أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ناطورة المفاتيح".. تحملت الاعتقال والتعذيب وغياب الزوج ورحلت بصمت

حياة عجاج

أعطت من اسمها للناس والنباتات نصيباً ولم تستسلمِ وكانت نبع أمل وفرح لكل من يأتيها، تكابر على ألمها وتخفي مواجعها وتعبها، هكذا وصفت إحدى بنات المعتقلة الراحلة "حياة عجاج" والدتها التي أطلق عليها بعض أصدقائها لقب "ناطورة المفاتيح"، ورحلت ذات يوم آذاري من عام 2020 بعد أن قاومت الاستبداد السياسي والقمع لسنوات طويلة ودفعت ثمن ذلك اعتقالاً ومرضاً وملاحقة وصبراً على اعتقال الزوج لأكثر من 15 عاماً وضحت بالغالي والنفيس في سبيل حياةٍ تليق بالسوريين.

تنحدر الراحلة "حياة عجاج" من مدينة "دير عطية" في القلمون، ولكنها ولدت ونشأت في مدينة حماة، حيث كان والدها يعمل فيها أثناء أحداث حماة في الثمانينات، وآنذاك عادت عائلتها إلى دير عطية، ولكن حياة بقيت في حماة لأنها كانت تدرس في أحد المعاهد الهندسية بحلب وانضمت إلى صفوف حزب العمل الشيوعي واعتقلت في حملة القمع عام 1983، ونقلت مع مجموعة من رفيقاتها إلى سجن "المسلمية" بحلب.

وتروي ابنتها لـ"زمان الوصل" أن والدتها تعرفت على والدها المعارض "صفوان عكاش" آنذاك واقترنت به في مدينة حلب، وعندما بدأ النظام حملته الشرسة على أعضاء حزب العمل الشيوعي تم اعتقاله مع والدتها التي كانت حاملاً بها آنذاك ولكنها خرجت بعد 3 أشهر.

وتضيف محدثتنا أن والدتها أضاعت بطاقتها الشخصية وكانت في حماة آنذاك، فطُلب منها مراجعة فرع الأمن السياسي في حماة وعندما ذهبت إلى الفرع تذكّرها أحد ضبّاط الأمن الذين كانوا يعملون في حلب ونُقل أيضاً إلى حماة، فاستقبلها ساخراً: هذا أنتِ أهلاً وسهلاً، علينا أن نكرِم ضيافتك فقد قصَّرنا في حقك بحلب فقد كنت حاملاً، ولم تأكلي حصتك الكافية كزميلاتك واستدعي العناصر ليكلفهم بعمل حفلة تعذيب لحياة التي خرجت منها بأقدام متوَّرمة، وأثناء ذلك كان زوجها القيادي في حزب العمل الشيوعي معتقلاً وتحملت "حياة" شروط حياةٍ قاسية في ظل اعتقاله ومواجهة متطلبات العيش لوحدها أكثر من عقدٍ ونصف!

وتابعت أن والدتها كانت مواظبة على زيارة والدها في سجن "عدرا" إلى حين تم نقل المعتقلين إلى سجن تدمر ومنعت الزيارات عنهم، وكانت تعيش من راتب وظيفتها في الإسكان العسكري وتصرف على عائلتها الصغيرة.

وتضيف أن عائلتها انتقلت إلى "دير عطية" مع بيت جدها وبعد 4 سنوات أي بعد الإفراج عن والدها انتقلت العائلة إلى حلب.

وكشفت ابنة الراحلة أن والدتها تعرضت لمرض عضال مدة سنتين انتصرت عليه في الجولة الأولى بحبها للحياة وقوتها الداخلية، ثم عاد إليها العضال مرةً أخرى في 2017، واستمرت معاناتها ومواجهتها بصمتٍ، حتى تمكّن منها ووضع حداً لحياةٍ حافلةٍ بالحب والعطاء بتاريخ 30/ 3/ 2020.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(157)    هل أعجبتك المقالة (151)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي