أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أنكر الاتهامات وألصقها بأخيه..صحيفة هولندية تدخل منزل متهم بجرائم حرب اعتمادا على "زمان الوصل"

تحدثت صحيفة هولندية عن ملاحقة متهم بارتكاب جرائم حرب تابع لقوات الأسد في عددها الصادر السبت الماضي.

وقالت صحيفة "الخمين داخبلاد" (Algemeen Dagblad) إنها استقت معلوماتها عن المتهم الذي أطلقت عليه اسما مستعارا (محمود) من أحد تقارير "زمان الوصل" التي أفردت مساحة لملاحقة المتهمين بجرائم الحرب ضد السوريين.

ولجأ الكثير من قوات الأسد وعناصر وقادة ميليشياته، متسترين باللباس المدني مستغلين موجة اللجوء وتعاطف الأوروبيين مع السوريين من ضحايا هجمات الأسد بكل ما توفر لديه من أسلحة بما فيها المحرم دوليا. 

الصحيفة التي تحدثت في التقرير نفسه عن اختفاء متهم آخر بارتكاب جرائم حرب فجأة، قالت إنها زارت "محمود" في منزله في "روتردام"، حيث يعيش منذ 3 أشهر، وهناك استقبلهم بحفاوة مع القهوة العربية في منزله الذي يبدو، حسب الصحيفة، مكاناً بعيداً عن أجواء الحرب السورية والتي يدعي "محمود" أنه هرب منها، مؤكدة "من الواضح أنه لم يهرب، حيث يتهمه سوريون آخرون بأنه كان عضوًا في ميليشيا ممن يطلق عليهم في سوريا (الشبيحة) جلادو الأسد".

ينفي "محمود" هذا الادعاء ويزعم أنه غادر مسقط رأسه لأنه لم يرغب في الالتحاق بالجيش لكونه لا يريد القتل نيابة عن الأسد.

وتتحدث الصحيفة عن مقال بشهادات للضحايا،  وصور باللباس العسكري محاطا بجنود والجميع يحمل كلاشنكوف" نشرتها "زمان الوصل" كواجد من الأدلة ضد "محمود".

 ونقلت إن "محمود" كان ينتمي إلى ميليشيا استعملت العنف في وقف الانتفاضة الشعبية واعتقال المئات من المتظاهرين بالإضافة لمئات تم تعذيبهم وقتلهم حين اقتحام المدن.

لكن "محمود" ينفي الاتهام مدعيا أن الصور تعود لأخيه التوأم الذي يخدم في جيش النظام في سوريا، بينما هو فر من هناك لأنه لا يريد أن يُقتل نيابة عن الأسد.

ترى الصحيفة أن وجود هؤلاء يمثل أحد الجوانب المظلمة لتدفق اللاجئين الذين قدموا إلى أوروبا من سوريا، مشيرة إلى وجود 10 لاجئين آخرين قيد المحاكمة معظمهم من المتطرفين المنتمين إلى تنظيم "الدولة" و"جبهة النصرة".

 الصحيفة تتساءل "لكن ماذا عن هذا الجانب الآخر، مع الشبيحة؟ الذين بفضلهم اختفى آلاف المعتقلين في السجون، ولم يخرجوا أحياء، كم منهم يتعرض للملاحقة هنا؟ الجواب: لا يزال صفرا"، وتتابع في تقريرها أن هذا لا يعني تجاهل مقاتلي النظام في أوروبا.



*أرشيف "زمان الوصل"
وألمحت إلى الاستعانة بمعلومات وخبرة "زمان الوصل" بهذا الشأن، مشيرة إلى أن الموقع المحسوب على المعارضة يمتلك أرشيفا ضخما للوثائق من جيش الأسد وقوات الأمن والميليشيات، والنتيجة هي سلسلة من القصص الاستقصائية التي يتم فيها اتهام لاجئ سوري واحد تلو الآخر علانية.

كما يتم الأمر أيضا من خلال مجموعات "فيسبوك" أنشأها السوريون الذين فروا الى أوروبا والذين يريدون من أتباع الأسد أن يدفعوا ثمن أفعالهم، وغالباً ما يكون التنسيق متبادلاً بين المواقع.

ويتلقى فريق الجرائم الدولية التابع للشرطة الوطنية الهولندية هذا النوع من الصور طوال الوقت، حسب الصحيفة التي تنقل عن "فينسينت سيليسن" رئيس فريق التحقيق الذي يبحث عن مجرمي حرب أجانب في هولندا: "ماذا تقول حول صورة لرجل بلحية وبندقية كلاشينكوف؟"
وتضيف "يعرف هو و(آن فان دورين)، أحد المدعين الثلاثة الذين يحاكمون مجرمي الحرب، مدى سهولة صنع ذلك".

*فبركة بين السوري والعراقي
ويحكي "سيليسن" عن مثال آخر لصورة لرجل مقطوع الرأس في يده، ورد ذكره على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذا إرهابي تابع لداعش في منطقة "الأزك" في "تير أبيل" في هولندا، عندها ستدق جميع أجراس الإنذار يقول: "لكننا عرفنا تلك الصورة بالفعل، ولم يكن ذلك الرجل في هولندا، ولكن في النمسا ثم فنلندا لاحقًا".

والأهم بحسب المحقق فإن الرجل المذكور لم يكن من سوريا، وإنما من العراق. كما أنه لم يكن عضوا في تنظيم "الدولة"، بل كان عضوًا في ميليشيا عراقية.

يذكر "سيليسن" أيضًا أمثلة عن سوريين اتُهموا خطأً علنًا، على سبيل المثال بسبب نزاع عائلي، أصبح العبث بالمواد المرئية أصبح سهل، حيث بحسب قوله يكفي أن يكون لديك فوتوشوب وبإمكانك وضع الشخص بجانب أي شعار أو علم ميليشيا وهذا يحصل كثيرا.

ويضيف: "في الحروب السابقة مثل أفغانستان أو راوندا أو يوغسلافيا السابقة لم يكن هناك الهواتف المحمولة ولا فيسبوك، سوريا هي الصراع الأول الذي تلعب فيه وسائل التواصل الاجتماعي دوراً رئيسيا، هذه نعمة لكنها في بعض الأحيان نقمة".

ويوضح بأن النعمة تأتي بشكل دفق لا نهاية له من الصور ومقاطع الفيديو، والتدقيق في تلك اللقطات هو أحد الأشياء التي يقوم بها "سيسلن" ورفاقه، ويتكون الفريق من 43 وظيفة بدوام كامل، بكادر كامل من المحققين عبر الإنترنت، والمحققين الماليين، ومحامين ومترجمين.
في هولندا تقوم بالمساعدة أيضاً الشبكة القانونية السورية، التي يجتمع فيها المحامون السوريون ونشطاء حقوق الإنسان وطلاب القانون في مكافحة مجرمي الحرب. 

وتنقل الصحيفة عن السورية ليال لحام "نحصل على نصائح من المجتمع أو نشاهد مقالات في وسائل الإعلام، أنت تحاول أن تغوص في التفاصيل حول الشخص من هو؟ اين كان يعيش في سوريا؟ تحاول العثور على شهود من خلال شبكتك". 

بعد ذلك تنقل "لحام" ورفاقها هذه التحقيقات إلى فريق الجرائم الدولية، لكها تقول "بأسف ماذا يحدث لتحقيقات الحرب؟ "نحن لا نسمع عن ذلك، إنه لأمر محبط أن تقضي الكثير من الوقت في مثل هذه الأنواع من التحقيقات ولا تعرف ما لذي تفعله الشرطة بها؟!".

بينما يؤكد "سيليسن" أنه يجري النظر في الأمر بجدية، لكن إبقاء منظمات حقوق الإنسان على اطلاع بتحقيقات الشرطة الجارية أمر مستحيل.

ويردف "الاهتمامات كبيرة جدا، افترض، بأي شكل من الأشكال، أنه أصبح معروفًا أننا نحقق في مشتبه به، ثم أمكنه الهروب فجأة"، مشيرا إلى أن ذلك حدث بالفعل "حققنا مع شخص من جانب النظام السوري وهرب فجأة، عاد إلى سوريا، هذا أمر محبط جداً".

*"محمود" ينكر
وتعيد الصحيفة حديثها عن "محمود"، ناقلة عنه أنه بعد (مزاعم) جرائم الحرب التي تم نشرها على الإنترنت، فقد امتلأ صندوق الوارد لديه بالتهديدات.

لكن ماذا بشأن الادعاءات تتساءل الصحيفة؟ لكون "محمود" بالفعل يشبه الرجل الذي يرتدي الزي الرسمي في الصور المتداولة على الإنترنت. 

إلا أن ناشطا سوريا في مجال الحقوق المدنية من نفس المدينة يقول، كما نشرت الصحيفة "إن قصته مثيرة للقلق، نعم، كان لديه عمله الخاص، لكنه وشقيقه أيدا النظام".

ويضيف: "تجول محمود ببندقية وطلب أوراق الهوية عند نقاط التفتيش".

و"هناك أيضًا روايات يُزعم أنه عذب فيها أو حتى قتل أشخاصًا، لكنني لا أعرف ما إذا كان هذا صحيحًا" يختم الناشط.

وتنقل الصحيفة عن المحققين في فريق الجرائم الدولية التابع للشرطة الوطنية الهولندية توضيحهما بأن مقاتلي نظام الأسد يحظون باهتمامهم. بينما يزعم النائب فان دورين: "أهل النظام ما زالوا في السلطة (القمة)، هم لا يفرون، وبالتالي لدينا عدد أقل من الجناة المحتملين من جانب النظام".

ناشطون سوريون أبدوا لـ"زمان الوصل" استعدادهم لتفنيد ما قاله "دورين"، لعل ذلك يحدث مستقبلا لتصويب الصورة التي تسكن مخيلة بعض المسؤولين في هولندا.

حسن قدور - زمان الوصل
(251)    هل أعجبتك المقالة (208)

2021-05-04

تحية كبيرة لجهودكم.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي