرجان "الجونة" المصري، حيث سيشارك مع صديقه في افتتاحه.
وكشف "محمود" 23 عاماً أنه مع صديقه عانيا كثيراً أثناء تصوير الفيلم، وخاصة في فصل الشتاء وطبيعة الأرض الطينية في المخيم، ولكنهما كانا يصوران وكأنهما يمارسان حياتهما الطبيعية دون تصنع أو تمثيل، ومن هنا كانت جمالية الفيلم -كما يقول- مضيفاً أن المخرج سألهما ذات مرة لماذا يلعبان الكرة، فأجاب صديقه "فوزي" أنه عندما يلعب كرة القدم يشعر وكأنها خارج عالمه وليس لاجئا في مخيم منسي، وهذا ما أمده بالصبر والإرادة وتحقيق الحلم في الوصول إلى العالمية.
واستدرك المصدر "بداية لجوئنا إلى المخيم لم نكن نعرف مالذي يجري خارجه"، مشيرا إلى أن كباتن "الزعتري" يحكي عن صديقين يلعبان معا ويحلمان أن يصبحا مشهورين ومحترفين في الكرة المستديرة خارج المخيم رغم معاناتهما وانعدام الفرص وكونهما يلعبان على تراب في الصيف وطين في الشتاء وعدم وجود إمكانيات مشجعة.
وتابع محدثنا أن قصة الفيلم لا تقتصر على لعب كرة القدم، بل تحكي عن الصداقة والخيبات والأحلام المؤجلة.
وعبر الشاب القادم من درعا عن سعادته بالمشاركة في فيلم سينمائي وصل إلى المهرجانات العالمية ولأن هذه التجربة كانت ممتعة وخاصة أنها تعكس الواقع دون تزييف أو تصنع.
وأردف أن حبه لكرة القدم هو الذي شجعه على المشاركة في هذا الفيلم الذي يختصر واقعه وأحلامه، أما التمثيل فلا يعرف إن كان سيعيد تجربته، أم لا.
ولفت المصدر إلى أن أحلامه مع صديقه "فوزي" قد تكون وصلت إلى العالمية من خلال هذا الفيلم، ولكن هذا لا يعني أنها تحقق فهما لا يزالان –كما يقول – يقيمان في مخيم الزعتري ويحلمان بالحصول على فرصتهما في الدراسة ليصبح بدوره مدرباً محترفاً في كرة القدم أو كابتن بحسب تسمية الفيلم.
وعمل "علي العربي" الحاصل على درجة البكالوريوس في الاتصالات التسويقية المتكاملة من جامعة "المنصورة" كمصور ومخرج في مناطق نزاعات وحروب في العديد من البلدان والمناطق مثل العراق وليبيا وكردستان.
وأسس شركة "Ambient Light"، وهي شركة إنتاج مقرها القاهرة، حيث يركز على مواضيع مختلفة ذات صلة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل نزوح اللاجئين وحقوق النساء والأطفال.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية