أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صناعة القباقيب تواجه الانقراض

توشك صناعة القباقيب، وهي النعال الخشبية العالية، على الانقراض في سورية.

فحتى منتصف القرن الماضي كانت أسواق دمشق تضم ما يزيد عن مئتي ورشة لتصنيع وبيع القباقيب، لم يبق منها الآن سوى أربعة فقط .

وقد نتج تراجع صناعة القباقيب عن المنافسة غير المتكافئة من قبل النعال البلاستيكية والاسفنجية الخفيفة والرخيصة، الى جانب نمط العمارة الحديثة، حيث البيوت تبنى فوق بعضها، ولا تتسامح مع الجلبة التي تحدثها قرقعة القباقيب.

ويقول أحد الباعة الاربعة الذين ما زالوا يمارسون المهنة منذ أكثر من نصف قرن للبي بي سي "هذه المهنة تعيش أيامها الأخيرة، لا أحد من الشباب يتعلم صناعة القباقيب لأنها لم تعد مربحة على الاطلاق، الطلب ضعيف جداً، والعائد زهيد"

ويحاول صانعو القباقيب تطويع القبقاب لمتطلبات الحياة العصرية، فيضعون له طبقة من المطاط في أسفله لتخفيف الصوت الذي يصدره، ويغلفونه بمواد تقلل امتصاصه للماء لإطالة عمره وحمايته من التعفن والتفسخ، ويلونونه ويزركشونه لجذب المشترين وخاصة من صغار السن.

البعض وصل الى حد صنع القباقيب كلياً من البلاستيك والمطاط.

وبفضل ميزاته وهي الثبات ومقاومة الانزلاق والارتفاع عن الارض، يستمر استخدام القباقيب اليوم في البيوت العربية، وهي بمصطلح أهل الشام البيوت التي لاطوابق فيها ولا جيران يزعجهم صوت القبقاب.

ويستمر استخدامه في أماكن الوضوء في المساجد لتجنب الماء غير الطاهر، وفي الحمامات العامة لتجنب التزحلق والبلل وللحفاظ على التقاليد كما يقول السيد بسام كبب وهو صاحب احد أشهر حمامات دمشق "مازلنا نستخدم القباقيب في الحمام ، لأن فيها مميزات عملية، وللحفاظ على تقاليد أجواء الحمامات العامة القديمة".

وتلقت صناعة القباقيب دعماً غير منتظر من المسلسلات التلفزيونية الشعبية السورية التي حققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين في العالم العربي، فذكرت ملايين المشاهدين العرب بالمكانة التي كان يحتلها القبقاب في حياة سكان المنطقة في القرن الماضي، وباستخدامه على نطاق واسع في ذلك الحين.

 
ويشكر صانعو القباقيب لدريد لحام الممثل السوري الأشهر، أنه أعاد الاعتبار للقبقاب بأسلوبه الفكاهي المحبب، حيث جعل من لبس القبقاب جزءا من شخصية " غوار" التي تقمصها في مسرحياته وأفلامه السينمائية ومسلسلاته التلفزيونية.

ويؤيد أطباء استخدام القبقاب الخشبي، ويؤكدون أنه وبعكس النعال البلاستيكية أو المصنوعة من المطاط، يحمي جلد الرجلين من الرطوبة والحساسية والتسلخ.

ولا يتردد بعض حماة البيئة في تشجيع لبس القبقاب الخشبي لأسباب تتعلق بحماية البيئة، فخشب القبقاب يذوب في الطبيعة بعد استهلاكه، بينما تبقى نعال الطاط والبلاستيك لتؤذي الطبيعة لسنين طويلة، طويلة جداً.

BBC
(119)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي