أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عمر أبو نبوت".. وثق يوميات الثورة في درعا وقضى برصاصة قناص

أبو نبوت - أرشيف

لم يتمكن الشاب "عمر أبو نبوت" الملقب بـ"أبي تيم الحوراني" من الحصول على الثانوية الفندقية التي كان يحلم بها، ولكنه التحق بمدرسة الثورة وانخرط في صفوفها منذ أيامها الأولى واضطر لترك دراسته بسبب نشاطه الإعلامي ونقله للأحداث الميدانية في مدينة درعا، من مظاهرات سلميّة إلى نقل وتوثيق المعاناة والانتهاكات التي يتعرّض لها المدنيّون في محافظة درعا، وتوثيق وحشية نظام الأسد وجرائمه بحق الأهالي.

ويقول مصدر فضل عدم ذكر اسمه "لـ"زمان الوصل" إن "عمر" المولود في حي "العباسية" بدرعا البلد 7/31/ 1993 درس المراحل الابتدائية والإعدادية إلى الصف الحادي عشر واضطر لترك الدراسة بعد اندلاع الثورة السورية، وكان من أوائل المشاركين فيها بدرعا.

وأضاف أن "عمر" التحق بداية بكتيبة "عبد الله بن عمر" ثم كتيبة "أسد الله حمزة"، وشارك كمقاتل في عدة معارك ومنها معركة "تحرير العباسية" و"معركة تحرير الصوامع" و"ذات السلاسل"، ثم ترك السلاح وانتقل للميدان الإعلامي، وخاصة أن المدينة كانت تعاني ضعفاً في هذا الجانب، وعمل إعلامياً لعدة فصائل ومنها "تجمع الإيمان" و"لواء حمص الوليد" و"فرقة 18 آذار و"فصيل الهندسة والصواريخ" الذي كان قائده "أبو قصي أكراد"، وكان من مؤسسي وكالة "نبأ الإعلامية" و"تجمع أحرار حوران" وغطى بكاميرته وقائع مصوّرة لعشرات المعارك الضارية بين الثوار وقوات الأسد في محافظة درعا، من بينها معارك "الرّماح العوالي" و"عاصفة الجنوب"، وكان آخرها الموت ولا المذلة والتي انطلقت في 12 شباط فبراير/2017 متحديًا بذلك المصاعب والمخاطر نتيجة تغطيته الإعلامية، وعمل كذلك في "منظمة آفاق" كإعلامي وكان يقوم بتصوير الحملات الإغاثية والمساعدات الإنسانية.

وكشف المصدر أن "عمر" أصيب في أول أسبوع من الثورة بطلق ناري في فخذه بعد أن كان ضمن فزعة ونزل عن جسر درعا البلد رغم التحذيرات بعدم النزول وعولج في الجامع العمري حينها.

وكشف محدثنا أن "أبو نبوت" اعتقل لمرتين الأولى بعد مظاهرة شارك فيها وتم اقتياده إلى "فرع فلسطين"، وبدأت عائلته البحث عنه -كما يقول- لثلاثة أيام في الفروع الأمنية في درعا دون جدوى وتواصل معهم بعدها تلفونياً وقال إنه في "فرع فلسطين"، وسيخرج في ذات اليوم وكان خروجه بمثابة المعجزة -كما يقول- وتم تحديد محاكمة له، ولكن أحد المتنفذين في "فرع فلسطين" أخرجه مقابل رشوة من ذويه واصطحبه معه إلى درعا ليدله على منازل بعض أهالي المعتقلين ليتوسط لهم مقابل رشى أيضاً، وكان الاعتقال الثاني لعمر -حسب المصدر- بعد مظاهرة في درعا البلد، حيث تم اقتياده إلى فرع "أمن الدولة" في درعا وعند وصوله إلى الباب حصلت جلبة في الفرع ففر مع 4 شبان آخرين.

وحول ظروف استشهاد "أبو نبوت"، روى محدثنا أنه خرج من منزله فجر 13 شباط / فبراير - 2017، لمهمة إعلامية وبعد وصوله إلى "قاطع أبو سيف" بجانب جامع بلال وأثناء محاولته اجتياز الشارع تعرض لطلقة قناص لقوات النظام اخترقت كبده من البطن إلى الظهر ونُقل على إثرها إلى إحدى المشافي الميدانية بدرعا، واضطر الأطباء هناك إلى استئصال جزء كبير من كبده الذي كان مهمشاً نتيجة الطلقة المتفجرة التي اخترقت جسده وفارق الحياة بعد ساعتين من إسعافه.

وختم المصدر أن الشاب الراحل كان بشوشاً ودائم المزاح مع رفاقه ويواجه الصعوبات والعراقيل في حياته بروح مرحة، وكان هادئ الطبع ومحبوباً من الجميع.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(195)    هل أعجبتك المقالة (147)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي