عبّر مئات طلاب الثانوية العامة (الفرع العلمي) في المناطق المحرة عن استيائهم من أسئلة امتحان مادة الرياضيات 2021 الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ.
وقال طلاب في أحاديث منفصلة رصدتها "زمان الوصل" إن إجابة امتحان الرياضيات هذا العام جاءت صعبة للغاية وأشبه بالطلاسم والألغاز، لافتة إلى أن كثيرا من الأسئلة تحتاج إلى وقت يزيد عن ساعتين ونصف المقررة، فيما إذا عرف الطالب حلها، وأشار الطالب "عبد الرحمن صوان" لـ"زمان الوصل" إلى أنه درس وتعب ولكنه فوجئ بغرابة أسئلة الرياضيات وصعوبتها.
وأضاف أن مستوى الأسئلة ليست متوسطة ولكنها عالية جداً وصعبة الحل على أكثر الطلاب مهارة في حل اسئلة الرياضيات مضيفاً، أنه كان يتوقع أن ينال العلامة التامة أو ربما اقل بعلامتين لا أكثر قبل دخول قاعة الامتحان ولكنه فوجئ بأن إجاباته لم تكن موفقة وربما يتعرض للرسوب في المادة التي لطالما أحبها.
وكشف أنه صُدم بشكل كبير من نوعية الأسئلة وفقد توازنه في قاعة الامتحان وحتى الأسئلة التي يعرف حلها باتت –كما يقول- مستحيلة بالنسبة لحاله.
وروى أن عدداُ من أقرانه الطلاب أصيبوا بحالات إغماء داخل القاعة فيما توفي الطالب "أحمد الرحيل" من بلدة جرجناز نتيجة أزمة قلبية بعد تقديمه امتحان هذه المادة علماً أنه من المتفوقين، حسب قوله.
ولفت "صوان" نقلاً عن شخص من داخل حلقة وضع الأسئلة أن الأسئلة جاءت من خارج نطاق التربية في إدلب، مضيفاً أن من وضع الأسئلة هذا العام استاذ يدعى "محمد كريم السعد".
وبدوره رأى عالم الرياضيات "جمال أبو الورد" على صفحته في "فيسبوك" أن الأسئلة التي تم توجيهها كاختبار لمادة الرياضيات للصف الثالث الثانوي هذا العام 2021 قوية بشكل عام وهي موجهة للطلاب الذين مستواهم العلمي فوق الوسط وبالنسبة لطلاب الصف الثالث الثانوي العلمي حسب المنهاج تعتبر أصعب الموجود، وخاصةً المسألة الأخيرة.
وأعرب أبو الورد عن اعتقاده بأن مثل هذه الأسئلة كان من المفترض أن توجه للطلاب الذين يعيشون حياة دراسية طبيعية وليس طلابنا، وكان من المفترض أيضاً أن يكون هناك تدرجاً في وضع الأسئلة مع مراعاة وضع الطلاب ويكون هناك سؤال واحد فقط موجه للطلاب المتفوقين من أجل معرفة القدرات العقلية ويتم من خلاله المفاضلة من حيث تعيين الطلاب الأوائل.
وأردف ابو الورد أن الأسئلة بشكل عام تتسم بطابع الصعوبة بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية ويجب أن يكون هناك مراعاة بأن مستويات الطلاب وقدراتهم ليست كمستوى المدرسين ومقارنة مع دول الجوار التي تعيش حياة طبيعية نجد أنه لايوجد تكافؤ لأن أغلب الأسئلة تكون على النمط الأمريكي في اختيار الإجابات الصحيحة أو حتى النظام الفرنسي من حيث تدرج المستويات.
وفي السياق ذاته علق Ghaith Zakkour أن وزارة التربية التابعة للحكومة المؤقتة تفتقر لنظرة استراتيجية بعيدة المدى، مضيفاً أنها كان يجب أن تعرف نتيجة الاستمرار الدائم بالمفاضلات المتدنية وحل المشكلة لا يكون الحل فجائياً بهذه الطريقة المدمرة لمستقبل الطلاب، وعقب Shahen Kaesr Shahen أن الاسئلة التي تم وضعها صعبة بالنسبة لطلاب عاشوا في مكان القصف والدمار وحالة النزوح التي حصلت في شمالنا السوري معرباً عن اعتقاده بأن قطاع التربية لايراعي وضع الطلاب بل يعمل على تفشيلهم للأسف، ورأى "أحمد الاحمد" أن الاخلال في مراعاة الفروق الفردية للطلاب من خلال اسئلة الاختبار ينعكس سلبا على المردود التربوي وهو خلل خطير في العملية التربوية".
وشبّه Nayef Sultan وضع اسئلة الرياضيات بمن يحاول بناء سقف معلق بالهواء دون جدران وذلك بعد ماتم تدمير التعليم وذلك بتهميشه من جهة وهروب باقي المدرسين إلى الصحة المجتمعية من جهة أخرى وتطوع القلة المتبقية وبعد كل هذا يطلب من الطالب-كما يقول- أن يكتب في الاختبار اتركوا الطلاب في مأساتهم ومعاناتهم، وطالبت "نيفين السيد احمد" بإعادة امتحان الرياضيات والفيزياء للشهادة الثانوية فالطلاب حس قولها ظلموا، وتابعت الا يكفي الفقر .. الغلا. التهجير ...الا يكفي الافكار المشوشة والحرمان.
ولم يصدر عن وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة الإنقاذ أي تعليق بخصوص امتحان الرياضيات لطلاب الشهادة الثانوية، وحاولت "زمان الوصل" الوقوف على رأي مدير دائرة الإمتحانات في الوزارة "عبد اللطيف سلامة " من خلال التواصل معه عبر تطبيق "واتس آب" ولكن دون أن تتلقى رداً أو إجابة ولذلك تترك الباب موارباً لأي رد أو تصويب بهذا الخصوص.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية