أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بأي ذنب قتلت.. جريمة قتل "فتاة الحسكة" تتحول إلى قضية رأي عام

لقطة من الفيديو

لاقى مقتل الشابة السورية، "عيدة الحمودي السعيدو-18 عاماً" في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، موجة غضب عارمة واحتجاج سوري واسع، إلى جانب مطالبة قانونيين ورجال دين ومثقفين، بمحاكمة الجناة الذين تذرعوا أن الجريمة جاءت بدافع الشرف و"غسل العار".

وتروي مصادر خاصة لـ"زمان الوصل" أن القصة بدأت منذ رفض "عيدة" الزواج من قريب لها، فاتهمها أهلها بعلاقة مع شاب من المنطقة "حي الغويران" فرّ من المنطقة بعد معرفة علاقته بالفتاة، ليقتاد 11 رجلاً من أهل وذوي عيدة "عشيرة الشرابيين" إلى منزل مهجور بريف مدينة "المالكية"، ويتبادلوا إطلاق النار من أسلحة رشاشة على الفتاة، في حين أظهر التسجيل المصور الذي نشرته العائلة متفاخرة، توسل الفتاة قبل أن يتم إطلاق أولى الرصاصات على رأسها.

وتناقلت مصادر إعلامية، أن أهل الفتاة حرموها من الطعام والماء لأيام قبل جريمة القتل، وهو ما لم تؤكده المصادر لـ"زمان الوصل".

وفي حين أطلق سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ "حق فتاة الحسكة" مطالبين بمحاكمة من وصفوهم بالجناة، خصص اليوتيوبر السوري "مشعل عدوي" بثه صباح اليوم للقصة، ووصفها "جريمة بلا شرف ولا دين" سبقه الإعلامي "عدنان المقداد" بالقول: "لقذارة الفعل وقتل فتاة بدون ذنب، كفى الترويج بأنها جريمة شرف فهي ليست كذلك، هي جريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد".

وكتب الإعلامي السوري "أكرم خزام" على صفحته "فيسبوك"  قائلا "أمة تهرول نحو مزيد من التوحش"، مضيفاً: "سميت الفتاة (18) عاما "قتيلة الحسكة "، وهي من الحسكة في سوريا، ظنوا بعد رفضها الزواج من ابن عمها، أنها مغرمة بابن الجيران، فأقدم 10 أشخاص من أهلها والجيران على إعدامها رميا بالرصاص بكل بساطة، وبلمح البصر، أقدم الشبان الوحوش على إسدال الستار على حياتها بوابل من الرصاص".

كما لاقت الجريمة تعاطفاً كبيراً من سيدات ومثقفات سوريات، ففي الوقت الذي وصفت خلاله القانونية "رهادة عبدوش" من دمشق، الجريمة بـ"البشعة بحق الإنسانية" ونشرت فيديو الجريمة على صفحة "اعرفي حقك" كتبت السيناريست السورية، "سلام محمد" تتهم قصر القوانين السورية بزمن الأسد التي لم تحم المرأة: "جريمة الحسكة هي واحدة من جرائم كثيرة بحق النساء تمتد لخمسة عقود من حكم الأسد الذي لم يسن قانونا واحدا لحماية المرأة من القتل باسم الشرف او التحرش أو التعذيب النفسي والجسدي".

وتضيف الكاتبة "محمد" أن "هذا غير البعد الاجتماعي المرتبط بذكورية المجتمع واحتقاره للمرأة، يعني منظومة واحدة من التخلف والجهل والاستبداد تقيد جميع النساء بلا استثناء، لأن أقرب رجل كالزوج أو الحبيب أو الأخ وحتى الأب "مهما كانت مكانته العلمية والثقافية" من الممكن أن يمثل تهديدا لأي امرأة تتجرأ عليه، البيت أخطر مكان للمرأة والأقربون أخطر الناس عليها".

وأما القانونية "ياسمين بنشي" فدونت بمنشورها على"فيسبوك" تقول "قتلوها بدم بارد تحت ما يُسمى جريمة شرف.

أكتر من 20 رجلا وبينهم سيدة اجتمعوا على قتل الشابة، ابن عمها اللي رفضت الزواج منه وأبوها وأخوتها، أهذه هي رجولة"؟! رجولة على بنت من لحمهم ودمهم!".

 وتساءلت بنشي: "هل العادات والتقاليد البالية سبقت الأديان! هالقصص بعدنا عم نشوفها وصار لازمنا مئة ثورة على هالمجتمعات".

ولأن القضية أخذت عبر بعض المنشورات والأحاديث، بعداً دينياً أو امتداداَ للعادات والتقاليد، كتب رجل الدين السوري، "محمد حبش" على صفحته الشخصية "فيسبوك" معنونا ً"الجريمة السوداء في الحسكة" فقال "أشرار مجرمون بحجة الشرف وهم بلا شرف ولا ضمير ولا إنسانية ضد فتاة اتهموها بالخطيئة...يقترفون الجريمة ويصورونها عن عمد وإصرار وتصميم!!!".

وطالب "حبش" رجال الدين بتجريم الجناة بقوله: "لا يجوز أن تغرب الشمس قبل أن يعلن كل صوت إسلامي في سوريا يؤمن بنبي الرحمة إدانة هذا الإجرام ورفض أي تبرير لئيم قتلت فيه الفتاة البريئة....لا يوجد عبارات تشرح هذا التوحش ولكن المؤكد:
* الدين لا يحميهم من قريب ولا من بعيد، والدين اختصر مهمة النبي الكريم نفسه بقوله: إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر... فمن هؤلاء الأشرار الذين يفترون على الله؟؟  قتل إجرامي ظالم حده جهنم وبئس المصير.

* القانون أيضاً لا يحميهم بشيء وقد بات ينص أنها جريمة تامة متوحشة".
وتساءل حبش عمّن يحمي هؤلاء المجرمين ومن دفعهم إلى هذه الجريمة، ليؤكد أنهم محميون من
1-  تقاليد سوداء جاهلية حقيرة ألقوا عليها عباءة الشرف
2-  محيط جاهل غبي يزعم الدفاع عن الدين والفضيلة مرة وعن العشيرة مرة...
3-  خطاب ذكوري بائس يحتقر المرأة ويخنقها ويمنعها الحياة بحجة الحفاظ على الشرف ويمارس الجاهلية الأولى التي هاجم القرآن شرفها الكاذب بقوله: "وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت؟".

وحول ما يقال عن قصور القوانين السورية بهذا الصدد والتطورات التي طرأت على التشريعات السورية، يقول رئيس تجمع المحامين السوريين بتركيا، "غزوان قرنفل": "لطالما كانت المادة 548 من قانون العقوبات السوري الصادر عام 1949 محل نقاش وتجاذب وحملات برفض منح مرتكب جريمة القتل لدافع شريف عذرا محلا او مخففا لعقوبته.

وكان النص الاصلي للمادة يقول يستفيد من العذر المحل من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو على قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد.

فأن مرتكب القتل أو الأذى، يستفيد من العذر المخفف إذا فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في حالة مريبة مع آخر.

وحول تطور وتعديل القوانين، يضيف قرنفل لـ"زمان الوصل" طرأ على النص تعديلين الأول عام 2009 عندما فرض عقوبة الحبس سنتين على مرتكب الجريمة، ثم تعديل عام 2011 الذي رفع سقف العقوبة للحبس من 5 - 7 سنوات حبس. ليأتي التعديل الأخير عام 2010 حيث تم الغاء المادة بكليتها وصارت هذه الجريمة تعتبر جريمة قتل كغيرها من الجرائم وعقوبتها نفس عقوبة الجريمة العادية".

ولكن، يستدرك القانوني السوري، أن المسألة "بتقديري" تحتاج لأكثر من القانون، تحتاج لمناهج تعليمية تكرس مفاهيم المساواة وتحتاج لمراجعة للمنظومة الفقهية التي كرست التمييز ضد المرأة واعتبارها ملك يمين الرجل يفعل بها ما يشاء، كما نحتاج لدور تنويري من منظمات المجتمع المدني والإعلام، لأن القانون لوحده لا يستطيع إحداث تحول في مفاهيم المجتمع وعاداته هناك أدوات أخرى مساعدة وعمل دؤوب وطويل الامد لتحقيق النتيجة.

زمان الوصل
(191)    هل أعجبتك المقالة (289)

ساندي

2021-07-12

انفطر ألبي عليها إلك وين النخوة والشرف اللي بيحكوا عليه لطفلة صغيرة قليلين الشرف والناموس الله يصطفل فيهن كلياتهن ويمحيهن من على وجه الأرض.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي