أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الباب" عطشى.. الأهالي يناشدون لإيجاد حلول قبل حلول "كارثة وشيكة"

يضطرون لشراء المياه بأسعار مرتفعة - زمان الوصل

تعيش مدينة "الباب" شرقي حلب، أزمة حادة في تأمين مياه الشرب في ظل حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وجفاف الآبار التي تغذيها وعدم وجود آبار ضخ بديلة تكفي استهلاك آلاف السكان في المدينة.

ومع تطور الأزمة وارتفاع أسعار مياه الشرب التي تُباع عن طريق الصهاريج المُتنقلة، أطلق ناشطون محليون ومدنيون على منصات التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، حملة إعلامية بعنوان "الباب عطشى"، وذلك تجنباً لحدوث كارثة إنسانية وشيكة في حال استمر الوضع عمّا هو عليه الآن في المدينة التي تحتضن حوالي 300 ألف شخص.

وفي السياق ذاته قال الناشط الإعلامي "عمار نصار"، لـ"زمان الوصل"، إنّ مدينة "الباب" تعاني بالأصل من مشكلة قديمة في مياه الشرب، ولكنّ ملامحها ظهرت بشكلٍ واضح خلال هذه الفترة بسبب موجة الحر التي تشهدها المنطقة وقلّة الأمطار خلال فصل الشتاء الفائت وجفاف 4 آبار وخروجها عن الخدمة وانخفاض منسوب آبار أخرى.

وأضاف "بدأت مشكلة مياه الشرب في مدينة (الباب) بالتفاقم منذ ما يزيد عن أربع سنوات، وتحديداً عقب قيام قوات النظام بقطع إمدادات المياه عن المدينة من مضخة (عين البيضا)  التي تتغذى بدورها من محطة (الخفسة) القريبة من نهر الفرات".

ووفقاً لما أشار إليه "نصار" فإنّ غالبية سكان مدينة "الباب" يضطرون في الوقت الراهن إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة، حيث استغل أصحاب الصهاريج حاجة الأهالي للمياه وبدأوا برفع أسعارها ليتراوح سعر العشرة براميل (2000 ليتر) بين 35 و 40 ليرة تركية، الأمر الذي سيكلف الأسرة ما يقارب 250 ليرة تركية شهرياً وهذا مبلغ كبير جداً بالنسبة للدخل في المناطق المحررة.

ولا تقتصر معاناة أهالي مدينة "الباب" على تأمين مياه الشرب فحسب، وإنمّا تتخطاها إلى وجود مخاوف كبيرة من ظهور بعض الأمراض والأوبئة في المنطقة مثل "اللشمانيا" أو الجدري، وذلك بسبب قيام بعض ضعاف النفوس من أصحاب الصهاريج بتعبئة المياه من المسابح أو من الآبار القريبة من أماكن الصرف الصحي.


*مشاريع فاشلة
بدوره قال الأستاذ "أسامة النعوس" مدير جمعية "الإحسان" الخيرية في سوريا، في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك"، الثلاثاء الماضي، إنّ المجلس المحلي لمدينة "الباب" قام بوقتٍ سابق بمشروع بناء خزانين للمياه يتم تعبئتهما بالمياه عن طريق الصهاريج وبيعها ضمن سيّارات جوالة داخل المدينة بأسعار أقل من القطاع الخاص.

وأضاف أنّ "المشروع فشل نظراً لحجم المدينة وتعداد السكان، إضافةً إلى التكلفة الكبيرة لجر المياه، حيث إنّها تعتمد على المضخات التي تحتاج إلى مادة الديزل للعمل وهذا يكلف مبالغ مادية كبيرة جداً تصل إلى 100 ألف دولار شهرياً، يضاف إلى ذلك جفاف الآبار بأي لحظة وهذا ما حدث فعلاً". حسب قوله.

وأشار "النعوس" في منشوره إلى أنّه وخلال فترة تنفيذ المشروع عُقدت الكثير من اللقاءات مع الوالي التركي "شانون الأسمر"، وعُرِض عليه واقع المدينة والحاجة الماسّة للمياه وأنّها مشكلة كبيرة، ولكنّ كان أحد ردوده بأنّ مدينة "أعزاز" تعتمد على مياه الآبار منذ سنوات وأنّ الوضع مقبول دون إبداء اهتمام حيال الأزمة، وسط تأييد المجلس المحلي الذي يرى أنّ مشروع منظمة إنسانية سيحل مشكلة المياه، وكأنّه يعيش منفصلاً عن الواقع، وفق نص المنشور.

*حلول ومقترحات
وفيما يخص الحلول لمواجهة الأزمة، لخصّ "نصار" ما يتم تداوله محلياً بين أهالي مدينة "الباب"، ومختلف الفعاليات فيها، بالقول "على المجلس المحلي مراقبة الأسواق وتحديد الأسعار للصهاريج، والأهم العمل على إجبار نظام (الأسد) على إعطاء مدينة (الباب) نصيبها من المياه عبر محطة (عين البيضا)".

وأردف "بالإمكان استجرار المياه عبر إنشاء خط من نهر الفرات في (جرابلس)، أو استجرار المياه من بحيرات السدود التركية والتي تبعد حوالي 10 كم من الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين".

زمان الوصل
(115)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي