أكد "الدفاع المدني السوري" في بيانٍ له، مساء السبت، إن روسيا والنظام يفاوضان المجتمع الدولي فوق دماء وأشلاء الأبرياء في سياسة ممنهجة ومتعمدة، من خلال تصعيد نظام الأسد وحليفه الروسي قصفهم البري والجوي على ريف إدلب، السبت، مستهدفين منازل المدنيين ومركزاً للدفاع المدني السوري ومنشآت خدمية، ما أدى لمقتل 9 مدنيين بينهم 6 أطفال وجنين، إضافة إلى إصابة 13 مدنيين آخرين.
وأضاف الدفاع المدني: "لا يمكن وصف ما حصل اليوم، إلاّ بأنه جريمة ضد الإنسانية متكاملة الأركان، لاسيما أن استهداف منازل المدنيين تم بقذائف مدفعية موجهة ليزرياً عالية الدقة من نوع (Krasnopol)، فيما كان استهداف مركز الدفاع المدني السوري ومحطة ضخ المياه بالغارات الجوية الروسية في قرية "الشيخ يوسف" غربي إدلب، رغم أن بناءهما المتلاصق بمكان معزول وواضح ولا يمكن أن يكون استهدافه صدفة أو بشكل عشوائي".
واعتبر الدفاع المدني أن "الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مركزاً للدفاع المدني السوري في بلدة "الشيخ يوسف" بسهل الروج غربي إدلب، والتي جاءت بعد نحو أسبوعين من استهداف مركز في بلدة "قسطون"، والذي أدى لمقتل متطوع وإصابة 3 آخرين، هي استمرارٌ لسياسة النظام وروسيا في جرائمهم الممنهجة باستهداف متطوعي ومراكز الدفاع المدني السوري وتدميرها، بهدف حرمان المدنيين من خدماتها وتهجير المدنيين من مدنهم وقراهم، ومحاولة إخفاء الشاهد على استهداف المدنيين بمختلف أنواع القصف".
ولفت البيان إلى أن "التصعيد الممنهج على الأرض تجاه الدفاع المدني السوري يترافق مع حملة إعلامية يشنها إعلام نظام الأسد وروسيا منذ أيام في محاولة لتشويه صورة المتطوعين ولتبرير قتلهم، وخاصة أن متطوعي الدفاع المدني السوري هم المستجيبون الأوائل لإنقاذ المدنيين جراء الغارات الجوية الروسية والقصف وهم الشهود الأوائل على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين".
وأشار الدفاع المدني إلى أن "هذه الجرائم التي ترتكبها قوات النظام وروسيا تأتي في سياق التصعيد الذي اعتاد عليه السوريون قبيل أي اجتماع دولي يخص القضية السورية، لتكون رسائلهم في التفاوض مكتوبة بدماء الأبرياء وتمر عبر أشلاء الأطفال والنساء، وهذا ما يثبت للعالم أن روسيا ونظام الأسد لايمكن أن يكونا يوماً بضفة السلام، فهم لا يتقنون إلا القتل والتدمير والتهجير".
ونوه بيان الدفاع المدني إلى أن "التهديد بإنهاء وقف إطلاق النار بالتوازي مع تلويح روسيا باستخدام الفيتو ضد تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات عبر الحدود لأكثر من 4 مليون مدني وعقاب جماعي لهم، يثبت أن الطريق الأسلم والأوضح لإنهاء مأساة السوريين يتجسد بالحل السياسي الشامل وفق قرار مجلس الأمن 2254، والذي يبدأ بوقف هجمات النظام وروسيا على المدنيين في شمال غربي سوريا وعودة المهجرين قسراً لمنازلهم وبمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
من جهته، قال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" إن "الهجوم والتصعيد المستمر للنظام وروسيا وإيران على ريف إدلب وحلب، والتطورات على مدار الأسابيع الماضية تكشف النوايا الخبيثة لتصعيد الأمور باتجاهات خطرة جداً"، مؤكداً في بيان له عصر السبت، أن "استمرار القتل بحق الشعب السوري على مدى 10 سنين من قبل نظام مجرم وأنظمة مارقة لا يجعل منه أمراً عادياً، بل يستدعي استنفار المجتمع الدولي، لا استرخائه ولا مبالاته!".
وتابع بيان الائتلاف: "ثمانية مدنيين استشهدوا اليوم، بينهم عائلة من أب وأم وثلاثة أطفال، جرّاء قصف بصواريخ موجهة استهدفت بلدة إبلين والقرى المجاورة لها بجبل الزاوية في ريف إدلب".
"هذه العائلة نفسها فقدت أيضاً قبل أيام قليلة 11 شهيداً من أقربائها جرّاء قصف مشابه، ما يشير إلى أنه استهداف متعمد للمنطقة، الأمر الذي سيتسبب دون شك بزيادة معاناة المدنيين وإجبار عشرات الآلاف منهم على النزوح".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية