اضطر عدد من طلاب المرحلة الثانوية في مدينة "الرحيبة" إحدى مدن "القلمون" الشرقي بريف دمشق، أمس الأربعاء، إلى ركوب سيّارة مخصصة لنقل الماشية-كما وصفها أبناء المدينة- بدلاً من الحافلات، من أجل الوصول إلى مراكزهم الامتحانية المخصصة لهم في مدينة "القطيفة" المجاورة، وذلك بسبب أزمة المواصلات التي تشهدها المنطقة وغياب المعنيين الحكوميين عن شؤونها.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة الطلاب وهم يتخذون من سيّارة الماشية وسيلة للنقل، واستهجن أحد الموالين من منطقة "القلمون" الحادثة مخاطباً المعنيين بالأمر بالقول "السادة الرفاق في منطقة القطيفة.. هؤلاء ليسو عمال بناء، إنما طلابنا الأعزاء بناة المستقبل، ما حلوة يروحوا على الامتحان، من مدينة الرحيبة على القطيفة هيك".
إحدى الصفحات المحليّة في مدينة "الرحيبة" سارعت إلى توضيح ملابسات الحادثة بالقول إنّه "تمّ التواصل مع أحد أصحاب البولمانات من مدينة الرحيبة، وتمّ التأكيد عليه بأنّه قام بتأمين باصات لنقل الطلاب إلى مراكز الامتحان".
في المقابل أثارت الصورة المتداولة موجة غضب وسخط الكثيرين داخل مدينة "الرحيبة" وخارجها، لا سيما أنّها تأتي بعد فترة قصيرة من "الانتخابات الرئاسية" الأخيرة، والتي لم تنقطع فيها "الأعراس الوطنية" ومواكب السيّارات الجوالة الموالية لـ"رأس النظام" في عموم المنطقة.
وعلّق حساب باسم "أبو القسورة" على صورة الطلاب التي نُشرت في إحدى الصفحات التي تعنى بشؤون المدينة، بالقول "من أهم منجزات الفترة الرئاسية الجديدة نقل الطلاب بسيّارات الغنم كما نقلت آنسات الساحل بالبيكابات سابقاً، فعلاً خلص العرس الوطني وبلشت الدخلة، ولسى الخير لقدام"، حسب وصفه.
وكتب حساب آخر باسم "منتهى الصراحة" قائلاً "جيرود مركز امتحانات، والرحيبة إمارات القلمون يذهب طلابها للامتحان بالقطيفة بسيّارة حيوانات، فعلاً اللي استحوا ماتوا؟".
وأضاف "ياعضو مجلس المحافظة ومجلس الشعب ومجلس المدينة وياعضو قيادة شعبة وياضريبة التقارير ويا أصحاب الخط الحلو، ليكن بعلمكم :كل من يصادفكم في الشارع أو في مجلس أو في محفل يبصق عليكم لأن مناصبكم مكافأة وليست كفاءة".
أحد الطلاب ممن استقلوا السيّارة علق ساخراً على حاله وحال زملائه بالقول "لك بسيطة رحنا ورجعنا.. انشهرنا بالمعضمية والقطيفة، كل ما نمر من قدام حدا يصورنا"، حسب تعبيره.
في موازاة ذلك أوضحت أوساط أهليّة في مدينة "الرحيبة" لـ "زمان الوصل"، أنّ "مديرية التربية" في ريف دمشق لم تكترث لهذه الحادثة، واعتبرت أنّ المشكلة لا تخصها بل هي من مهام الشركة العامة للنقل الداخلي، مع العلم أنّ هذه المشكلة لا تقتصر فقط على الطلاب وإنّما على المدرسين (ذكور، إناث) من أبناء المنطقة؛ إذ يواجهون بدورهم مصاعب كبيرة للوصول إلى مراكز المراقبة والتصحيح.
وبحسب المصادر فإنّ مدينة "الرحيبة" تعاني ومنذ عقود طويلة من مشكلة في المواصلات العامة، كما أنّ قسماً كبيراً من ذوي الطلاب لا يملك سيّارات خاصة لنقلهم إلى الوجهة التي يريدونها، أو أنّهم غير قادرين في الظروف الحالية على تخصيص باصات أو "سرافيس" مأجورة تقوم بنقلهم وإعادتهم أيام الامتحانات.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية