انا من المؤمنين باْن كل عربي يجب ان يبداْ نهاره بمزاج سوداوي ... لماذا؟... لاْن ليس هناك ما يدعو للسرور والتفاؤل اطلاقاً .
يكفيك ان تتابع نشرة الأخبار اليومية على الجزيرة و شبه الجزيرة مع فنجان القهوة التركي او كوب الشاي السيلاني وهناك حل آخر فنحن العرب خير من اخترع الحلول البديلة تابع عزيزي العربي مذيعات التلفزيون " ام نص لسان " وهي " تتطعج " و " تتبهرج " و " تتغنج " على مراْى من ملايين البشر
اما اذا لم ينفع هذا الاسلوب , فاْني اقوم بالتهام فطوري بسرعة , واقفز الى اقرب كشك يبيع جرائد عربية واقوم بشراء ما تيسر منها وابداْ بتصفحها لا حباً في اخبارها وصفحاتها بل ليقيني ان ما ابحث عنه من تعكير المزاج و السوداوية موجود حقا
اطالع بنهم .... حتى أشعر بنشوة خارقة ....حتى أنك تراني ارتحت كما لو ان حملاً ثقيلاً قد انزاح عن كاهلي .
واحس نفسي باْني عربي اصلي .... محبط ... جهم الوجه , ينظر الى الدنيا من خلال منظار رمادي
فاْسارع الى عملي وانا مسرور ..." بسوداويتي " ؟
وأتذكر المتل الشعبي الذي يقول :
" أسمع كلامك يعجبني ... أشوف امورك أستعجب "
والسؤال الذي يطرح نفسه معك كل صباح .... إلى اين يمكن ان يصل العرب ؟!
لقنت المبادئ القومية منذ كنت صغيرا و كبرت عليها ... احببتها بالمجمل .... ولكني صعقت بالواقع العربي المتشرذم ... ووجدت ان كل ما تعبت في إحيائه في نفسي وانا صغير تبخر تحت نعال انصاف الرجال العرب ....
هل اصبحت التركيبات الطائفية للمجتمعات العربية هي القوة الضاربة والعصب المحرك لأي تحرك سياسي ؟
أين الأحزاب العلمانية ...! أصبحنا أصدقائي ملتزمين طائفيا لا عروبيا ... و العروبة اصبحت أقل ما يقال عنها انها وصمت عار في عروق كل من يعيش على اجزاء الوطن العربي المفتت
أسأل نفسي مرة أخرى ... و أسألكم .... هل نحن نحتاج لتقسيمات أخرى فوق تقسيماتنا كي نعيش بهناء ... وسعادة .... ورقي .... ورفاه .
تذكرت صديقي زياد ... بعد ان شرد ... وهدم منزله ... وضاع اهله تحت الأنقاض .... وذابت كرامته كاللعاب تحت نعال حكامنا الأشاوس .
ذهب إلى بلاد العم سام ليعمل في مزرعة للأبقار .... ناده مرة صاحب المزعة ... قال له انت عربي إرهابي ... مقامك مقام البقرة التي هناك .
منذ فترة ارسل لي زياد رسالة من الهند " الياس " ضع عروبتك بين قوسين منيعين ...أنا في الهند الآن أعمل هناك حتى إذا ما نعتني بعروبتي وقال " بقرة "! فهي على الأقل تعبد هناك!!!
ومازلت اشكر ربي أنني مازلت من فصيلة الثديات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية