أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

همجية الأسد تعمّق جراح السوريين بحرق محاصيلهم الزراعية غرب حماة

من أطراف قرية "المنصورة"

كثّفت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها بشكلٍ متعمد، من قصفها المدفعي والصاروخي على مدار الأيام الثلاثة الماضية، مستهدفةً الأراضي الزراعية الوافرة بمحصولي القمح والشعير في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، شمال غرب سوريا، ما أدى لنشوب حرائق ضخمة في مساحات واسعة من تلك الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها سكان المنطقة في تأمين لقمة عيشهم.

وقال الناشط "محمد عبيد" العامل في منطقة ريف حماة لـ"زمان الوصل" إن قوات الأسد المتمركزة في معسكر "جورين"، استهدف بثلاث قذائف صاروخية، صباح السبت، الأراضي الزراعية المحيطة بقرية "المنصورة" في منطقة سهل الغاب غرب المحافظة.

وأضاف: "القصف كان متعمداً بهدف إشعال النيران ضمن المحاصيل الزراعية، التي عانى أصحابها خلال زراعتها  خشية الاستهداف وارتكاب مجازر من قبل قوات الأسد".

وأوضح "عبيد" أن القصف تسبب باحتراق ما يزيد عن 100 دونم من محصولي القمح والشعير، لافتا إلى أن الأهالي تمكنوا بشق الأنفس من إخماد الحريق من خلال إحاطة النيران بساتر ترابي مستخدمين الجرارات الزراعية والدراجات النارية على الرغم من خطورة المكان بسبب رصدهم من قبل معسكرات النظام المنتشرة على مقربة من المنطقة.

وأشار "عبيد" إلى أن قوات الأسد افتعلت حريقاً الخميس الفائت، إثر قصفها بالصواريخ مستهدفةً الأراضي الزراعية المزروع معظمها قمحا وشعيرا في محيط منطقة "السرمانية" ضمن منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، بالإضافة لإحراق 20 دونما أيضاً من المحصولين يوم أمس الجمعة، بفعل القذائف التي استهدفت محيط قرية "المشيك" في الريف ذاته.

من جهته، قال الناشط الحقوقي المحامي "عبد الناصر حوشان" لـ"زمان الوصل" إن الحرب الاقتصادية على الشعب السوري كانت معركة ممنهجة وأسلوب عمل من أدوات الحرب الشاملة بما فيها النظام وروسيا وإيران على الشعب منها "الحصار، والتجويع، والنهب، والسلب، والمصادرة، والتدمير، والحريق".

وأضاف حوشان: "مع حلول موسم الحصاد في كل عام يقوم النظام والميليشيات الداعمة له بمصادرة المواسم والمحاصيل الزراعية، ويتقاسمها شبيحته وضباطه الذين تقاسموا مناطق النفوذ والأراضي وما عليها من أشجار ومحاصيل، فكانوا يعهدون زراعتها وفلاحتها وجني محاصيلها إلى متعهدين ممن انضم إلى مجموعات التشبيح، وكل متعهد يتبع الجهة الأمنية التي تسيطر وتستولي على الأراضي".

وتابع الناشط الحقوقي: "نشأت في هذه الظروف فئة من هؤلاء الشبيحة أوكلت إليها مهمات السمسرة والابتزاز، والسرقة، وقطع الأشجار وتسويقها في أسواق خاصة بهم على غرار (أسواق السنّة) التي انشأها عناصر الجيش والضباط والشبيحة التي امتهنت (تعفيش) المدن و البلدات والمنازل وغيرها".

ولفت "حوشان" إلى أن "حرق المحاصيل أو قطع الأشجار كانت هي سياسة الأكثر إيلاماً وأفدحها خسارة بالنسبة للمواطن السوري، إذ إنها تأتي ليس فقط على المواسم، بل تلحق به خسارة تكاليف الإنتاج من زراعة وخدمات الرعاية والتي تثقل كاهله في ظل غلاء الأسعار وتدهور قيمة العملة وندرة المواد".

واعتبر المحامي أن "هذه الحرب نوع من أنواع العقاب الجماعي ذو بعدٍ طائفي وسياسي، إذ إنها في كل أحوالها تستهدف المعارضين، والثائرين وأهاليهم وأبناء قراهم ومدنهم لا لشيء سوى أنهم من فئة أو طائفة معيّنة، وهي (الطائفة السنّية)، وهذا ما أثبتته كل العمليات العسكرية، وأساليب الحرب الاقتصادية موضوع البحث، وخرائط الاستهداف التي تُظهر أن المناطق المستهدفة هي مناطق مختلطة الطوائف والمذاهب وأن المقصودين هم من طائفة معيّنة ومحددة بالذات".

محمد كركص - زمان الوصل
(86)    هل أعجبتك المقالة (91)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي